المؤتمر نت - لقد جاءت ثورة 14 أكتوبر 1963م المجيدة ضد المحتل الغازي البريطاني كنتيجة

أ‮.‬د‮/ ‬عبدالعزيز‮ ‬صالح‮ ‬بن‮ ‬حبتور‮❊‬ -
الاحتلال‮ ‬بين‮ ‬الأمس‮ ‬واليوم‮ .. ‬دروس‮ ‬وعِبَر‮ ‬
يحتفي شعبا اليمني العظيم في هذه الاسابيع بقواه الحزبية والسياسية والشعبية والقبلية المقاومة للعدوان باعياد ثوراته المجيدة (سبتمبر واكتوبر ونوفمبر) وهو يعيش معاناة كبيرة وهو في العام السابع للعدوان والحصار الذي شنته الدول العربية الرجعية المعادية لجمهوريتنا‮ ‬اليمنية‮ ‬العملاقة‮ ‬التي‮ ‬حققت‮ ‬انجازات‮ ‬وطنية‮ ‬وسياسية‮ ‬وتنموية‮ ‬كبيرة‮ ‬طيلة‮ ‬زمن‮ ‬ثوراتها‮ ‬التحررية‮ ‬المُنتصرة‮ ‬الشامخة‮.‬

لقد جاءت ثورة 14 أكتوبر 1963م المجيدة ضد المحتل الغازي البريطاني كنتيجة موضوعية للتفاعل السياسي - الثوري - الثقافي الذي نشأ في عدن عاصمة المستعمرة البريطانية، ومن خلال توسع الهامش السياسي والثقافي والإعلامي والتنموي في الحياة المدنية في مدينة عدن كسمة مميزة للنظام الرأسمالي الليبرالي الاوروبي الذي حاولت بريطانيا الترويج له وهو ما اعطى الفرصة الحقيقية للطليعة الثورية والمثقفين من أبناء عدن وأبناء السلطنات والإمارات الجنوبية والشرقية ومن أبناء شمال الوطن بأن يؤسسوا المداميك الأولى لحركة مقاومة وطنية ثقافية ثورية يمنية، وكانت بمثابة الفرصة السانحة للطلائع الأولى لأعضاء الجبهة القومية وجبهة التحرير والفصائل العسكرية والقبلية الأخرى كحزب البعث ورابطة ابناء الجنوب العربي واليساريين بتنوع مشاربهم، وطلائع حركة الأحرار اليمنية وغيرهم من الاشتراك في تبادل الأفواج المتدفقة كحركة تبادل بين الثوريين المقاومين بين أبناء شطري الوطن، يتذكر القادة الأوائل ومعاصريهم من جنوب الوطن الذين تدفقوا على مدن الشطر الشمالي من الوطن بهدف التدريب والتأهيل والتزود بالاسلحة والمؤن والعتاد والعودة للكفاح المسلح في ضواحي عدن ولحج وأبين وحضرموت‮.‬

بالعودة الى ادبيات الثورة اليمنية فإنه في مطلع ستينيات القرن العشرين عاد المناضل الشهيد الرفيق / غالب بن راجح لبوزة من مدينة تعز ومعه كوكبة من الأحرار اليمنيين من ثوار الجبهة القومية ، عادوا حاملين معهم الاسلحة الخفيفة والرشاشة المتوسطة ومختلف أنواع الذخائر ، وبها تم تفجير الشرارات الأولى لثورة 14/اكتوبر 1963م وبعدها اندلع الكفاح الوطني المسلح ضد المحتل البريطاني في عموم جنوب الوطن واستمر الكفاح المسلح حتى رحيل آخر جندي بريطاني من أرض اليمن ومدينة عدن تحديداً في 30 نوفمبر 1967م، وهو ما عُرف بيوم الجلاء الوطني‮.‬

لم تغادر (بريطانيا العظمى) أرض جنوب الوطن إلا بقوة الحديد والنار وثبات المناضلين الفدائيين الاشداء من كل مناطق اليمن شماله وجنوبه ومن كل التنظيمات السياسية وبعد أن تكبدت القوات الاجنبية العديد من الضحايا والخسائر في جيشها وقواتها المسلحة حددت يوم الرحيل وودعها هامفري ترفليان آخر مندوب سامي لبريطانيا العظمى على ارض عدن واليمن بشكل عام، ورحل معهم عملائهم ومخبريهم ومرتزقتهم في ذات الرحلة الاخيرة ، وبعدها لحق بهم الباقون منهم في رحلات متتالية هاربين من ارض الجنوب الحُر، نحن هنا نتساءل ألم يتعلم مرتزقة وعملاء اليوم من اليمنيين الذين يعيشون مع المحتل المعتدي الجديد في الاراضي اليمنية المحتلة من الحديدة وعدن وتعز غرباً وحتى شبوة وحضرموت والمهرة شرقاً، ألم يتعلموا من درس الاستقلال الوطني في جنوب الوطن حينما هرب العملاء مع جنود المحتل البريطاني، وكذلك العبرة في هروب العملاء الافغان مع اسيادهم الأمريكان قبل اشهر من يومنا هذا من كابل عاصمة افغانستان، وقبله شاهد العالم هروب العملاء الفيتناميين المخزي مع أسيادهم الأمريكان في سبعينيات القرن الماضي من فيتنام ومن مدن سايقون ومدينة المناضل هوشي منه، إن العبر والدروس في تاريخ الانسانية‮ ‬عديدةٍ‮ ‬وفي‮ ‬حاضرنا‮ ‬وماضينا‮ ‬القريب‮ ‬شاخصة‮ ‬بوضوح‮ ‬لكل‮ ‬ذي‮ ‬لب‮ ‬وعقل‮ ‬والشاطر‮ ‬وحده‮ ‬من‮ ‬يتعلم‮ ‬من‮ ‬معانيها‮ ‬ومدلولها‮.‬

شعبنا اليمني العظيم والمؤتمر الشعبي العام قيادة وقواعد تحتفي بثورات سبتمبر واكتوبر ونوفمبر في الأراضي اليمنية الحرة ومن عاصمة اليمن التاريخية الابدية، يحتفون وهم رافعي الهامات بعزة وشموخ بتحقيق الانتصارات في جبهات الشرف والكرامة في محافظات البيضاء واجزاء من شبوة ومأرب وجبهات الحديدة، نعم يحتفلون بانتصارات رجال الرجال من افراد الجيش اليمني والامن واللجان الشعبية، يحتفلون وهم يقفون بعزة وكبرياء في جبهة المقاومة ضد اعتداءات دول العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي - الصهيوني، يقفون صفاً واحداً مع شركائهم في جبهة‮ ‬المقاومة،‮ ‬انصار‮ ‬الله‮ ‬وبقية‮ ‬الاحزاب‮ ‬الوطنية‮ ‬اليمنية‮ ‬المقاومة‮.‬

إن موقف قيادة واعضاء المؤتمر الشعبي العام في كل اليمن في محافظاته الحرة ، وكذلك الواقعة تحت الاحتلال في هذه المرحلة الاستثنائية بوقوفها ضد العدوان الخارجي هو شرف عظيم وموقف باذخ المعنى والدلالة يضاف الى تاريخه الناصع الذي أسس في تاريخه دولة وطنية يمنية قوية، وتنمية اقتصادية واجتماعية مشهود لها بالنجاح، وحقق فوق هذا وذاك حلم احرار اليمن والعالم العربي، وهو حلم تحقيق الوحدة اليمنية بين شطري الوطن في الـ 22/مايو/ 1990م، وصولاً إلى إعادة تحقيق الوحدة العربية المنشودة بإذن الله جل جلاله.


‮»‬وفوق‮ ‬كُلْ‮ ‬ذِيِ‮ ‬عِلْمٍ‮ ‬عَلِيم‮«‬

‮❊ ‬رئيس‮ ‬مجلس‮ ‬الوزراء
‮ ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬العامة‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/160277.htm