المؤتمر نت -
عبدالناصر المملوح -
الانحناء السعودي أمام العاصفة
لم يخفف عنا قهر الصالة الكبرى في ذلك اليوم الأسود سوى وعد المجلس السياسي الأعلى ووعيده برد يشفي الغليل، وكذلك ما لمسه الشارع اليمني من تحرك جاد لكافة تشكيلات الجيش والاندفاعة القبلية الكبيرة والمتحمسة لرفد الجبهات وتحديداً ما وراء الحدود.
لا يهمنا اعتراف نظام آل سعود بالجريمة ومحاولاته مسح قذارته بوجه هادي أو علي محسن أو المقدشي أو ثلاثتهم.. لا يهمنا ذلك!! حتى لو يذبحهم هو بنفسه فهذا مصير كل خائن.. وكما تقول الحكمة الصينية: "الخائن لوطنه، كمثل السارق مال أبيه ليطعم به اللصوص فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص تشكره".
بل إن الاعتراف السعودي، وبما يحمله من استهتار واستخفاف بالدم اليمني، وعلى طريقة "نعم.. أنا قتلتك وبادفع ديتك".. يستوجب أحكام استعجال الرد.. وفي قلب العدو لا أذنابه، حيث جبهات ما وراء الحدود هي وحدها "ليّ الذراع".
العدو بات يدرك عواقب جريمته النكراء بعد أن فشلت محاولات تنصله منها وحرف مسارها للتشكيك في الصف الوطني حول من ارتكب الجريمة.. ولهذا استدعى (هدنة مؤقتة) وتحريك مشروع "تخدير" بريطاني إلى مجلس الأمن والسير نحو جولة مفاوضات جديدة، كل ذلك ليس لأنه قد وصل إلى قناعة بضرورة وقف عدوانه، إنما هي "الانحناء أمام العاصفة" لامتصاص الغضب الشعبي اليمني.. وقطع الطريق أمام التحركات الدولية (روسيا-الصين) لتشكيل لجنة تحقيق دولية من شأنها كشف كل جرائمه.
وللعلم في المرات السابقة كان المجتمع الدولي هو من يضغط على نظام آل سعود لإحلال الهدنة، ولم يلتزم بها، حيث لم تتوقف غاراته وجرائمه يوماً واحداً.
هذه المرة الأمر مختلف، النظام السعودي استدعى الهدنة، وقد يلتزم بها -في غالب الظن- لاحتواء التصعيد وامتصاص رد الفعل اليمني ليس إلَّا، والعودة مجدداً إلى جرائمه.

مدير تحرير صحيفة اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 06:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/132982.htm