المؤتمر نت -
يحيى علي نوري -
الاعلام والحوار
ونحن نعيش أجواء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني فإن المفترض بالاعلام الرسمي وغيره ان يبدأ في خوض حوار عميق ازاء مجمل القضايا المطروحة امام المؤتمر..بدلا من اكتفاءه بالتغطية الخبرية وعرض بعض اللقاءات التي لا ترقى الى مستوى الحدث.
ان ذلك يمثل تعبير واضح عن قصور مهني وتصور خاطئ لطبيعة دور الاعلام الذي لا يقتصر على التغطية الخبرية بل يتجاوز ذلك الى قيامه بخوض غمار حوار مواكب لمؤتمر الحوار وبالصورة التي تفتح افاقاً اكبر للحوار الوطني وجعل الجمهور اليمني العريض يتابع بعمق كل المجريات ويحصل على كل المعلومات كحق له يفرض على مختلف الوسائل ان تحترم هذا الحق في الحصول على المعلومة بمختلف الطرق والأساليب الاعلامية.
ولعل ما يؤكد حالة القصور المهني الاعلامي ذات العلاقة بمؤتمر الحوار هو ان المتابع للتلفزة اليمنية الرسمية منها والخاصة يجدها مازالت تعاني من افتقار حاد للأستوديو التحليلي الذي يدار بمهنية عالية ويحاور كوكبة من المتخصصين والأكاديميين والسياسيين بصورة عميقة ناهيك عن الافتقار الملحوظ على صعيد التقارير الاعلامية المزودة بالمعلومة والصورة الكاملة للموضوعات التي ينبغي مناقشتها ..
ولاشك ان هذا الحال يندرج ايضا على صعيد الصحافة التي نجد ان معظم اهتماماتها تصب في الحصول على الخبر وتحقيق السبق دون ان نجدها تفتح صفحاتها لحوارات عميقة مع قضايا ملتهبة تحاول من خلالها مواكبة الحوار او حتى استباق تفاعلاته.
وعلى كل حال فان الاعلام الجماهيري بمختلف وسائلة مازال الوقت امامه في اعادة ترتيب خرائطه البرامجية ذات العلاقة بالحوار وان يقدم تفاعلات اعلامية جماهيرية حقيقية تعزز من الحوار وتنشر المزيد من الوعي بقضاياه ومشكلاته وتقدم الصورة الواضحة والجلية لطبيعة الصعوبات التي ستواجه الحوار وتكشف من يمارسون سياسة الانسدادات على صعيد قنواته المختلفة .
ذلك ان حدث الحوار يمثل حدثا تاريخيا بامتياز وينبغي على الاعلام ان يكون عند هذا المستوى التاريخي وان يسجل لنفسه حضورا فاعلا يشار له بالبنان في كونه واحدا من العوامل التي ساعدت بمهنية ومسئولية وطنية على انجاح الحوار وتحقيق الاصطفاف الشعبي العارم حوله.
وهذا لن يتأتى للإعلام اليمني ما لم يتخلى صراحة عن ممارسة المزايدة السياسية والإعلامية وان لا يكون ابواقا تخدم توجهات وأجندة حزبية ضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا.
كما نأمل ان لا يكون القصور المهني الراهن الذي يعتري النشاط الاعلامي ازاء الحوار نتيجة لهذه التخندقات الحزبية والتي قد تجعل من نشاطه يقع اسير العديد من القيود الحزبية التي ترى في التفاعل والألق الاعلامي خطرا على مصالحها.
امال كبيرة مازلنا نتطلع من اعلامنا اليمني ان يعمل على بلورتها في حراك اعلامي يسجله التاريخ كدروس لكل من يرغب في دراسة وتعلم مهنة الاعلام والرأي العام.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 10:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/107207.htm