الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 04:33 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -   د/ سعاد سالم السبع
د/ سعاد سالم السبع -
من مميزات الأزمة اليمنية!!
على الرغم من اختناق الناس بما وصل إليه الحال من تدهور الوضع الاقتصادي من جراء الأزمة اليمنية إلا أن هذه الأزمة قد أعادت أشياء جميلة كانت قد سُلبت من حياتنا بفعل وسائل التكنولوجيا الحديثة، حتى صارت علاقاتنا الإنسانية آلية مثلها مثل تلك الوسائل التي تتحكم فينا..
إن من أهم مميزات الأزمة التي يعيشها الشعب اليمني أنها أعادت التواصل الإنساني إلى مقدمة اهتماماتنا، وقربت بين الناس في آلامهم وآمالهم؛ فنجد مثلا أن انطفاء الكهرباء أعاد ا الدفء العاطفي للأسرة، فقد نشط الحوار الأسري بين الآباء والأمهات مع الأبناء والبنات وبين الأزواج والزوجات بعد أن جفت المشاعر بسبب التخشب الجسدي والعقلي والروحي أمام التلفاز حتى أثناء تناول الطعام... كما قرب بين الجيران؛ حيث يضطر الناس إلى الخروج من البيت للتحدث مع الآخرين في محيطهم القريب منهم، أو لحل مشكلات الأطفال وشجاراتهم في الشوارع..كما إن انطفاء الكهرباء قد أعاد لليل والنهار طبيعتهما التي خلقهما الله عليها، فجعل النهار معاشا والليل سباتا، وأصبح الجميع يحرص كل الحرص على إنجاز مهامه نهارا، ويسارع إلى فراشه ليلا، محققا توصيات الدراسات العلمية التي أثبتت أن النوم ليلا والعمل نهارا فيه صحة جسدية وعقلية وروحية للإنسان، بعد أن كان كثير من الناس ينامون النهار ويستيقظون ليلا..
كما أن انطفاء الكهرباء قد قلل من انصراف الأطفال إلى مقاهي الإنترنت، وبالتالي عادت الصحة لعيونهم وسلمت أخلاقهم من التأثيرات السلبية في ظل غياب الوعي بأهمية الرقابة على المواقع الإلكترونية..
كذلك فإن انطفاء الكهرباء أعاد لربات البيوت حيويتهن الجسدية ؛ حيث صارت ربة المنزل مضطرة لمضاعفة المجهود الجسدي في القيام بأعمال البيت كالكنس وغسل الملابس بيديها بعد أن صمتت الغسالات و المكانس الكهربائية.. كما تسبب انطفاء الكهرباء في عودة ( المساحق) الحجرية ، وصارت الأسرة تستمتع بـ(زحاوق) يدوية طازجة ، رائحتها اللذيذة تستدعي أفراد الأسرة والجيران للاجتماع حول طبقها.
جانب آخرمفيد لانقطاع الكهرباء، تمثل في ترشيد استخدام المياه، فلم تعد آلات رفع المياه لأسطح المنازل قادرة على العمل، وبالتالي يضطر أفراد الأسرة للحصول على حاجتهم من الماء بالغرف من خزانات المياه يدويا، وهو عمل مجهد يرغم الغارف على ترشيد استخدام الماء حتى يتجنب متاعب نقل الماء من مكان إلى آخر ..
فائدة أخرى لانقطاع الكهرباء تمثلت في توقف التلفونات بسبب انقطاع الشحن، فارتاحت النفس والأذن والدماغ من اتصالات المتطفلين، والمزعجين، وبالتالي يتم استثمار الوقت في التواصل المباشر بين أفراد الأسرة، وقضاء المهام في أماكنها المخصصة لها ..
أما اختفاء الديزل ؛ فقد أقفل كثيرا من أفران الخبز فاضطرت النساء إلى صناعة الخبز المنزلي، فعاد أفراد الأسرة اليمنية للاستمتاع بالرغيف المنزلي المحترم النظيف الطازج الخالي من الشوائب والملوثات المرئية وغير المرئية ..
وأهم ميزة قدمها اختفاء البترول تمثلت في اقتراب الأغنياء من الفقراء، فقد جعلت أزمة البترول مالكي السيارات الخاصة يستخدمون وسائل النقل العامة ويحتكون بالطبقة الشعبية- لا أقول الفقيرة- بل المعدمة ليعرفوا كم اقترفوا من الآثام بسبب ابتعادهم عن هؤلاء الجياع !! فشاء الله أن يجمعهم بهم في الدنيا في مكان واحد رغما عنهم وصاروا معا يتسابقون لارتقاء الباصات المتهالكة بعد أن كانوا لا يطيقون حتى المرور بجوارها ، وأصبحوا يلتصقون بأجساد المعدمين بعد أن كانوا لا يأبهون بهذه الأجساد حتى وإن كانت تحت عجلات سياراتهم الفارهة ، ووجدوا أنفسهم مضطرين إلى سماع مشكلات الفقراء مع لقمة العيش بعد أن كانوا لا يعرفون من المشكلات سوى أمراض التخمة ، وفُرضت عليهم روائح أجساد المعدمين بعد أن كانت العطور الفاخرة تسبقهم في جميع الأماكن..كما إن اختفاء البترول قد خدمة لهؤلاء المترفين حين فرض عليهم السير على أقدامهم للبحث عن وسيلة مواصلات بعد أن كانت السيارات الفارهة توصلهم من غرف نومهم إلى كراسي مكاتبهم بلا بذل أدنى مجهود جسدي، فاضطروا لاستخدام أقدامهم وتلقوا حرارة الشمس وأحسوا بتباعد الطرقات التي عليهم اجتيازها سيرا على الأقدام فجرت الدماء في عروقهم وبدأت الحيوية تعود إلى أجسادهم...

لقد حققت الأزمة كثيرا من أوجه التواصل الاجتماعي وأعادت الناس إلى التفكير بالنعم التي كانوا يتمتعون بها بلا إحساس بقيمتها، وقد وعى الشعب الدرس، وعرف قيمة الوطن، لكنه صار غير قادر على مزيد من الصبر، ولذلك فإن استمرار الأزمة لا ينبغي أن يطول، فلا يستبعد أن يخرج ملايين الصامتين عن صمتهم ، وتكون خطوتهم القادمة هي الزحف نحو المتسببين في الأزمة مهما كانت قوتهم إن لم يفرجوا عن الناس، ولا يزال الأمل معقودا على خواتم رمضان أن تكون عتقا للصائمين من النار ، وعتقا للشعب اليمني من الأزمة والأشرار ....


- أستاذ المناهج المشارك بكلية التربية – جامعة صنعاء – عضو منظمة (اليمن أولا) [email protected]








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024