المؤتمر نت - اعرفك ياصديقي على وليد زياد وعلي ناصر محمد..
نبيل الصوفي -
عن وليد زياد وعلي ناصر محمد

اعرفك ياصديقي على وليد زياد وعلي ناصر محمد..



تعرفت على وليد، في زيارتي الأولى للمخا، وعلي في زيارتي هذه..



ضابطان في الجيش، درسا علومهما العسكرية في "روسيا".. الاول اكبر سنا، والثاني من مواليد 1986م.



كان وليد، من اوائل الضباط الذين، التحقوا بالميدان الحربي الذي تقوده اللجان الشعبية، في ظل تعطيل دور الجيش من قبل أنصار الله ومن قبل قيادة وزارة الدفاع السابقة، مثله ثلك المجموعة التي قادها حسن الملصي تجاه نجران.. لم ينتظروا ترتيب العلاقات بين اللجان والجيش، ولا اهتما بغير ان العدوان يستهدف اليمن، وعليهم المبادئة في مواجهته..



وبذات اللجان التي يقودها مشرف القوات "البحرية" الى الان، انضم ابو ناصر، علي العجمي.



سرت مع الاول في شوارع المخا وذوباب، وقال لي مشيرا الى "عشة" على ساحل ميناء المخا، وقال لي: هذا مقري.. ستون ليلة متواصلة وهو يقضي لياليه في شاطئ مفتوح، يعيد تنظيم نفسه مدركا انه "رئة" الحياة في اليمن كلها.. هذا الشاطئ الممتد، من ميدي وحتى المهرة في اقضى الشرق هو رئة الحياة اليمنية، وأي بلد يتكئ على الماء، حيث جعل الله منه كل شيئ حي، لايموت.



وخلال عامين من العدوان، صارت بشرة "وليد" سواحلية، ورغم كل الشكوى من كثير من المعيقات، يحكي لك وليد بطولات الناس بأقل قدر من الصخب، يتحدث عن كيف قرروا وكيف نفذوا الكثير من الخطط، بأكبر قدر من الهدوء لكأنه يكتفي بالفعل قوة وعظمة..



أما علي، والذي شاهدته في صفوف المواجهة الأولى هذه المره، فقد رأيته مستعدا للمواجهات بما هو أكبر من البندقية، يقاتل متسلحا بوعي سياسي وادرراك وطني اوسع من الجبهات..



قال لي: في هذه المنطقة استشهد جدي وأبي، كلاهما كانا قادة عسكريين وشاركوا في حروب التاريخ كله في مواجهة السعودية ومحاولاتها احتلال تهامة منذ زمن، او في يوميات للجيش.



اضاف: ولا اظني الا اني جئت هذه المنطقة لألحقهم، فتراب هذه البلاد، هو طريقنا للايفاء بقسمنا العسكري، الدفاع عن البلاد بالروح وبالدم.



من مواليد 86، واسمه علي ناصر محمد، قلت له، اكيد في علاقة بين اسمك والتاريخ، فقال لي، سماني أبي باسم الرئيس اليمني الاسبق "علي ناصر محمد"..



وصدح بمسجلة سيارته بأغاني اليمن، التي ظنيتها لم تعد لها علاقة بالجبهات..



سمعني وسمع افراده، اليمن بكلها وهي تتكئ عليهم..



محمد سعد عبدالله، ايوب طارش، أمل كعدل، السمه والانسي.. يالهي، كم هي اليمن كلها كانت تستعد لهذا اليوم، ويالنا من مقصرين، لكأننا لانعرف أن مائة عام من تاريخ الدولة السعودية مغروس في اليمن، دينا ودنيا، بالفتوى وبالاغنية على حد سواء، شحذا للهمة الوطنية ضد هذا المعتدي الغاشم..



كانت اليمن كلها، تعرف هذا.. وكانت اليمن كلها، شمالا وجنوبا، تستعد لهذا.. وكانت صعده وعدن، وحضرموت والمحويت وريمة وإب، وأبين وتعز، والضالع وصنعاء وعمران، وحجة وشبوة، ولحج والحديدة، كلها كلها كانت تعرف هذا..



وستبقى هذه المعرفة العقلية والروحية ايها العالم، حية تنبض حتى يقيض الله لها من يحييها في مواجهة عدوان لم يتوقف..



حين صدح بن غودل والديلمي، بخيلت براقا لمع، ووصل الاوبريت لقوله: بـأفعـال لا أقـوال تحرق كالبخـور.. وتأملت عيون النسور، شباب كل منهم كأن اليمن هي بيته هو، لايهمه المتقاعس ولا المثبط ولا المشكك ولا المرجف.. جسمه تتحول رشاقة تساعده على التخفف في حركته.. اقشعر للمشهد بدني، وكتبت للاستاذ عباس الديلمي رسالة، قلت له، ارى حولي براقا لمع، ليس شعرا ولحنا، اراه من لحم ودم في الميدان..



كتبت للفنان القدير: ابوب طارش، اقول له: صوتك هنا، يحارب في المخا ايها الكبير..



ومع كل هذا الدرب التاريخي، سجل عيسى الليث ورفاقه حضورهم فنيا..



أما عسكريا فهنا كل اليمن، "فتية إن أمروا المجد استجابا"..



قلت في نفسي، جنوبا فسأكتب لعلي ناصر محمد، سأرسل له ايميلا، أن سميه يشارك اخوانه هنا، في حرب التاريخ الوطني كله، أمام العدوان التاريخي كله..



هنا روح صالح مصلح، وعبدالفتاح، وهنا صوت الربادي وعمر الجاوي ويوسف الشحاري ابن هذه التهايم، وعبدالحبيب سالم، وعبدالله هادي سبيت اللحجي، وهنا ابراهيم الحمدي والسلال والارياني والعمري والبيضاني والعواضي، هنا سالمين، وهنا جار الله عمر، هنا عمر طرموم وهنا الهدار وبن حفيظ.. وهنا علي عبدالله صالح، وهنا عبدالملك الحوثي، وهنا الجبل والوادي والبحر.. هنا اليمن. هنا المصالحة الوطنية الكبرى، حيث لاشيئ أجمع عليه اليمنيون، كاجماعهم على خطر ال سعود، حكام نجد، كأنهم يذكرون وبوت واحد بحديث النبي التهامي عليه افضل الصلاة والسلام: "قرن الشيطان"..



هنا اهل الدين واهل الدنيا.. لانشبع السعودية في شيئ، ديننا عدل وتسامح، ودينهم تعصب وتطرف، ونظامنا جمهوري ديمقراطي، ودينهم ملوكي ملكي..



ريالنا يشبهنا، بسيط كسحنات اطفالنا..



طاعاتنا ومعاصينا، منا وفينا.. لاتشبههم، وسياتي الوقت الذي تستيقط كل هذه البلاد لتمسك يد الباغي..



ملايين اليمنيين والاف الرموز والقيادات ليس المجال لذكرهم، فهم هناك محتشدين، في حرب يقاوم ذات العدو الذي حذرونا جميعا منه..



والله غالب على أمره



 





-----------



* الصورة المرفقة لبقايا منارة مسجد صغير، علي قارعة الطريق الساحلي، لم يسلم من غارة لطيران خادم الحرمين وخدمه في الامارات..


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/135038.htm