الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:47 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - معتصمون معارضون يعتدون على مسن يمني

احمد غيلان -
شباب الساحات.. ضحايا التغرير
• نعم قتل الصهاينة شيوخاً ونساءً وأطفالاً في عمليات عسكرية وقصف واجتياحات، لكننا لم نشاهد أكثر من خمسين شاباً يسحبون كهلاً ويركلونه ويتناوبون القفز على جسده المنهك كما فعل شباب ساحة التغرير بذلك المسن الذي وقع بين أيديهم وتحت سطوتهم ووحشيتهم عصر الأربعاء 27 أبريل 2011م أمام بوابة مدينة الثورة الرياضية في شارع عمران..
• ولست هُنا أبريء الصهاينة من أعمال إجرامية ربما أكثر وحشية مما شاهدنا على قنوات اليمن الفضائية التي صورت ونقلت لنا مأساة الوالد صالح حليلة، والتي جسدت همجية ووحشية أولئك الشباب الذين تجردوا من كل معاني الإنسانية وكل القيم الدينية والاجتماعية، حينما وقع بين أيديهم شائب مسن ضعيف، فأسقطوا عليه كل ما تمت تعبئة رؤوسهم به من غل وكراهية ووحشية يدمي قلبي أن أقارنها بوحشية الصهاينة..
• ولست أدافع عن الهمجية الصهيونية إذا ما قلت أني شاهدت على شاشات التلفزيون جنود الاحتلال يتعاملون بشيء من التقدير مع الكهول وكبار السن، بل ويعينونهم على تجاوز الحواجز والطرقات... لكني أتذكر من هذه المشاهد التي علقت في ذهني وأقارن بينها وبين مشهد عصر الأربعاء، فتجتاحني الفجيعة من كل صوب.. أيعقل أن هؤلاء من شباب يمن الحكمة..؟؟ أمعقول أن هؤلاء من شباب تجمع الإصلاح الذي يدعي منظروه أنهم يربون الأجيال على قيم الدين الإسلامي الحنيف..؟؟ أمن العقل والمنطق أن يكون هؤلاء من شباب الأحزاب التقدمية التي تدعي انتماءً للحداثة والديمقراطية والحريات والاعتراف بالآخر..؟؟ هل يصدق أحد أن هؤلاء من أبناء الأسرة اليمنية التي تنشئ أطفالها على قيم المحبة والرحمة والإخاء والتسامح واحترام الكبير ومساعدة الضعيف والرأفة حتى بالخصم والعدو..؟؟
• لم أستطع أن أجد لأولئك الفتية الذين تسابقوا وازدحموا ليضع كل واحد منهم بصمة حقد ووصمة عار أخجلتنا ونكست رؤوسنا بين شباب الدنيا كلها... ليس لأن لنا ذنب فيما فعلوا واقترفوا، ولكن لأننا من شباب اليمن الذين وُجد بين صفوفهم وانسلخ عنهم وخرج من بينهم مجرمون ودمويون ومتوحشون من ذلك النوع الذي شاهدناه عصر الأربعاء يقترف ذلك الجرم المقيت الأسود في حق الشائب الضعيف صالح حليلة..
• أعلم أن أولئك المتوحشين الهائجين قد تعرضوا لحرب تعبوية شرسة... وضغوط نفسية كبيرة.. وأعمال تحريضية بشعة على أيدي فقهاء ومنظرين وخبراء عنف ودجالين ومتخصصين في علم النفس والدعاية والتحريض والتهييج.. وحرب إعلامية نفسية وتعبوية غير مسبوقة، عبر خطباء ومحاضرين ومنظرين في الساحات والخيام وعبر وسائل الإعلام.. وخضعوا لجرعات فتاكة من التضليل والشائعات والإثارة والتهييج.. لكن كل هذا لا يبرر لأولئك الشباب الوصول إلى ذلك المستوى من الجنون والحماقة الوحشية والعدوانية التي أعمتهم عن رؤية وتمييز ضعف ضحيتهم المسن، والذي كان يستوجب مراعاة ضعفه وسنه مهما كانت جريرته إن كان قد اقترف ما أساءهم أو استفزهم.
• لقد أثبت أولئك الشباب بفعلتهم الإجرامية الهمجية الوحشية تلك أن التعبئة العدوانية والضغوطات النفسية التي يتعرضون لها في مخيمات وساحات الاعتصامات أكبر وأقوى من احتمال شبابنا وقدرتهم على التحمل أو المقاومة، أو حتى الاحتفاظ بما أكتسبوا من قيم إنسانية ودينية وأخلاقية وقبلية في المنزل والمدرسة والمسجد والمجتمع اليمني المعروف بقيمه الاجتماعية الإنسانية النبيلة..
• أستطيع أن أجزم أن أياً من أولئك الشباب الذين رأيناهم وحشية تتحرك على الأرض بأجساد آدمية لم يكونوا كذلك قبل أن يدخلوا ساحات وخيام الاعتصامات، وأن أدوات ووسائل الإثارة والتهييج والتحريض التي استخُدمت معهم وسُلطت عليهم هي التي جردتهم من كل قيمة إنسانية نبيلة، وأوصلتهم إلى ذلك الجنون والهيجان، وأنهم - قبل أن يكونوا أدوات قتل وأواني حقد ودمى مفخخة بالغل والعنف والتوحش - كانوا ضحايا حرب تعبوية إجرامية أفقدتهم كثيراً من آدميتهم قبل قيمهم، وجردتهم من كل قدراتهم على التحكم في سلوكياتهم وتصرفاتهم... وزرعت في نفوسهم وأذهانهم سواداً أعمى أبصارهم وبصائرهم عن رؤية وتمييز الحق من الباطل..
• نعم إن هؤلاء هم أولى وأهم وأخطر ضحايا التعبئة العدوانية والتهييج الأرعن والتثوير الهمجي الغوغائي المقيت، الذي جعل منهم ومن أمثالهم عاهات بشرية نحتاج الكثير من الوقت والجهد لمعالجتها والحد من خطرها على المجتمع، لكننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً من ذلك قبل أن نوقف حرب التعبئة والتهييج والتثوير التي تُمارس ضدهم، وذلك مالا يمكن فعله قبل خروجهم من تلك الخيام والساحات التي غدت أوكاراً لصناعة العاهات المدمرة وتفخيخ عقول ونفوس وأذهان الشباب..
• وفي اعتقادنا أن معالجة هذه الكارثة والحد من تزايدها مسئولية ومهمة إنسانية وطنية اجتماعية دينية أخلاقية يتحملها الجميع ويسهم فيها الجميع، بدءً بالشباب أنفسهم الذين ندعوهم لمغادرة تلك الخيام والساحات نهائياً، أو حتى لفترات بسيطة يتيحون خلالها فرصة لأنفسهم ليروا ويسمعوا شيئاً آخر غير مايرون ويسمعون داخل المخيمات..
• كما أن الدور مطلوب من الآباء والأمهات والأقارب الذين لهم صلة بالشباب في الساحات، إذ يقتضي الأمر مسارعة هؤلاء للإسهام في إنقاذ هؤلاء الشباب من كارثة رأينا شواهدها..
• وكذلك الدور مطلوب من كل المثقفين والمربين والعقلاء في هذا المجتمع، بمن فيهم أناس متواجدون في الساحات نعتقد - بل ونثق - أنهم استاءوا مما حدث ويشاطروننا القلق على هؤلاء الشباب... ولن يختلفوا معنا بأن هذه الحالة غدت مقلقة...
• ولسنا نتحرَّج أو نتردد في مناشدة قيادات الأحزاب والتنظيمات والمنظمات والتيارات والتكتلات التي لها دور وقول وحضور في ساحات الاعتصامات، وندعوها بحق كل قيمة نبيلة تؤمن بها لأن تسهم في تخفيف الضغط على هؤلاء الشباب وإنقاذهم ومعالجتهم..








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024