المؤتمر نت - علدالله الحضرمي
علدالله الحضرمي -
كرحيل الشياطين
رحل مهندس السياسة الخارجية للملكة السعودية عن عمر يناهز الثمانين عاما، اربعون منها وزيراً للخارجية تمكن خلالها من تشييد شبكة النفوذ والعلاقات الدولية للمملكة المؤسسة على الرشا والصفقات واللوبيات وعلى قاعدة المعلوم المشروع والمكتوم المحرم.

قبل رحيله عن المنصب وتفريغه لمواجهة علله الجسدية الكثيرة كحالة بقية افراد الاسرة الحاكمة ، قال سعود الفيصل في حديث متلفز "حالتي الصحية كحالة الامة العربية"! على ان حالته لم تكن الاعلى انتكاساً من بقية قادة المملكة وبمقدمتهم ملك البلاد المصاب بأمراض في القلب والعقل .

استعارة الامير الحالة العربية المتضعضعة للتجسيد عن حالته الصحية يمكن فهمها من زاوية التباهي في ان السياسة السعودية الخارجية التي يقودها قد برعت في تخصيب اعتلالات الاسرة الملكية الى سياسات لضرب الجسد العربي في كل مفاصله ، عرف عنه النزق والحقد في سياساته الا ان ذلك ليس حكراً عليه من دون بقية الاسرة التي تدير واحدة من اغنى دول العالم اعتماداً على الغواية والاغواء.

يعتبر سعود الفيصل اخر ركن في جناح الفيصليين ويعرف انه ورث عن ابيه الحقد الشخصي في أدائه الدبلوماسي والسياسي وكثيراً ما حول الصراع السياسي الى شخصي كما كان والده مع اليمن تحديداً.
قبل ان يطاح به من الخارجية كان اخر انجاز لسعود الفيصل هندسة العدوان على اليمن بالاتفاق مع ملك ( الزهايمر) وولي عهده محمد بن نايف وولي الولي محمد بن سلمان. وكل اولئك ليسوا منفصلين عن عقلية البداوة الصحراوية القائمة على الصلف والغرور والغواية ، والعداء التاريخي للرشد والنزاهة .

يرحل الامير سعود مخلفاً تركة ثقيلة من الثروة وتركة اكثر ثقلا من الكراهية والشر والدماء والدمار تجتاح البلاد العربية وغير العربية كان له اسهامات كبيرة فيها ابتداء من اليمن والعراق وسوريا ولبنان وصولا الى مصر وليبيا ودول افريقية.

جاء نعي الديوان الملكي صاخباً بالانجازات الشخصية لفقيد المملكة التي صارت بإجماع البشر مملكة الشر المستطير ، ارهاب وقاعدة ودواعش ومؤامرات وانقلابات واغتيالات وتخريب ، تسخر لها الثروة والنفوذ لجعلها مشاعاً لجميع الناس .

ورغم التهاوي المتتالي لأعمدة المملكة (المهلكة) إلا ان الذي يبدو مرئياً ، ان امراض قادتها قد عزلتهم قد عن القدرة على الاعتبار والاستفادة من الدروس بما يتيح التوقف عن المضي في شيطنة اقدس الاماكن .

هكذا كل واحد منهم يحذو طريق من سبقه وشعاره " وما انا إلا من غزية ".
انهم يرحلون بلا بواك . كما يرحل الشياطين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 07:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/123728.htm