السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 06:18 م - آخر تحديث: 03:56 م (56: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د/ سعاد سالم السبع
د/ سعاد سالم السبع -
جامعة صنعاء ..كان بإمكاننا حمايتها ولكن!!ا
جامعة صنعاء هذا الصرح الذي كان شامخا بمنتسبيه فأصبح خاويا على عروشه بسبب الوضع السياسي الذي تعيشه اليمن، صارت الجامعة مهجورة من أبنائها، تكسو القتامة كل جدرانها؛ فبعد أن كانت قاعاتها زاخرة بأصوات الطلبة وصرير أقلامهم، وحفيف أوراق كتبهم ، صارت مملوءة بالجنود يحملون أسلحتهم ويتناولون القات في مكاتبها وقاعاتها، وبعد أن كانت تسعد بمناقشات الطلبة، ومحاورات أساتذتهم أصبحت تئن تحت وطأة القذائف والأسلحة ، وتصحو وتنام على أصواتها.. جامعة صنعاء كانت تضم كل الأطياف السياسية ، فصارت غريبة حتى عن شجيراتها .. لماذا قتلوا الحياة في جامعتنا؟! ومن المسئول عما يحدث لجامعتنا؟! ومن المستفيد مما يحدث؟
لقد صارت جامعة صنعاء تعاني من ظلمين عظيمين، كلاهما أمر من انقطاع الدراسة فيها؛ ظلم من أهلها الذين تنكروا لها في أزمتها وتركوها في محنتها واستبدلوها بأماكن متفرقة ليست بخير منها، وظلم من قادة الفرقة الذين اقتحموا حرمها ، وحولوها من حرم آمن إلى مأوى ذليل مكسور الهامة منتهك الحرمة ..
مهما كانت قوة المبررات لدخول الجامعة، فلا يمكن أن تكون مبررات صالحة لاحتلال الجامعة عسكريا في كل الأعراف الجامعية (الإقليمية والدولية) ، و لا يمكن أن تنتصر ثورة التغيير بعسكرة الجامعة، لأن الثورات تنتصر بحماية الجامعات وببقائها شامخة تؤدي وظيفتها التنويرية من أجل التغيير، لا بإخماد نورها، وإقفالها في وجه العلم وتحويلها إلى واجهة للحرب...
عسكرة جامعة صنعاء وصمة عار في جبين كل يمني في السلطة والمعارضة؛ فسيكتب التاريخ مستقبلا أن اليمنيين حينما ثاروا للتغيير أغلقوا جامعتهم الأولى، وتركوها للجنود وأسلحتهم ، بينما كان عليهم أن ينصروا ثورتهم من داخل جامعتهم .. وسيسجل التأريخ أن قيادة اتحاد طلبة جامعة صنعاء كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها لاستبدال أمن الجامعة بأمن مدني قبل الثورة، وحينما بدأ الطلبة ثورتهم صمتت قيادتهم عن احتلال جامعتهم وعن تحويل قاعاتها إلى بؤر عسكرية للاحتراب ، مستهدفة من جميع الأطراف....
لن يغفر لنا التاريخ – نحن منتسبي جامعة صنعاء- ما فعلناه بجامعتنا، حيث لم نبذل أي جهد لحماية الجامعة وتحييدها عن الصراع المسلح..بل راق لكثير منا انقطاع الدراسة والتمتع بمرتبه بلا مجهود في جامعته الأم، واتجه إلى رفع دخله بالتدريس في جامعات أخرى، أو ركن إلى مشاغله الاجتماعية والأسرية، أو أصيب بالإحباط وخيبة الأمل فانكفأ على نفسه، ونسي تماما أنه أستاذ في جامعة صنعاء، وأن هذه الجامعة هي منبع خيره الأول، وأنها هي مصدر التغيير الحقيقي الذي يجب أن يقود المجتمع نحو الدولة المدنية، وأن من واجبه أن يحميها من الاحتلال على الأقل بإنكار ما يحدث لهذه الجامعة إن لم يستطع فعل شيء آخر لحمايتها...
كان بإمكان منتسبي الجامعة – وبخاصة أعضاء هيئة التدريس –أن يتـَّحِدوا من أجل جامعتهم منذ بدء الأزمة ، وأن يبقوا في الجامعة ، وأن يعلنوا رفضهم لإيقاف الدراسة وأن يدعو طلبتهم للدوام الدراسي في كل الظروف، وأن يمنعوا دخول الجنود إلى حرم الجامعة، وإذا لم يتمكنوا من منعهم مباشرة في ظل سطوة العسكرية، فقد كان عليهم أن يتجهوا جميعا إلى قائد الفرقة (علي محسن) ويخاطبوه باسم العرف العلمي والقبلي أن يبعد الجامعة عن الصراع العسكري، فهو في الأول والأخير يمني وأب ويدرك أهمية التعليم للتغيير، وحينما يتضح له حجم الخطأ الذي يرتكبه الجيش المساند لثورة التغيير إذا استمرت الجامعة محتلة ، فلا أظن أنه سيقبل باستمرار احتلال الجامعة، وسيقدر مخاوف أعضاء هيئة التدريس على الطلاب والطالبات، وصواب رؤيتهم حول أثر تحييد الجامعة على حركة الشباب..
كان ممكنا حدوث ذلك منذ بدء الأزمة، وحين وقف أول جندي على بوابة الجامعة.. وقد عرضت هذه الفكرة على رئيس الجامعة -بوصفه أبا وعضو هيئة تدريس وليس بوصفه رئيسا للجامعة- لكن يبدو أن هذه الفكرة لم تكن مقبولة من امرأة، فوقف الجميع متفرجا ، ومنتظرا أن تحل المشكلة من خارج الجامعة، لكن هذا لم يحدث، وتأزمت الحال ، وتدهور الوضع أكثر بمرور الوقت، وبدلا من وجود الجنود في فناء الجامعة صاروا الآن ساكنين في مكاتبها وقاعاتها وتم طرد الأساتذة والطلبة وتشريدهم في كل مكان..
لقد أصبح احتلال الجامعة سببا مهما من أسباب تأخر التغيير، وربما هذا هو الذي جعل المحلل السياسي محمد هيكل يقول : (إن ما يحدث في اليمن ليس ثورة وإنما هناك قبيلة تريد أن تتحول إلى دولة) ...احتلال الجامعة فعلا أصبح يمثل خنجرا مسموما في خاصرة ثورة الشباب، ولا يمكن أن يقتنع الرأي العام المحلي والعالمي بأن احتلال الجامعة وإيقاف الدراسة يمثل وفاء لدم الشهداء، وأن فتح الجامعة يقوي بقاء النظام كما يصورونه للشباب، على العكس من ذلك؛ فإن الدعوة إلى إيقاف التدريس واحتلال الجامعة بالذات قد وفر لأعداء التغيير غطاء شرعيا لإبعاد الشباب عن حركة التغيير، ومبررا قويا للتشكيك بأهداف ثورة الشباب، وصار سندا لبقاء الوضع على ما هو عليه؛ لأن العالم يشاهد ويراقب ما يحدث، ويسجل تذمر الأهالي من إيقاف الدراسة، وتذمرهم أكبر من تشريد الطلبة في أماكن مختلفة لا تتوفر فيها إمكانيات التعليم الجيد، ولذلك سيظل الموقف الدولي من التغيير في اليمن مرتبكا، وسيطول الصراع المسلح بهدف استنزاف ما تبقى من الحياة للجيش وللشعب..
ينبغي أن يقتنع الشباب أن إعادة الجامعة إلى حالتها الطبيعية سيكون أكبر حماية تقدمها الفرقة لثورة الشباب، كما إن انسحاب الجنود من الحرم الجامعي سيكون علامة حضارية راقية تثبت للعالم كله أن ما يحدث في اليمن هو فعلا ثورة من أجل التغيير وليس انقلابا هدفه التدمير...
ولنتذكر جميعا أنه ما من قيادي (عسكري أو مدني) في اليمن –في السلطة والمعارضة- إلا ولجامعة صنعاء عليه فضل، وفي حياته منها بصمات ، ومن الوفاء لهذه الجامعة ألا يسمح أحد منا بتدميرها أو وضعها هدفا للاحتراب لأن دمار الجامعة يعني دمار المستقبل لعشرات السنين، كما إن خروج منتسبيها منها معناه أن حركة التغيير في طريقها إلى الترهل والانقراض....ويارب، أعد الحياة إلى جامعتنا حتى يعود الأمل في المستقبل....


- أستاذ المناهج المشارك بكلية التربية – جامعة صنعاء – عضو منظمة (اليمن أولا) [email protected]








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024