المؤتمر نت - عباس الديلمي
عباس الديلمي -
حتى تقوم الدولة بواجبها
دماء اليمنيين التي تسفك بهذا العنف والجنون والاستهتار معصية كبرى معصية يتساوى فيها اثم مرتكبها بإثم المحرض عليها بإثم الساكت عنها.. بإثم من بعثها فتنة ملعونة..
دماء اليمنيين ليست ولن تكون رخيصة وهينة حتى تكون زيتاً لفتنة خبيثة لدمار أرادوه لهذا البلد وحتى تكون مطية للوصول الى اغراض واطماع مقيته وحتى تكون ورقة مزايدة ومساومة ابتزازية وحتى تكون وقود عناد ومقامرة وادارة صراع تقوده رواسب موغلة في التخلف. دماء اليمنيين ليست رخيصة كما يتصور البعض.. وما تمارس من استهانة بالارواح والاعراض والاموال أمر لا يجب السكوت عنه والتغاضي عن النافخين بكير الكراهية والاحقاد والعمالة في هذه النار التي ان تمت الاستهانة بها لن تبقي ولن تذر..
كاد صبر ابناء اليمن الشرفاء ينفد ازاء ما يحدث وما تأتي به اخبار هذا الدمار بين اليوم والآخر، بل بين الفينة والأخرى تاركة المرارة في كل فم والحسرة في كل قلب والغيرة على الوطن وابنائه في كل ضمير حي..
حتام يصبر ويتحمل الناس فقد العزيز والقريب ودمار السكن ومآسي التشرد وكل ما لاح أمامهم امل بتشكيل لجنة وساطة خطفه من أعينهم فشل وتعثر تلك اللجان، لخروقات، وتعنت وتكبر وتجبر واستقواء ونكران حق الآخر حتى في الحياة والمواطنة المتساوية.. وهذا ما يجعل تلك اللجان مطالبة بأداء واجبها الانساني والديني ومساءلة ان هي تساهلت أو قصرت أو حجبت حقيقة عن الناس..
يقال: «من قال نصف الحقيقة فقد كذب».. ونقول: «من داهن من مهمة متعلقة بالأرواح والدماء والأعراض والاموال فقد شارك في ما يحدث»، ولهذا نطالب تلك اللجان ألاّ تنحاز إلى أي طرف أو تجامل او تهاون او تحجب حقيقة سرعان ما تنكشف للناس كون المنخل لا تقوى على حجب قرص الشمس.
اذا ما كانت لجان الوساطة القبلية والرسمية لم توفق في مهامها.. ولم تطلع الناس على كل الحقيقة فإن ما قام به فخامة رئيس الجمهورية مؤخراً بتشكيل لجان.. لايقاف الحرب ونزيف الدماء في أكثر من محافظة لهو أمر يترجم مسؤولية ولي الامر الحريص على كل قطرة دم يمنية، إلا ان الامر مرهون ومتعلق بإستشعار هذه اللجان لمسؤولياتها بما يمليه عليها الدين والضمير وامانة تبرأت الجبال من حملها وليتقوا الله في أنفسهم وفي وطنهم، وثقة منحوا اياها، واقل ما يمكنهم فعله هو مكاشفة الرأي العام بالحقيقة في حالة أي نكوص أو خرق وقول الحق، حتى تقوم الدولة بواجبها نحو ما يحدث وحتى لا تظل الأمور تراوح حيث هي وبما يزيد من اتساع رقعتها.. ولا ننسى أن اخماد الفتن لا يتوقف على وقف الحرب فقط بل بنزع فتيل أسبابها..
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 09:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/114199.htm