المؤتمر نت - يجمع الخبراء على أن ما حدث كان العكس تماماً، إذ توسعت الظاهرة الإرهابية وأصبحت أكثر خطورة وشراسة مقارنة بما كانت عليه قبل 11 سبتمبر

المؤتمرنت -
20 عاماً على 11 سبتمبر .. حرب أمريكا على الإرهـاب
20 عاماً مرت على هجمات 11 سبتمبر، التى أعقبها تدخل عسكرى فى أفغانستان والعراق، بداعى مواجهة الإرهاب الذى حوَّلته الولايات المتحدة إلى مواجهة عالمية كبيرة تحت مبدأ «من ليس معنا فهو ضدنا»، لكن أمريكا تدخلت للقضاء على الإرهاب ثم انسحبت بداعى تحقيق هدفها.

ويُجمع الخبراء على أن ما حدث كان العكس تماماً، إذ توسعت الظاهرة الإرهابية وأصبحت أكثر خطورة وشراسة مقارنة بما كانت عليه قبل 11 سبتمبر. وعلى سبيل المثال، داخل الأوساط الأمريكية نفسها، لا تزال هناك قناعة بأن الإرهاب لم ينتهِ، تقول شبكة «إيه بى سى» الأمريكية إنه بالرغم من مرور 20 عاماً على هجمات 11 سبتمبر لا تزال أفغانستان ومواجهة الإرهاب تتصدر عناوين الصحف الأمريكية، وكذلك التهديدات المستمرة بالهجمات الإرهابية.

وقالت الخبيرة الدولية فى مكافحة الإرهاب لينيا خليل إن الأمريكيين لا يزالون يعيشون آثار الإجراءات التى أعقبت هجمات سبتمبر حتى هذا اليوم، خصوصاً تشريعات المراقبة الجماعية ومكافحة الإرهاب.

وأضافت: «كان هناك خوف حقيقى ملموس وشعور بعدم الأمان من جرّاء تلك الهجمات، وما زلنا نعيش مع آثار سلطات المراقبة وتشريعات مكافحة الإرهاب التى تم طرحها»، مؤكدة أنها كانت مطلوبة، لكن تلك الإجراءات خلقت قدراً من التجاوزات، ولفتت إلى أنه فى السنوات التالية لم تَزِد إجراءات المراقبة والأمن فحسب، بل زادت أيضاً الأنظمة المعقدة لجمع البيانات. ونقلت «إيه بى سى» قول جون بلاكسلاند، أحد الخبراء فى أمن المعلومات، إن «التطورات التى شهدتها البلاد لم تكن متصوَّرة أبداً للأجيال السابقة».

وقال الدكتور أيمن سمير، الخبير فى العلاقات الدولية، إن كل التنظيمات الإرهابية اكتسبت قوة وزخماً كبيراً فى الـ20 سنة الماضية، بل ظهرت تنظيمات إرهابية كبيرة بظهور «داعش»، وانتشر الإرهاب فى أفريقيا، سواء فى جنوب الصحراء أو غرب القارة الأفريقية التى شهدت إعلان 5 ولايات لداعش فى آخر 5 أشهر، وعلى سبيل المثال المفوض الأوروبى قال إنه على أراضى القارة الأوروبية هناك حوالى 50 ألف داعشى بالإضافة لنحو 200 ألف يدعمونهم.

وأضاف «سمير»، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، أن «التنظيمات الإرهابية تعتبر آسيا حالياً الأرض الخصبة للإرهاب، وفروعه فى دول جنوب شرق آسيا زادت مثل ماليزيا وإندونيسيا، ووصل الحال إلى أن تنظيم داعش حاول بناء دولة فى جنوب الفلبين، ما يعنى فشلاً ذريعاً للمجتمع الدولى فى مواجهة الإرهاب».

«سمير»: العالم تعامل بانتقائية في مواجهة الإرهاب
وتابع «سمير»: «هذا الأمر يعود لثلاثة أسباب، أولها الانتقائية، فالتحالف الدولى ظهر لمحاربة الإرهاب فى سوريا والعراق فقط، وتجاهل مناطق أخرى». وأكمل: «والسبب الثانى هو التوظيف السياسى لمفهوم الجماعات الإرهابية لدرجة أن بعض الدول تدعو لإعادة صياغة مفهوم الجماعات الإرهابية، أما السبب الثالث فهو أن الدول تتعاون لمنع الجماعة الإرهابية من القيام بعمل إرهابى ولا تتعاون لأن تتم مواجهة الفكرة الخاطئة، ونفس الأمر بالنسبة للتمويل».

وتابع: «أمريكا تقول إنها حققت الهدف بعد كل هذه السنوات من هجمات 11 سبتمبر، وتعلن أنها نجحت فى إخراج التنظيمات الإرهابية من أفغانستان، وهذا ضمن بنود الاتفاق بين واشنطن وطالبان»، مشيراً إلى أنه من الغريب أن أمريكا احتلت اليابان وألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وكذلك احتلت العراق وأفغانستان، والسؤال لماذا أوجدت فى اليابان وألمانيا نموذجين حضاريين وتنمويين، فى حين لم يحدث الأمر ذاته فى أفغانستان والعراق؟ أم أنه متعمد؟ وهذه أسئلة بحاجة إلى تحليل ودراسة.

«فاروق»: «القاعدة» كانت نقطة ارتكاز لتنفيذ أجندات دولية
وقال عمرو فاروق، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن تداعيات تنظيم القاعدة هى نتاج الدعم الأمريكى، لأنه نشأ فى ظل دعم وتمويل الجهاد الأفغانى الذى كانت تخطط له واشنطن للقضاء على الاتحاد السوفيتى، وبعض الأنظمة فى الشرق الأوسط دعمت ذلك بضغوط أمريكية، ليخرج تنظيم القاعدة، وتم تأسيس هذا التنظيم لتمرير بعض السياسات فى الشرق الأوسط، موضحاً: «وبالتالى الولايات المتحدة صنعت الإرهاب وصدَّرته للعالم، وحققت مكاسب كبيرة، من خلال تصدير الإرهاب استطاعت السيطرة على كثير من النظم العربية، وفرضت أجندتها على العالم تحت حجة مكافحة الإرهاب، ومن هنا ظهر ما يسمى الإسلاموفوبيا وإنتاج التيارات الإسلامية المتشددة وتكريس العداء للإسلام». وأضاف أن «الجهاد الأفغانى كان نقطة التحول لدى التنظيمات الإرهابية من الهواية للاحتراف، فكل العناصر الإرهابية تدربت عسكرياً على يد خبراء عسكريين بعضهم كانوا قيادات عسكرية فى جيوش سابقة، حيث كانت البداية الحقيقية ما عُرف بحروب الجيوش النظامية، بعد الهجمات تم اللجوء إلى التنظيمات التى تعمل بالوكالة، تلك التنظيمات خاضت المعارك نيابة عن الأمريكيين ضد روسيا».

وتابع أن «تنظيم القاعدة قبل 11 سبتمبر انتقل من الساحة المحلية إلى الساحة العالمية، حتى لو ارتكز فى بعض المناطق قبل 11 سبتمبر لم يكن له صدى للدرجة التى يلهم بها الشباب فى العالمين الإسلامى والعربى، وبالتالى الوضع اختلف تماماً».

وأشار «فاروق» إلى أن تنظيم القاعدة عندما دبَّر أحداث 11 سبتمبر نفذ ذلك فعلاً ليصبح نقطة ارتكاز وتتم صناعته كمنصة دولية عالمية، وقدراته على دخول أمريكا، هناك جهات هى التى سمحت للتنظيم بأن يصل لذلك ليصنع هذه الحالة التى أعطته زخماً كبيراً.

وقال: «هجمات 11 سبتمبر صنعت هالة لتنظيم القاعدة، ما جعله يصنع الفروع، وينتقل من أفغانستان إلى السودان ثم يصنع فروعاً فى أفريقيا وإيران وفى مناطق عدة، وقام بعمليات فى أوروبا، واستخدم القاعدة الذئاب المنفردة التى اعتمدت عليها داعش ولكن دون أن يذكر نفس المسمى».

وأكد خبير الحركات الإسلامية أن ما حدث كذلك أن تنظيم القاعدة خرجت بعده تنظيمات إرهابية أشد مثل «داعش» الذى تفوَّق على القاعدة، لأنه اعتمد على ظاهرة الصورة واللقطة، ليظهر من خلال فيديوهاته أنه تنظيم شرس وقوى ولديه حالة من قهر الخصم، فبدأوا جذب كثيرين بمن فيهم مرضى نفسيون يبحثون عن القوة، وجذب المهمشين وهم كثيرون فى دول العالم، وانضم إليهم كثيرون، ما وسَّع القواعد التنظيمية له. واعتبر «فاروق» أن أحداث 11 سبتمبر كانت إعادة صياغة لتنظيم القاعدة عالمياً، فأمريكا عولمت الإرهاب وفى نفس التوقيت خلقت عدواً لها تركض خلفه فى كل الدول.
(الوطن المصرية)


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/159642.htm