المؤتمر نت - غدا سيكون يوما تاريخيا في حياة اليمنيين، لأنه اليوم الذي سيبدأ فيه مؤتمر الحوار الوطني والذي سيستمر شهورا، وسيكون أطول مؤتمر في التاريخ اليمني،
فيصل الصوفي -
مؤتمر حوار وليس صلاة جنازة!
غدا سيكون يوما تاريخيا في حياة اليمنيين، لأنه اليوم الذي سيبدأ فيه مؤتمر الحوار الوطني والذي سيستمر شهورا، وسيكون أطول مؤتمر في التاريخ اليمني، وهذا طبيعي لأن كل القضايا تقريبا ستناقش فيه، وإذا تمكن المشاركون من تقديم أفكار جديدة حولها بغية الوصول إلى حلول جديدة، بلا حور ولا بور، فسيكون وجه اليمن القادم مختلفا تمام الاختلاف، وهذه مهمة عسيرة، لكنها غير مستحيلة، خاصة إذا أقبل المشاركون على الحوار بعقول منفتحة، ونذكر أن العرب يسمون العقل الأحور، وهي نفس الحروف التي تتكون منها كلمة الحوار.
وقبل هذا ينبغي أن تشارك في هذا المؤتمر كل المكونات التي تم تسميتها.. قوام المؤتمر 565 رجلا وامرأة، وينبغي استيفاء هذا القوام، وعدم القبول بمقولة "سيعقد مؤتمر الحوار بمن حضر"! التي يرددها بعض الذين يهونون من شأن غياب الآخرين أو مقاطعتهم للمؤتمر..

بعد صدور قرار رئيس الجمهورية أمس بشأن تشكيل مؤتمر الحوار الوطني الشامل أعلن حزب البعث تعليق مشاركته، والشيخ عبد العزيز المفلحي استغرب "حشر اسمه"، ما يعني رفضه المشاركة، ومحسن باصرة سبق الجميع وغادر البلاد رغم أن اسمه ورد في قائمة حزبه (الإصلاح)، وردود الفعل هذه برزت خلال ساعات، وربما في الطريق جماعات وأفراد آخرون سينقصون من القائمة التي صدر بها القرار أمس..

لا يجوز القبول بالاستغفال.. "سيعقد المؤتمر بمن حضر"!. فالأمر يتعلق بمؤتمر حوار وطني شامل، وليس صلاة جنازة تقام بمن حضر.. الصواب استمرار الحوار والمخاطبة والمراجعة مع المقاطعين، لإقناعهم بالمشاركة وفي مقدمة ذلك كل فصائل الحراك الجنوبي، ولا يزال في الوقت سعة.. مكونات الحراك الجنوبي في الداخل والخارج ينبغي أن تكون حاضرة في مؤتمر الحوار الوطني، ولا بد أن هناك طريقة ما لإيجاد اقتناعات لديها بالمشاركة، ومن السخف تهديدها بأنها ستكون خاسرة، وأنه لا جدوى من المقاطعة، وأن مؤتمر الحوار سيعقد "بمن حضر"، فالقضية الجنوبية هي أول وأهم محور في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ولا يمكن أن تتقرر "بمن حضر"..

المؤسف أن مقولة "سيعقد المؤتمر بمن حضر" هذه ابتكرها جنوبي لا علاقة له بمكونات الحراك الجنوبي الفاعلة، وهذا وأضرابه سيكونون "من حضر" من الجنوبيين في المؤتمر، بينما الذين قرروا عدم المشاركة هم الذين يتحكمون بالساحة الجنوبية ويحركون فعاليات العصيان المدني والرفض، لذلك نقول ينبغي بذل مزيد من المراجعات والحوار لإقناعهم بأهمية مشاركتهم في مؤتمر الحوار.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 04:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/106375.htm