الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 03:27 م - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - ا.د وهيبة فارع
ا.د وهيبة فارع -
غادرنا الأستاذ شهيدا
سادالشارع اليمني حالة من الحزن والأسى بنبأ استشهاد الأستاذ الكبير عبدالعزيز عبدالغني متأثراً بجراحه التي أصيب بها في الحادث الإرهابي الذي استهدف رئيس الجمهورية وقيادات الدولة وهم يؤدون صلاة الجمعة بمسجد دار الرئاسة في أول جمعة من رجب الحرام، وباستشهاد هذه الهامة الوطنية التي ظلت موضع احترام وتقدير الكثير ومصدر ثقة واعتزاز من الذين يلتقون ومن يختلفون معها، تخسر اليمن واحدا من الكفاءات النادرة التي خدمت اليمن وأفنت عمرها في تحقيق أهدافه.

فقد كان للأستاذ دور غير عادي في بناء الدولة الحديثة وفي المساهمة بقيام دولة الوحدة، ولم تنحصر اسهاماته في كل المناصب التي شغلها عن جدارة وكفاءة في مجال واحد، بل تعددت وامتدت إلى مختلف المجالات السياسية والتنموية والاقتصادية طوال أربعة عقود كان آخرها رئاسة مجلس الشورى، وما أنجزه خلال مدة رئاسته له من أعمال سياسية وبرلمانية للرقي بالعمل النيابي والشوروي

وقد حمل الشهيد تجربة ثرية من العطاء النقي لجيل احترف الريادة في الإدارة والقيادة فكان أنموذجا لما بعده من الأجيال العاملة في مجال التنمية البشرية والاقتصادية وكانت له بصماته في الانتقال بأهداف الثورة وبإعادة وحدة الوطن، فضلاً عن المساهمة في تسريع الخطوات التي قطعتها اليمن في ميادين التحديث والديمقراطية، وكان صاحب رؤية ومنهج تشرب منه الكثير من رجال السياسة والاقتصاد والتنمية.

وقد تميز الشهيد بصفات رجل دولة من الطراز الأول، كما اتسمت حياته العملية والخاصة بالقيم الرفيعة ودماثة الخلق والنبل والشجاعة ونكران الذات والبساطة والانحياز الدائم لقضايا الوطن، فسكن قلوب اليمنيين على اختلاف مشاربهم واستحق ألقابا شعبية محببة منها لقب الأستاذ الذي لم يمنح شعبيا الا لشخصه وللأستاذ احمد محمد نعمان الذي سبقه في مهام رئيس وزراء لليمن واللذين ساهما في بناء أجيال متعاقبة من القيادات وكلا هما بدأ حياته كأستاذ في مجال العلم ليصبح أستاذا صاحب منهج في بناء الدولة الحديثة.

كما تميز الأستاذ بصفات رجل دولة من الطراز الأول، فاتسمت حياته العملية والخاصة بالقيم الرفيعة ودماثة الخلق ونكران الذات والبساطة والانحياز الدائم لقضايا الوطن، فاحتل قلوب اليمنيين على اختلاف مشاربهم وبمختلف شرائحهم، وتوديعهم قبل الأوان تاركا وراءه أثره النبيل في التضحية والفداء ودور لا ينكره إلا جاحد في بناء الوطن، ولهذا كانت فاجعتهم كبيرة ومصابهم جلل، باستشهاد الإنسان بكل ما تعنيه الإنسانية من معنى، ان عبدالعزيز عبدالغني قد حصل على العديد من الألقاب منها رجل التنمية ليضاف إلى ألقابه اليوم لقب شهيد الوطن، وهو الذي يكره العنف فكان أول من أبتلي به في هذه الأيام الحالكة السواد فأزهق حياته، وقد كان منذ انخراطه في العمل السياسي رجلا ديمقراطيا في سلوكه وعمله يتحلى بالصبر والمثابرة فلم يكن يستأثر برأي وكثيرا ما كان ينحاز إلى رأي الأغلبية ولو خالفه وكان يحث الآخرين على الاقتداء به.

والشهيد لم يكن من الشخصيات التي تلمع نفسها أمام الآخرين، مكتفيا بما يختزنه من عمق معرفي وإنساني لكل من يقابله، وقد لا يعرف الكثير ممن اختلفوا معه عن سيرته وما تمتع به من صفات ايجابية سوى انه شخصية مؤمنة بمواقفها لم تكن تقبل الابتزاز السياسي مهما كانت درجته، فلم يستطيعوا أن يجردوه من وطنيته ولامن صفاته ولا ولائه لله والوطن إلا باتهامه بالدقة والحرص لأنه لم يتجاوب في التفريط بواجباته التي اؤتمن عليها، وتلك لم تكن تزيده لنفسه إلا احتراما.
لقد شرفت وعدد من زملائي من الشخصيات السياسية والقيادية بالالتحاق بالكلية التي أنشأها الشهيد وأدارها مع رفيق دربه استاذنا الراحل محمد انعم غالب رحمة الله عليه بداية التحاقنا بالتعليم فوضعنا فيها أول خطواتنا في الصفوف الأولى من المدرسة في الوقت الذي كان يغادرنا إلى وظيفة أخرى، لكنه لم ينس الكثير منا فكان الموجه والراعي للجميع في مختلف مراحلنا الوظيفية بالروح الأبوية التي تتمتع بالدماثة والرصانة والنصح الأمين ذاته منذ قابلنا فيه أول يوم التحاقنا بمدرسته التي ظلت لا تفارقه أدوارها التنويرية حتى وهو في أعلى الدرجات الوظيفية التي تقلدها، والتي تنطبق هنا مع شخصية الأستاذ التي لا ينكر حتى المختلفين معها جوانبها الإنسانية الغنية التي تمتع بها.

إن رحيل هذه الشخصية الوطنية البارزة عبدالعزيز عبدالغني وحده يمثل خسارة كبيرة للوطن فماذا لو كان رحيله غدرا وظلما وعدوانا على هذا النحو؟ !.

نسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه بالصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله في تلك الأيادي الآثمة فقد قتلت كل شيء جميل في هذا الوطن وكل إنسانية فيه وفضحت نفسها عندما اغتالت ورقصت على الجثث واحتفلت بالموت احتفال الشياطين، ونسأل الله لها الهداية بحق هذا الشهر الكريم.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024