المؤتمر نت -

امين محمد جمعان* -
مايو .. وجه اليمن التوحدي
شكل يوم 22مايو 1990م ابرز تحولات المشهد الوطني كإنعطاف تاريخي توج نضالات اليمنيين وكإنجاز وجودي يأتي ليؤكد واحدية الارض والانسان .. وينتصر لإرادة الأمة.. ذلك ان الوحدة اليمنية بما مثلته من خصوصية وأهمية وبما حملته من بعد استراتيجي اقتصادي تنموي وعسكري انما تجسدت على ما مرت به من مخاضات ومراحل في صبيحة ال 22من مايو 1990م كغاية تحققت لتبقى .. لن تنال منها أوهام الانفصال أو تهدد آبديتها الإرادية الوجودية مؤامرات الخونة ومشاريع الخارج..

كانت وستبقى الحلم والتطلع .. تهون من اجلها التضحيات.. كإعتبارية جامعة للطيف التنوعي الشعبي والجماهيري اليمني وكإطار وطني يعزز انتمائيتنا العربية والقومية والاسلامية.. وبوابة عبور لقيادة المستقبل في اطار المشروع النهضوي الوطني الشامل والذي تحتشد في جنباته آمال وتطلعات كل اليمنيين.. منطلقين من واحداية الارض التاريخ والانسان والمصير المشترك الواحد.

تغمرني امنياتي ونحن نعيش، ابتهاجات العيد الوطني ال27 لقيام الجمهورية اليمنية ولإعادة تحقيق الوحدة المباركة في ان تكون هذه المناسبة الوطنية العظيمة على قلوبنا جميعاً الدافع التوحدي الذي، تمضي من خلاله مبادرات الحل وجهود إحلال السلام.. وقف العدوان.. ورفع الحصار البري والبحري والجوي والتأسيس لتفاهمات وفاق يمني يمني .. تحت سقف الوحدة المباركة .. كضرورة وطنية تحتم على كل اطراف الصراع السياسي والعسكري صهر اختلافاتهم وتغليب المصلحة العليا لليمن على مصالحهم الفئوية والشخصية حاملين للهم الوطني ولمعاناة وآمال كل يمني والتي يكابدها المواطنين بإرادة تحدي وصمود اسطوري ويعايشها شعبنا العظيم حزنا" وألم يجب أن ينتهي ..وسط جملة التداعيات الإقتصادية المؤسفة والأوضاع الصحية والبيئية والحياتية الصعبة...والتساقط اليومي للدماء وهذا التنامي المخيف لموجات العنف والإستخلاق الموجه خارجيا" أو أختلافيا" لثقافة الكراهية للإقصاء والإلغاء ونبذ الآخر وفي تفتيت تماسك الجبهة الداخلية ..

تمضي بنا أمنياتنا أن تكون هذه المناسبة.. الإستسماح الزمني الممكن لتجاوز ركام التباين وإنهاء مآسي وويلات الصراع والعدوان في إطار هذا الإجماع الوطني المتولد على إمتداد الأرض اليمنية والمحتشد بتوافقنا الشعبي والجماهيري .. توحدنا المعاناة والثوابت الإنتمائية والهم المشترك والمشروع الوطني الجامع .. لنعلي قيم التسامح والسلام ولنصنع مستقبل اليمن الجديد على طريق بناء دولة النظام والقانون العدالة الإجتماعية والمواطنة المتساوية ..

ان الراهن العام الذي يعيشه اليمن اليوم يدق ناقوس الخطر وسط تصاعد مؤشرات الإنهيار الاقتصادي والخدماتي ذلك مالم تتداعى جهود حكومة الإنقاذ ومعها كل القوى الوطنية الخيرة الى إعمال سياسات طوارئ فاعلة وإنفاذ استراتيجيات تدخل عاجلة للحد من التراجع الإقتصادي المخيف وإنهاء مشكلة السيولة النقدية والشروع في تبني برامج إنعاش اقتصادي مناسبة بناءا" على استيعاب ممنهج لبدائل الحل الممكنة.. وعلينا جميعا" ان نتناسى خلافاتنا وان نضمد جراحنا ولنعمل معا" على ترميم البيت اليمني وتعزيز عرى الوفاق والوئام الاجتماعي وكما يعتلي الابطال شرف انتصارات الحروب وأمجادها.. يصنع السلام رجال الرجال وحكمائها مؤكدين ان الديمقراطية وسيلة شعبنا الحضارية لمغالبة التحديات وفي تجاوز ركام المرحلة والعبور نحو آفاق مستقبل لا ينتمي للماضي او يرتهن لتجاذبات الخارج يتشكل فقط ليجسد تطلعات وآمال اليمنيين في الخير والتقدم والسلام.

* امين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة صنعاء
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 11:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/137063.htm