المؤتمر نت -

عبدالملك الفهيدي -
عن تفجيرات صنعاء وشائعة منع (التراويح)
مع عشية دخول شهر رمضان بان وانكشف السبب الذي لأجله تم ترويج شائعات منع صلاة التراويح على نطاق واسع من قبل (إعلام العدوان) و(عيال العاصفة)...
كان الهدف من تلك الشائعات واضحا وهو احداث انقسام مجتمعي على اساس ديني مذهبي لم تشهده اليمن ...فالمعروف ان موضوع صلاة التراويح لم يشهد خلافا عليه مطلقا في بلادنا ...حتى من لا يصلي التراويح – وهذه حقه – لا يمنع الاخرين ولا يتحدث عن هذا الموضوع..
لكن هذه الشائعات هذا العام جاءت متزامنة مع استمرار العدوان السعودي ...حتى ان احد المعلقين السعوديين في قناة بي بي سي قال كيف نتحاور مع جماعة تمنع صلاة التراويح ..بعبارة اوضح كان الهدف من الشائعة هو التمهيد للقيام بجريمة شهدتها العاصمة صنعاء مساء الاربعاء ...وربما تتكرر في صنعاء وفي مناطق اخرى ما دام العدوان وأذياله يسعون لإشعال فتنة مذهبية لا وجود لها في اليمن .
صحيح ان حادثة التفجيرات التي شهدتها العاصمة لن تمنع الناس من ارتياد المساجد وأداء صلاة التراويح ككل عام ...لكن ايضا ما يجب ان نستوعبه ان هدفها في الاساس هو اثارة الخوف والرعب في قلوب سكان العاصمة من الذهاب الى المساجد لأداء صلاة التراويح ...وبالتالي العودة لترويج الشائعة والتدليل عليها بان مساجد صنعاء خالية من الذين يؤدون صلاة التراويح ...
ولا تستبعدوا ان يذهب بعض (عيال العاصفة) للمساجد وتصويرها بأنها خالية من مصليي التراويح لتأكيد ما روجوه من شائعة.
سبق وان كتبت منشورا ان الاخطر من العدوان هو ان ينجح في جر اليمنيين الى مربع الخلاف والاقتتال على اسس مذهبية وطائفية،وان كان قد نجح الى حد ما ان يثير بعض النعرات المناطقية التي تستخدم اليوم لتبرير الاقتتال الداخلي ...لكنه لن يكتفي بذلك بل سيواصل مساعيه لإيصالنا الى ما وصلت اليه بعض البلدان الشقيقة كالعراق ولو على المدى الطويل ..
وإذا كانت اليمن شهدت صراعات وحروب مريرة على مدى تاريخها الطويل وبالذات في التاريخ المعاصر وتحديدا منذ ما بعد الثورة اليمنية إلا ان تلك الحروب ظلت تدور في اطار الصراعات السياسية ولم تنجرف مطلقا لتأخذ طابعا مذهبيا ،وربما كان هذا هو العامل الرئيس في ان اليمنيين نجحوا في انهاء كل دوامات العنف والاقتتال بالحوار والتوافقات الوطنية والتسامح وان كان من الصحيح عدم القول انها لم تترك جروحا غائرة في ثقافة اليمنيين وكان لها اثار سلبية لا تزال انعكاساتها تهدد مستقبل البلد برمته ..لكنها بكل حال ليست بخطورة ما يسعى اليه العدوان وأذياله من الانحراف بها الى مربع المذهبية والطائفية المقيتة والبغيضة .
وان كنت لا ازال اثق في قدرة شعبنا اليمني على تجاوز كل المحاولات الرامية الى جره الى مستنقع ووحل الحروب والصراعات الدموية المذهبية اعتمادا على مسار تاريخي من التعايش والتسامح المذهبي بين اليمنيين يمتد لأكثر من الف عام ، إلا ان ذلك لا يعني ألا نحذر وننبه من خطورة ما يعتمل اليوم على ساحة الدعاية السياسية والإعلامية في هذا الجانب ...وصولا الى تنفيذه على ارض الواقع وما تفجيرات صنعاء امام بيوت الله إلا واحدة من الدلائل على ان ثمة من يخطط ويمول وينفذ لمشروع تمزيق اليمن وتفتيته بحروب وصراعات تأخذ مسارات مقيته كالمذهبية والمناطقية والطائفية ..
وعودا على بدء ..فان تفجيرات صنعاء كشفت الوجه القبيح لمن خططوا ومولوا ونفذوا هذه الجريمة ...ولمن روجوا لشائعة منع صلاة التراويح ...ولمن يسعون الى جرنا الى مستقبل قاتم لا شيء فيه سوى مشاهد الدمار والاقتتال والصراعات والحروب وثقافة الحقد والكراهية والبغضاء..
انهم ببساطة يريدون تدميرنا بسلب اهم قيمنا كيمنيين وهي قيم التسامح والتعايش والتي ظلت تميزنا فنحن (أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا) وان كانت افئدة بعضنا لم تعد رقيقة ...ولا قلوبهم لينة ...
حفظ الله اليمن ...وحفظ الله شعبها ...
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 06:59 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/123241.htm