المؤتمر نت -
نبيل عبدالرب -
هلال الدولة
نجاح التفاعل الشعبي مع حملة النظافة في العاصمة صنعاء، خلق دافعاً قوياً لقول شيء بحق أمين العاصمة عبدالقادر هلال.
وقبل ذلك، أرغب بالتأكيد على أن ما ستتضمنه السطور التالية من إشادات بالرجل ليست نابعة من مرض نفاق أو تزلف.
فكاتب السطور لم يسبق له أن التقى هلال أو دخل في طائفة المطبلين وحملة المباخر. ولو كان للكاتب أن يبدأ مشروع نفاق فالأولى أن يتحدث عن المشائخ سلطان البركاني، وياسر العواضي، ومحمد أمين باشا، لأنهم أصحاب معروف لديه –والمعروف هنا لا يعني قبض أي ريال من أي منهم-.
بجهود تصدرها هلال ارتسم في العاصمة مشهد، على رمزيته، خلق حالة معنوية نادراً ما يلقاها اليمنيون في الظروف الاستثنائية التي تتخلل حياتهم.
يوم الأربعاء كان اليمنيون القاطنون في صنعاء أمام اختبار رمزي لولائهم لبلدهم وتلاحمهم، ويومها خرج اليمنيون بانتماءتهم المناطقية والحزبية والمذهبية على اختلافها جنباً إلى جنب في تنظيف عاصمتهم، وتلاحمت الناس مع السلطة، مدنيون وجنود، مسؤولون وتجار، معلمون وطلبة، رجال ونساء، متعلمون وأميون، مبنطلون، ومعممون، جميعهم أثبتوا أن اليمن أغلا، وما على سياسيي الخلافات إلا أن يفهموا رسالة "النظافة" ليستفيدوا منها في اللقاء على طاولة المصلحة الوطنية التي تقع في المنتصف بينهم جميعاً، وليست في حقيبة طرف دون آخر.
عندما كان هلال محافظاً لمحافظة إب، ثم حضرموت استطاع أن يظهر نفسه كمسؤول دولة يصنع لنفسه بصمات، في المحافظتين وخصوصاً في عاصمتيهما لجهة النواحي التنموية والمظهر الجمالي، وسياسياً، في الوقت الذي اقتنص لحزبه المؤتمر أغلب المقاعد البرلمانية للمحافظتين، كانت له علاقات طيبة مع التيارات السياسية الأخرى، غير لقاءاته الدائمة بالشخصيات الاجتماعية، والشباب، وممثلي الأحزاب، ونجح في أن يكون مسؤولاً توافقياً، وأن يمتلك روح المبادرة.
ويمتاز هلال كرجل دولة في حرصه على أن يترك أثراً –إيجابياً في معظمه- في المواقع التي يتولاها. واختياره أميناً للعاصمة بعث ارتياحاً شعبياً بين سكانها، سرعان ما تحول إلى خطوات قام بها، في مقدمتها حل مشكلة إضرابات عمال النظافة، مروراً بترميم بعض الشوارع الرئيسية في العاصمة دون الاضطرار لقطعها، وكانت الترميمات تتم في ساعات متأخرة من الليل ما يوفر الاختناقات المرورية الشديدة التي عاناها سكان العاصمة مع كل عملية إغلاق لشوارع مهمة، ومؤخراً أنجز هلال أكبر حملة نظافة تشهدها العاصمة.
ومثلما تتدافع الإشادات بأفعال المسؤولين الجيدين، تتوارد أسباب الخشية من أن ينظر هلال إلى مشاكل أهم المدن اليمنية، بذات العين التي نشط بها في إب وحضرموت.
المظهر الجمالي مهم لكل المدن اليمنية، لكنه أهم بالنسبة لصنعاء العاصمة، إلا أن البصمة الأولى لهلال يجب ألا تكون في مظهر صنعاء المتصل فقط بالنظافة وبعض الترتيبات للشوارع.
فهناك تحديات استراتيجية لصنعاء، هي المحك الحقيقي لمدى قدرة المسؤول هذا أو ذاك للإسهام في معالجتها، ولعل أهمها مشكلة المياه الجوفية الشحيحة، والمعسكرات التي تحيط بها، ومراكز النفوذ التي تختزن ترسانات هائلة من الأسلحة، إضافة إلى تحدي تحويل مدينة صنعاء القديمة إلى المكانة التي تليق بها كأحد أهم المدن ذات الإمكانيات السياحية الكبيرة على مستوى العالم.
تحديات كبيرة تحتاج لتفاعل إمكانيات الدولة وجميع أجهزتها، بيد أن قدرات هلال القيادية تتيح له صنع التفاعل المطلوب لوضع اللبنات الأولى لتجاوز تحديات صنعاء، واغتنام فرصها.

*******
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 04:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/104022.htm