المؤتمر نت -

سمر المقرن -
الإخوان المسلمين في الماضي الحزين
فكرة المصالحة تبرز مع الخلافات والاختلافات، تحدث عندما يتم الالتقاء على خط توافق واحد فيكون التراضي، لذا فإن فكرة التصالح مع الإخوان المسلمين هي فكرة خيالية،

لا يمكن لشخص تُحركه حميّته الدينية والوطنية أن يقبل بها، فنحن مسؤوليتنا حماية ديننا الإسلامي من تُجار الدين والعابثين به ومؤوليه وفقًا لمصالحهم،

وما رأينا من أحد يُتاجر بالدين كالإخوان المسلمين، بل إنهم من شدة جرأتهم عليه وضعوا أنفسهم رمزًا للدين وأن من ينتقدهم فهو كافر وأحيانًا يوصم بالملحد! أما من ناحية الوطنية فهم لا وطن لهم سوى الجماعة، وأحلامهم التي تجاوزت الثمانية عقود كلها تنحصر في الوصول إلى مقعد الحكم،

وعندما وصلوا إليه في مصر عبثوا فيها وعاثوا في أرضها فسادًا، وبعد أن اجتثهم الشعب المصري أظهروا الدموية والعداء له فقتلوا ودمروا وأسالوا الدماء، ومخطئ من يقول إن المصري قتل شقيقه المصري،

والصحيح هو أن الإخواني قتل المصري، فالإخواني لا جنسية له ولا حدود ولا جغرافيا، له فقط تاريخ مليء بالدموية ولا أظننا سننسى جريمة اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، ولا جريمة قتل المفكر المصري فرج فودة.

وإن كان هناك من نسي الماضي فلا يمكن نسيان الحاضر وجرائم ميدان رابعة العدوية حيث جُعلت تلك المنطقة مقبرة مفتوحة لكل من يختلف معهم أو يعارضهم،

وانتهكوا المساجد فلا حرمة لبيوت الله في أعراف تجار الدين! أي مصالحة تلك التي يهذي بها من لم يحترق قلبه بأشد الجرائم بشاعة، والأبشع من هذا كله أنها تُقام باسم الدين الإسلامي؟!

إن فكرة التصالح مع هذه الجماعة يعني التنازل عن الأوطان وعن دماء الناس التي لم يُقتص حقهم إلى اليوم.

فالإرهاب هو الإخوان المسلمين لا دين له ولا وطن، بل هو قبول بهدمهما ورضوخ للعنف الدموي واللفظي الذي تُمارسه هذه الجماعة بحق كل من يختلف معها، أو يكون عثرة وحاجز دون وصولها إلى أهدافها الهدامة، والقبول بالإفراج عن القتلة والمجرمين والمخربين وتركهم يعثون بالأرض فسادًا،

بل وعودة هذه الجماعة الإرهابية إلى الحياة السياسية التي هي هدفهم الأول لتحقيق فكرة هدم كل ما يختلف معهم إنما بصبغة رسمية وقانونية تمنحهم حرية التحرك مجددًا.

وتطرح جماعة الإخوان المسلمين طلب المصالحة، وتعمل في الوقت ذاته على زيادة حدة العنف في الشارع المصري ظنًا منها أن هذا ما سيجعل المصريون يرضخون لمطالبها.

كل هذه المحاولات مجرد أمل تحمله جماعة الإخوان المسلمين للعودة إلى الحياة، فهي إلى اليوم لم تصدق أنها انتهت ولم يعد لها وجود (حركي) في الضوء لأن الثالوث (المصري-والسعودي- والإماراتي) قد أحكم قبضته على عروق حياتها،

وموتها يحتاج إلى وقت لتفتيت أفكارها العابثة في عقول من ينتمي أو يتعاطف معها، وإن كانت أجيالنا قد تلوثت بتلك الأفكار، فالأيام كفيلة بأن تُطهر عقول الأجيال المقبلة من براثن أفكارهم، المهم أن تكون النية جادة في جيل قادم لا يعرف عن الإخوان المسلمين سوى أنها جماعة من الماضي الحزين.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 30-أبريل-2024 الساعة: 11:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/116308.htm