المؤتمر نت -
عبدالناصر المملوح -
العدوان اليمني الغاشم
في مفارقة تعكس مأزق نظام آل سعود، أعلن دفاعه الجوي مساء أمس الأول الثلاثاء أنه، وفي مثل كل مرة، اعترض صاروخاً باليستياً من الأراضي اليمنية في سماء نجران الساعة الخامسة والنصف مساء.. وأنه فجّر الصاروخ دون خسائر، لكن في الوقت نفسه أعلن دفاعه المدني عن صاروخ من صنع إيراني ضرب الصناعية في نجران الساعة الخامسة والنصف مساء، وأن 7 قتلوا وجرح "4" آخرون.. مستنكراً استهداف "العدوان اليمني الغاشم" للمدنيين.

إطلاق الصاروخ والإعلان عنه متبوعاً بالترويج الإعلامي الكبير لسقوط ضحايا مدنيين يستهدف تخفيف الضغط الإعلامي الدولي تجاه 4 مجازر ارتكبها طيران "التحالف" خلال 3 أيام بقصف مدرسة ومستشفى ومنازل مواطنين، كل جريمة أبشع من الأخرى، ومعظم ضحاياها أطفال تحت سن 15 عاماً، وهذا هو المبدأ السعودي (عالج الحمار من روثه).

لم تطلق القوة الصاروخية للجيش صاروخاً بالستياً الثلاثاء، لا على نجران ولا على جيزان ولا على عسير.. وإن كان شيء قد سقط على الصناعية في نجران وخلف ضحايا مدنيين، أو قذائف مدفعية جراء المواجهات المحتدمة على تخوم المدينة، فمصدر ذلك عاصفة الحزم نفسها لتصنف المقاتلين اليمنيين في الطابور الذي يقتل مدنيين. فالصاروخ الباليستي لن يكتفي بـ7 قتلى و4 جرحى وتهشم هنجر.. "وعز الله أن الدرس كافي بصافر وشعب الجن".

منذ البداية دأب نظام آل سعود نكران وقوع أية مواجهات في حده الجنوبي، وروج لدى شعبه والعالم الخارجي تدمير الصواريخ الباليستية في الجو بنسبة نجاح مائة في المائة، بل ومن منسوب قوة زائفة أطلّ علينا ذات مساء ناطقه الرسمي أحمد عسيري بانتصارات "شمشون" قاتل ألف ومستأسر ألف.. معلناً توغل قوات بلاده 30 كيلومترا داخل الأراض اليمنية ومن جهة صعدة تحديداً، وقال إن ذلك ليس من واقع مطامع لبلاده في الأراض اليمنية وإنما هي خطوة استباقية للدفاع عن أراضي المملكة.

ثم تخفف (النخيط) السعودي، وسحب "عسيري" الخيط شوية، وأصبحت قوات بلاده تتمركز في آخر نقطة حدودية مع اليمن.. غير أن هذه الرواية هي الأخرى لم تصمد طويلاً.

اليوم وبعد مضي عام ونيف من عاصفة حزمه، ربما بات عليه أن يتحدث بلغة الواقع ولو في حدها الأدنى، وأن النار التي أشعلها نظام بلاده في اليمن قد وصلت داره.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 12:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/131672.htm