المؤتمر نت - يحيى علي نوري
يحيى علي نوري -
الرئيس والزعيم.. والمسئولية التاريخية
يمر المؤتمر الشعبي العام بمرحلة دقيقة وعصيبة بفعل ماتشهده الساحة الوطنية من تطورات متلاحقة تتطلب منه التفاعل معها بذهنية عالية من اليقظة والادراك والقدرة على التعامل الكامل معها لبلورة الاهداف والمبادئ التي يؤمن بها ويناضل على تحقيقها لترسيخها خدمةً للوطن وانتصاراً لإرادته الحرة.
تطورات اضحت تتشابك مع مايشهده العالم العربي اليوم من تحولات ومنعطفات كبرى تشكل جميعها تحديات لايمكن تجاهلها من قبل كل من يشتغل في السياسة والهم العام ولايمكن له بداية السير نحو المستقبل دون تناغمه وتفاعله مع ذلك.. تطورات باتت تستبد بالعديد من الفعاليات المؤتمرية جراء خوفها من حدوث اي انتكاسة للاداء السياسي والتنظيمي للمؤتمر، خاصة مع التسريبات التي تثار في العديد من الوسائل الاعلامية والتي تعكس حالة تشتت في العقل الاستراتيجي الراسم للسياسات والتوجهات المؤتمرية والتي تشير الى وجود خلافات بين رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الشعبي العام، وكلاهما يمثلان قطبي المؤتمر ورمز قيادته السياسية العليا، حيث تعتبر هذه الخلافات- ان صحّ كل ماتروجه الوسائل الاعلامية بمثابة الآفة الخطيرة التي من شأنها اذا ما استمرت ان تحدث تصدعات خطيرة في الوحدة السياسية والتنظيمية للمؤتمر وتعطل حركته المأمولة باتجاه التعامل مع التحديات والتطورات الراهنة التي تشهدها الساحة الوطنية، وتبعده كلياً عن دوره الريادي في صناعة المستقبل لليمن وهو ما يسعى له مناوئيه الحالمون باجتثاثه.
وحقيقة ان الشعور بالقلق الشديد داخل الوسط المؤتمري العريض يعد مشروعاً بل ويتطلب منه التحرك الفاعل باتجاه رأب الصدع لدى قيادته العليا سيما وأن هناك من سيعمل على استغلاله واستثماره وبما يحقق لهم أمانيهما وتطلعاتهما في المزيد من تعثر المؤتمر وشل حركته كتنظيم سياسي رائد وكبير، تدرك حتى اللحظة انه مازال مؤثر رئيسي في الحياة اليمنية لما يتمتع به من قدرات وامكانات تجعله قادراً على خوض غمار بناء المستقبل الافضل برؤى وافكار اكثر استنارة وتناغماً ومواكبة لكل المعطيات الجديدة والتحولات المتسارعة ليس على المستوى الوطني فحسب وانما على المستوى العربي والدولي.
ولاريب ان القوى المنزعجة من تأثير المؤتمر الشعبي العام يهمها اليوم إيصاله الى طريق مسدود وجره تبعات كارثية لن يتحملها إلا الوطن الذي يحتاج دوماً الى وسطية واعتدال المؤتمر الشعبي العام وكذا اعضائه ومناصريه ومختلف القوى التي مازالت تدرك أن استمرار المؤتمر يمثل ضمانة حقيقية للحاضر والمستقبل.
وإزاء ما تقدم فإننا ننظر الى التسريبات المتواصلة عن تفاقم خلاف الرئيس والزعيم وتأثير ذلك على المؤتمر بمثابة جرس انذار يستدعي من القائدين التاريخيين وضع حد لهذه الخلافات سواء أكانت كبيرة أم صغيرة من خلال تكريس جهديهما باتجاه تفعيل خطط وبرامج الوطن والمؤتمر واطلاق العنان لقواعده في تنفيذ كافة الاهداف والتطلعات التي تحفل بها خطة تحركه السياسية والتنظيمية المتسقة والمستوعبة لطبيعة التحديات الراهنة وبما يعكس عظمة المسئولية الوطنية والتنظيمية التي تتطلب المزيد من الاهتمام والرعاية لكي يقوم بدوره ومسئولياته على أكمل وجه.
واذا كانت التصريحات المتوالية لعدد من القيادات المؤتمرية العليا والتي تحاول التخفيف من حدة التسريبات الاعلامية والحرص على وضعها كتباينات لايخلو منها اي نشاط انساني فإن هذه التطمينات غير كافية وعاجزة عن تبديد حالة القلق التي تعتري الوسط المؤتمري اليوم، وهو ما يستدعي من هذه القيادات وضع الحقيقة امام مختلف فعاليات المؤتمر بشفافية باعتبار القضية بالنسبة لهم تعد مصيرية ولايمكن بأي حال من الاحوال السكوت عنها في ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة، التي يمر بها الوطن وحتى يظل الأداء المؤتمري خالٍ من كافة المنغصات خاصة وان تأثيرات ذلك باتت تظهر على الواقع المؤتمري وهو ما تؤكده حالة شبه الجمود في الأداء.
والأكثر خطورة حالة الاستقطاب الحزبي الذي يتم اليوم من قبل العديد من الاحزاب السياسية في خطوة تعكس حرص كل منها السيطرة على الشارع والرأي العام وتحشيد المزيد من الاعضاء.
ويزيد هذا الحال المؤتمريين إحباطاً مع ما تردده هذه الاحزاب من شائعات مفادها أنها تستقطب أعضاءً من المؤتمر الشعبي العام بعد ان شعروا بهجر تنظيمهم.
خلاصة ان العقل الاستراتيجي للمؤتمر الذي استطاع السير به منذ تأسيسه عبر العديد من المحطات والتحديات الجسيمة التي شهدتها الساحة اليمنية وحتى اليوم لاشك انه قادر ان يضع المعالجات الناجعة التي من شأنها وضع حد لكل الاعتوارات التي يعاني منها المؤتمر، وأن قيادته وعلى رأسها الاخوان عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر- الامين العام والزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، لن يرضيا ان يتحملا المسئولية التنظيمية والتاريخية لحدوث اي كارثة قد تهدد حاضر ومستقبل المؤتمر الشعبي العام.. وذلك أملنا الذي مازلنا بانتظار التحرك الفاعل لبلورته الى الواقع.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 11:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/109650.htm