المؤتمر نت - مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الأستاذة فائقة السيد

المؤتمرنت- حوار- حاشد مزقر -
فائقة السيد: سفينة الوحدة واحدة ومن يريد انفصال لا مكانة له في المستقبل
أكدت مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الأستاذة فائقة السيد، أن الوحدة اليمنية هي نواة الوحدة العربية الشاملة وأن اليمن عنصر مهم في معادلة الأمن القومي العربي..

مشيدة بالدور العظيم الذي لعبته المرأة اليمنية في توطيد جذور الوحدة باعتبار ذلك الدور امتدادا لنضالها الثوري منذ ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر اللتين خلصتا اليمن من الحكم الكهنوتي في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب، حيث ارتفعت أصواتهن وتوحدت نضالاتهن في تحقيق وحماية الوحدة.

وفي الحوار الذي نشرته يومية "الثورة"، أمس الخميس، بمناسبة احتفالات اليمن بالعيد الوطني الـ24 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية وإعلان قيام الجمهورية اليمنية الفتية في الـ22 من مايو 1990م، تحدثت الأستاذة فائقة السيد، عن قضايا كثيرة مرتبطة بالهم الوطني والشعبي، وعن ما تمثله الوحدة اليمنية عند الشعب اليمني، متطرقة واقع المشهد السياسي الراهن في الساحة الوطنية، ومستشرفة آفاق المستقبل اليمني..

ولأهمية القضايا التي تناولها الحوار مع مستشار رئيس الجمهورية لشؤون المرأة، يعيد "المؤتمرنت" نشره:-

• بداية .. كيف تقرئين مسيرة أربعة وعشرين عاماً من الوحدة المباركة ؟

- مسيرة الوحدة اليمنية المباركة كانت ومازالت وستبقى للأبد وإن كانت تمر بين الحين والآخر بظروف وتحديات عاصفة إلا أنها تخرج من هذه التحديات والعواصف أكثر قوة وصلابة وتكتسب مناعة قوية ضد الآلام التي تتعرض لها وهذا ما حصل معنا كشعب يمني أصيل حافظ على وحدته ويستمر بالحفاظ عليها.

ألم التشطير

• ما الذي تسترجعينه من ذكريات لفترة ما قبل الوحدة .. وكيف كان الحال آنذاك ؟.

- ذكريات ما قبل الوحدة ممزوجة بالألم والأمل ..الألم التشطير وأمل وجداني تواق للوحدة اليمنية كنواة للوحدة العربية الشاملة، وكان واقع الحال التشطيري اليمني يرمي بظلاله على الطرفين سواءً شعباً أو دولة، فكانت الصراعات الشطرية - الشطرية والداخلية بل داخل الحزب الواحد والجماعة الواحدة، وكان النظامان في الشمال والجنوب على بركان الشعب التواق للوحدة. مما جعل بعض القيادات تصاب بأمراض الانفصال تنادي للوحدة في الوقت الذي تحضر فيه للحرب لكن الاصطفاف اليمني الذي لا يعرف اليأس جعل كل الأطراف السياسية تتعامل مع الوحدة اليمنية كأمر واقع فرضته الإرادة الشعبية.

مسيرة النضال

• حدثينا عن مسيرة نضال المرأة اليمنية لتحقيق الوحدة وحمايتها ؟.

- الوحدة اليمنية هي الامتداد الطبيعي لثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر اللتين خلصتا اليمن من الحكم الكهنوتي في الشمال والاستعمار في الجنوب، وكان للمرأة الدور النضالي في الثورة اليمنية، ويذكر التاريخ كثيراً من المناضلات اليمنيات في الشمال والجنوب ودورهن في قيام الثورة وحمايتها، وكذلك الوحدة اليمنية حيث ارتفع الصوت اليمني وخاصةً في أوساط النخب المثقفة، حيث نادت المرأة وطالبت بالوحدة عبر المسيرات والمواقف السياسية وحماية الوحدة وبقائها سواءً بالمشاركة في الدفاع عن الوحدة أو التحفيز على بقائها والحفاظ عليها في الماضي والحاضر والمستقبل.

فرحة الانتصار

• أين كنتِ يوم تحققت الوحدة وكيف تفاعل الشعب ساعة الانتصار الوحدوي؟.

- كنت في صنعاء، وقد خرج الشعب بالآلاف فرحاً مبتهجاً بتحقيق مكسب وطني ناضل من أجله وانتظره طويلاً حيث وجد الشعب في تحقيق الوحدة مخرجاً وطوق نجاة من مأزق النظامين الشموليين السابقين.

التمثيل العادل

• وبالعودة للحاضر .. كيف تقرئين واقع المرأة السياسية اليوم ؟ - لاشك أن المرأة تشارك وتطالب والحراك النسائي ماضٍ في انتزاع حقوقه، لكن يبقى الدور المناط بالأحزاب ومدى مصداقيتها في الوفاء للمرأة فلم يعد مقبولاً أن تستخدم المرأة كرتاً انتخابياً يصعد عليه الساسة أو اعتبارها ورقة تستخدم وقت الحاجة لتحقيق مصلحة آنية، المرأة شريك فاعل وتنمية البلد بحاجة إلى تفعيل هذه الشراكة والنهوض بواقع الحال، ويجب على الأحزاب والقوى السياسية وكافة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية أن يلتزموا بمخرجات الحوار بتمكين المرأة بما لا يقل عن (30%) من نسبة التمثيل وشغل الوظائف.

الدور المجتمعي

• برأيك .. ما الدور المناط بالأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في مكافحة الارهاب باعتباره آفة تهدد وحدة الوطن واستقراره ؟.

- على الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تشكل اصطفافاً وطنياً واسعاً لمكافحة الإرهاب وتجفيف منافعه والوقوف مع الإرادة الحقيقية للقيادة السياسية والجيش اليمني في تطهير الأرض اليمنية من الفيروسات البشرية للإرهاب والتخلص من حالة الازدواجية التي استمرأت بعض القوى السياسية تحلق في فضائها.

تحديات

• خلال انعقاد جلسات الحوار الوطني ناقشتم العديد من التحديات التي كانت تستهدف وحدة البلاد وسيادتها، كيف تعاملت مخرجات الحوار مع هذه التحديات ؟.

- في الحقيقة هناك تحديات كبيرة ناقشها مؤتمر الحوار وهي تواجه اليمن بما فيها التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, والأمنية وقد خرج مؤتمر الحوار الوطني بوثيقة تاريخية ناقشت وعالجت تلك التحديات بالتفصيل، وفي اعتقادي أن اليمن إذا صدقت النوايا لدى السياسيين سيعبر من خلال هذه الوثيقة من براثن الفوضى والفقر إلى مصافي الدول الناهضة والمتقدمة الموحدة.

توافق القوى

• وفي ما يتعلق بمحور العدالة الانتقالية وما لحقه من الكثير من الخلاف حتى خرج بتوافق كل الأطراف ؟.

المحور كان هاماً وحساساً جداً لأنه يتعلق بمصائر ناس كثيرين منهم المخفيون قسراً ومنهم من صُفّي خارج المحاكمة والقانون وكذلك قضايا النازحين ضحايا النزاعات والحروب والأموال المنهوبة وقضايا أخرى تتعلق بتحقيق العدالة التي لا يمكن أن تتحقق دون المرور عبر مبدأ المصالحة الوطنية، وأن تكون قيم المصالحة الوطنية معمقة في وجداننا سوف تساعدوننا في تحقيق العدالة الانتقالية، المناضل الفذ "نيلسون منديلا" في تجربة جنوب أفريقيا اهتم أولاً بالمصالحة, ومؤتمر الحوار قد أوصى بتشكيل هيئة للعدالة الانتقالية سيعلن عنها قريباً، وهي ستكون معنية بمخرجات الحوار في هذا الشأن وتطويع الواقع ليكون مساعداً لتقبل قيم نبيلة اسمها مصالحة وطنية وعدالة انتقالية.

دعوات الانفصال

• ماذا تقولين لمن ينادون بالعودة إلى ما قبل 22 من مايو؟.

- نقول لهم كما قال نوح لابنه "اركب معنا ولا تكن من الهالكين" ونحن نقول لمن ينادون بالعودة لما قبل 22 مايو بنصيحة صادقة أن التاريخ لا يعود للوراء وما عليكم أيها الإخوة ورفقاء النضال إلا الركوب في سفينة الوحدة حتى لا تكونوا من الخاسرين، وهناك تجارب على مستوى العالم مماثلة لشعوب عاشت واقع التشطير بعضها قد توحد كألمانيا في إطار دولة اتحادية، وسواءً قبل أو بعد المهم أنهم بقوى ألمان ، وكوريا الآن مشطرة ، وتبقى كوريا, وهكذا نحن سواءً كنا مشطرين أو في إطار وحدة اندماجية أو دولة اتحادية يمنيون حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

العملية الانتقالية

• هل واقع الحال الذي يمر به اليمن مبشر بنجاح العملية الانتقالية؟.

- واقع الحال ملبد بالغيوم لكنه محمل بالخير خاصةً وأن هناك إرادة شعبية وقيادة سياسية حريصة على نجاح العملية الانتقالية والوصول بالوطن إلى بر الأمان وعلى الجميع الإدراك بأن خرق السفينة من أي طرف سيهلك الجميع، ولا أظن أن هناك أحداً ليس حريصاً على الوطن من الانزلاق في الفوضى والذين يسبحون ضد التيار سيصطدمون بأمواج عالية هي الشعب.

معادلة عربية

• أين تضعين الوحدة اليمنية في معادلة الأمن القومي؟.

- الوحدة اليمنية هي نواة الوحدة العربية الشاملة وأن اليمن عنصر مهم في معادلة الأمن القومي العربي فإن اليمن ينعكس عن الأمن العربي والفوضى في اليمن ستؤدي إلى فوضى عربية شاملة خاصةً وأن المتربصين بالأمن العربي القومي كثر، والمجتمع الدولي كان وما يزال واقفاً إلى جانب اليمن وأمنه واستقراره، لأن أمن اليمن واستقراره هو استقرار لمصالحهم وأمنهم القومي ولولا دعم المجتمع الدولي لما خرج اليمن من الهزات السياسية والاقتصادية والأمنية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/117051.htm