المؤتمر نت - استعراض تقرير بالمخالفات المستحدثة بالمدن التاريخية

المؤتمرنت -
النواب يستعرض تقرير المخالفات المستحدثة بالمدن التاريخية
واصل مجلس النواب في جلسته اليوم برئاسة رئيس المجلس يحيى علي الراعي بحضور وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى الدكتور علي أبو حليقة، استعراض تقرير لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بشأن المخالفات المستحدثة في المدن التاريخية والإنذار الذي أطلقته "اليونسكو" بإنزالها إلى قائمة التراث العالمي المهـدد بالخطر.
حيث تطرقت اللجنة في تقريرها إلى جملة من الاستنتاجات والملاحظات ومنها:

- تعتبر الحكومة ومؤسساتها المختصة هي المسؤول الأول كونها صامتة تجاه هذه القضايا خصوصا المخالفات التي تستحدث في مدينتا صنعاء وزبيد والمشكلة تكمن في أن الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة أعتمدت للهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية ميزانية تشغيلية غير كافية مما قلص من أداء فاعلية الهيئة التي لم تتمكن من الحفاظ على المباني القديمة الأثرية وترميم المتهالك منها ومنع العبث بطرازها المعماري الفريد.

- أما المسؤول بالدرجة الثانية فهو المجتمع بكل فئاته، وبالأخص مالكي المنازل الأثرية القديمة بسبب عدم توفر الوعي الأثري والقيمة المعمارية الجمالية للمحافظة على المباني الأثرية القديمة وتركها عرضة للتهالك والخراب لكي يتمكنوا من فرصة إعادة بنائها بصورة عشوائية بالإسمنت والحديد والأعمدة الخرسانية.

- الحكومة والمؤسسات المعنية قد تكون متواطئة مع المخالفين الذين تحركهم التجارة من ناحية وسوء الظروف المعيشية الناجمة عن الحرب من ناحية أخرى.

- ويعتبر الوضع الراهن هو الأسوأ في تاريخ مدينتا صنعاء وزبيد الأثريتين لأن المخالفات زادت حدتها مؤخراً بشكل مزعج وصارت مدينة صنعاء على وجه الخصوص تواجه بالإضافة إلى عدوان طائرات التحالف من السماء، عدواناً آخر في الأرض من بعض الأهالي والتجار يتمثل في تحويل المباني المعمارية الأثرية التاريخية إلى مخازن تجارية.. في ظل غياب الدور الرقابي والعقابي للمؤسسات الحكومية المعنية.

- يعتبر الطراز المعماري القديم لصنعاء كمدينة أثرية يخص اليمن والذي يعرف بالطراز المعماري الصنعاني وهو المنازل المبنية على النمط العمودي متعددة الطوابق، ومواد البناء المستخدمة عادة هي الحجر والطين والياجور المحروق والرخام والخشب والجص ونحو ذلك من المواد التقليدية، وقد استبدل هذا البناء في أغلب مباني مدينة صنعاء بالإسمنت والحديد والأعمدة الإسمنتية التي أفرغت أكثرية مباني المدينة من قيمتها الأثرية وتهدد بطمس معالمها المعمارية القديمة.

- تتمتع مدينة صنعاء القديمة بمنظومة متكاملة من المنشآت الحضرية التي تتميز بها المدينة في منشآتها الحضرية تتمثل في الأسواق والطرقات المؤدية إليها والتي تتوزع في أحياء المدينة وحاراتها وأزقتها الضيقة، وقد حاول البعض مخالفة وتغيير إطار هذه المنظومة الهندسية بأن استحدث أسواقاً وفتحات دكاكين بكثرة في هذه الأحياء والحارات .

- لاحظت اللجنة أن أغلب قلاع صنعاء القديمة مع أجزاء واسعة من سورها الأثري والتي كانت تتميز بمنشآتها الدفاعية المختلفة قد أندثر معظمه وحلت محلها مباني إسمنتية شوهت من معالم مدينة صنعاء التاريخية الأثرية.

- لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد التهديدات بطمس معالم مدينة صنعاء المعمارية جراء تراجع الجهد الوطني وإنعدام الوعي الشعبي بين أوساط ساكني المدينة واللامبالاة التي أدت إلى عدم الحفاظ على قيمة المباني الأثرية وعدم حمايتها وترميم المتهالك منها وعدم استخدام المواد التقليدية المتعارف عليها في ترميم وبناء منازلها الأثرية الفريدة.. وعند هذه الخطوة الخطيرة أقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" إنزال مدينة صنعاء ومدينة زبيد ومدينة شبام حضرموت إلى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وهي الخطوة التي تسبق عادة إخراجها من قائمة التراث العالمي في حال لم تعمل الحكومة اليمنية على وجه السرعة لإزالة الاستحداثات والمخالفات العشوائية والتحرك كذلك على وجه السرعة لإعادة بناء ما تهدم وترميم المنازل المتهالكة.

- وفي سياق إستنتاجات اللجنة أيضا وفي اطار مدينة صنعاء التاريخية.. لاحظت اللجنة أن هناك حملات مختلفة يتبناها ناشطين من المجتمع المدني المحلي ومن المهتمين بالتراث اليمني من داخل وخارج مدينة صنعاء القديمة تدعو إلى المحافظة على التراث المعماري لمدينة صنعاء وعلى طابعها المعماري الفريد، نذكر من هذه الجهات رئيس وأعضاء مؤسسة عرش بلقيس للتنمية والسياحة والتراث في مدينة صنعاء القديمة.. إلا أنها لم تلق الدعم الكافي من قبل الحكومة إلى جانب أنها مؤسسات مدنية تطوعية لا تستطيع إتخاذ أي إجراءات عقابية قانونية تجاه ما ترصده من مخالفات جسيمة تغير من التراث الإنساني العالمي لمدينة صنعاء التاريخية.

- كما تشيد اللجنة بالتوصيات التي خرجت بها الندوة العلمية الأولى لحماية مدينة صنعاء القديمة التي عقدت بتاريخ 31 يوليو 2018م والتي وقفت أمام المخاطر التي أصابت مدينة صنعاء التاريخية.

- كما أشادت اللجنة بالتوصيات التي تبنتها منظمة "اليونسكو" في عام 1984م في مشروع الحملة الدولية لحماية صنعاء القديمة، التي ساهمت في إعادة سور صنعاء التاريخي، وترميم العديد من مبانيها، وإصلاح الجسور والممرات الداخلية في المدينة بنفس نمط بنائها المعماري القديم والفريد من نوعه.

وكان المجلس قد استهل جلسته باستعراض محضر جلسته السابقة ووافق عليه، وسيواصل أعماله صباح غدً الأثنين بمشيئة الله تعالى.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 05:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/145516.htm