الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 09:11 ص - آخر تحديث: 02:40 ص (40: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
مبادرة “منتجي وطني” والدور الاعلامي المنشود
شوقي شاهر
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - طفلة يمنية تعبر عن احتجاجها على تعطيل التعليم

الحسين بن أحمد السراجي -
معلومات ابنتي ضائعة !!!
بينما كانت ابنتي تحاول استجماع أفكارها ومعلوماتها قبل العودة إلى المدرسة وبين يديها كتاب كيمياء الثاني الثانوي , أخذت تُقَلِّبُ الكتاب تارة وتفتحه تارة أخرى وتتنقل بين صفحاته تارات وقد أصابها الإعياء والتعب , تنفسَّت أنيناً مؤلماً وقالت :

ما أسهل الكيمياء عندي ولكنْ والله ما عاد استوعبت في الكتاب شيئاً .

كنت أتأملها وهي تتعامل مع الكتاب ثم أصغيت لأنينها النابع من قلبها :

ما أسهل الكيمياء وما أصعب فكفكة طلاسمه .

بعدها كنت أحاول تفسير الأنين ولسان حالها فكانت النتيجة االتالي :

• العام الماضي لم يكن هناك شيئ يُشَوِّش الأفكار ويعمل على عرقلة نفاذ المعلومات إليها سوى في النصف الثاني من العام الدراسي , وقد حاولنا التغلب عليه بما لم نكن نحسب حسابه , أما اليوم فقد ازداد الوضع تعقيداً وسوءاً , فلَكَم سيطر علينا الخوف والرعب والفزع والهلع .

• أيامٌ عجافٌ قضيناها خلال حرب الحصبة نسمع دوي القذائف والصواريخ نصحو ونحن نعتقد ألَّا مساء وننام فيما نعتقده تحصيناً ونحن نعتقد ألَّا صباح .

• شهور تسعة كلما سمعنا عن توتر الأجواء ونُذُرِ الحرب حملنا أغراضنا ونزحنا من بيوتنا إلى البلاد بعد الإنتقال في صنعاء من شارع نعتقده آمناً إلى ما نعتقده أكثر أمناً , وحين نحس بالحاجة وألَّا قبول لنا سوى في بيتنا نعود إليه وما هي إلا أيام أو شهر وسرعان ما تعود الأراجيف فيعود السيناريو ( النزوح ) كما سبق وهكذا .

• تسعةُ شهور لم نعد نجد من الكهرباء سوى ساعة أو ساعتين في اليوم وطالما انقطعت تماماً لخمسة أيام متوالية .

• عدنا للوراء عشرات السنين فلا بترول ولا ماء , آهٍ كم تزاحمنا على حنفيات المساجد والسُبُلِ الخيرية أسراباً وطوابير وكم وقعت فيها من ملابجات وخصومات .

• كان والدي يكفينا ذل الحاجة بالكاد واليوم صار بلا عمل بعد تسريحه من عمله نتيجة الكساد التجاري فصرنا نشبع في الوجبة بالكاد أو نُوهم أنفسنا بالشبع .

• كان في البيت من المصاريف ما يكفينا في بعض الأحايين أسبوعاً واليوم نأكل قوت اليوم وننتظر فرج الله بقوت اليوم الثاني .

• كنا نشتري نصف كيس من الدقيق وقطمة من السكر والأرز واليوم صرنا نتصارع مع الكيلو ونصف الكيلو .

• في صنعاء ما عرفت الحطب وتنور الحطب وحين انعدم الغاز بحثنا عن الحطب وبحمد الله حصلنا على تنور حطب .

• كنا نحصل على مصروف يومي لا يقل عن خمسين ريالاً واليوم أين العشرة ؟ أحياناً نجدها وأياماً بدون .

• كنا نخرج وندخل ولا على بالنا أما اليوم فقد قُتل ابن جارنا وصديقتي وانخرم خزان مياهنا نتيجة عودة الرصاص الطائش من الجو صرنا حبيسي البيوت لم نعد نتمتع حتى باللعب .

• كنا نتابع الإعلام لنجد النزف والقتل والدماء في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان و ... و ... و ... واليوم مشاهد القتل والجرح يمنية بامتياز .

• كنا نسمع القتل في الحصبة والدائري واليوم تخضَّبت بالدماء مساحات واسعة في مدرستي وجامعة أخي , من يُصدِّق أن مدرستي أصبحت ثكنة عسكرية ؟ كيف سأستوعب دروسي في جوٍّ كهذا ؟

• كل شيئ في حياتنا مفخخ أخشى أن ينعكس الصراع في البلد على علاقتي بزملائي وزميلاتي بعد أن تم الزج بنا في أتون هذا الصراع فتم حقننا به من قبل الكل : الوالدين , المدرسين , الأهل وسائل الإعلام .

كنت أستشعر أنَّات ابنتي وأعلم أنها أنين كافة أطفال اليمن الذين ضاعت أفكارهم وغابت معلوماتهم في ذمة الأزمة القائمة فأيّ دروس سيستوعبون ؟؟؟!!!

*خطيب وأمام الجامع الكبير بالروضة - صنعاء








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024