المؤتمر نت -
حسين العواضي -
شجاعة رئيس
حين تجري الأحداث العظيمة تتجه أبصار الناس إلى قادتهم وزعمائهم ومن يدير أمورهم ليروا أين يقفون؟ كيف يتصرفون؟ماذا يقولون؟

في ثقافيتنا التي لا تخلو من المقادم والحروب والصدام والفواجع للقائد مكانته وموقعه المهاب .

والمواقف لا تزهو ولا تؤرخ بالقادة الخائفين والمرتعشين أن القائد المبادر والمقدام يمنح الآخرين جسارة المواجهة وعزيمة التصرف، ينظرون إليه إنه المرشد والدليل والقدوة

فإن وثب هبوا وان تحدى تحدوا وان صمد كانوا معه بعده وقبله يستمدون منه قيم البسالة والثبات لا يهابون المنايا ولا يخشون المحن ولا يثنيهم عن فعل الصواب خيانة ناكر أو طعنة غادر .

* هذه طبائع اليمانيين توارثوها حفيد عن جد وجبل عن سد جبلوا عليها ورضعوها فما تخلت عنهم ولاتخلوا عنها .

* حين يبصرون القائد في باكر المواقف وسنام الصفوف تزهو عزائمهم وتتألق مشاعلهم وتدوي أصواتهم فيصاب خصومهم باليأس والهلع وتكتسي هامات أنصارهم بالفخر والحبور .

* وعودوا إلى أيام الفتوحات.. وملاحم البطولات وعنف الثورات تجدون في السيرة اليمانية الناصعة من الأدلة ما يغني ويفيد ومن الشواهد ما يكفي ويزيد .

* الخميس الذي فات بحزنه.. ورحل بفاجعته وغدره وقف الرئيس عبدربه منصور بصلابة بأس، حيث يجب أن يقف القائد الغيور .

* أقتحم اللحظات الملتهبة خاطر بحياته كمسؤول محترم ويمني شجاع لم يرق له أن يدفن رأسه بين خطوط الهواتف الزاعقة.. والمتابعة الباهتة عن بعيد .

وأنبل التصرفات وأشجع المواقف.. وأجمل القرارات تهبط في لحظة نقاء وتجلي، حين ينحاز الزعيم لضميره ويستذكر أمانته ويغلب مسؤوليته وينحاز إلى وطنه وأمته .

* المستشارون لا مهنة لهم غير حساب العواقب وطرح المخاطر هذا إن كان للرجل مستشارين واليمنيون جميعهم يشكون في ذلك .

* ومن المستشارين والزوار والناصحين والمحيطين من لا يريد لليمن غير رئيس ضعيف خائف.. ومهزوز يلجأ إليهم في كل صغيرة ويوكل إليهم كل كبيرة .

* قد يكن الرئيس خسر بعض هؤلاء في ستين داهية غير أنه فاز بحب المواطنين وظفر بتقديرهم وكل يمني غيور نقي يسعده أن يكون له رئيس شجاع .

* المواطنون ارتاحوا كثيرا لرؤيته في موقع الحدث رابط الجأش صلب الشكيمة فزرع تصرفه ومظهره في نفوسهم الثقة والطمأنينة .

* تذكروا وكادوا ينسوا أن أصواتهم ذهبت لرجل يستحقها وعلى اختلاف أحزابهم وتقاطع اتجاهاتهم اجمعوا هذا قائد يستحق اليمن وتستحقه .

* في دول أخرى حين يحدث ما حدث؟ يهرعوا بالرؤساء إلى أقرب بدروم لحمايتهم حتى لا يتعرض رمز الدولة لمكروه يمنعه من إدارة شؤون البلاد .

* وتقوم مؤسسات الدولة وأجهزتها والصفوف التالية من مسؤوليها بدورها المرسوم دون خوف أو تعثر وتنفذ مهامها على أكمل وجه .

* الرجل معذور يقف وحيدا ولا مناص من التصرف كما فعل لا لوم ولا خيار فلا مؤسسات تعينه ولا أحد يعرف دوره ويدرك واجبه.. تواكل وتقاعس جبن وخيانة وغدر وشماتة .

* هكذا ظهر لنا الأمر بوضوح لا لبس فيه ولا يحتاج إلى فطنة وذكاء .. فالمقدمات كثيرا ما تكشف عن الخواتم والأسباب .

* الموقف الذي كشف عن شجاعة الرئيس صدم خصومه أصابهم بالحيرة والذهول، لكنه كبر في عيون مواطنيه .. ومن تابعه عبر القنوات الفضائية .

وكمواطن يمني شعرت بالزهو والفخر والهاتف ينقل عبارات المديح من تونس .. ومصر .. والسعودية .. وأميركا .. مبروك عندكم رئيس شجاع .

هذه سطور منصفة لا زيف فيها ولا رياء فالكاتب المهني مجبر على أن يرصد اللحظة بكل تفاصيلها وتفاعلاتها ومجبر أيضا أن يخلع عناده ويتنازل عن رأيه وعواطفه وميوله وقد فعل كثيرون ذلك .

والآن وليس غدا على الرئيس أن يستثمر خصوبة اللحظة وقد ظهر له حب المواطنين وتبين له كم حوله من الجبناء والخبثاء والمنافقين والمتلونين .

لم يعد في العمر ما يستحق – المداراة – وجبر خواطر المتنفذين على حساب الوطن .. ليس خلفه ما يخسر وأمامه أن يربح الكثير فهل يفعلها إنا لمنتظرون .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 05:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/113559.htm