المؤتمر نت - الراحل ياسر عرفات
بقلم د/ محمد المنصــــوب -
وداعا يا (أبا عمار)
في هذه اللحظات المأساويه من تأريخ نضال شعبنا الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه المغتصبة تقف يداي شبه ساكنتين عن الحركه إزاء رحيل رجل المقاومة والنضال رجل النضال والسلام السيد القائد الرمز ياسر عرفات.
رحل ابو عمار مترجما لحالة عربيه رذيلة من الضعف والوهن والهوان، رحل أبو عمار تاركا لنا ماذا يعني النضال وحب الأوطان، رحل تاركا لنا ماذا يعني المبدأ وماذا تعني كلمة الحرية.
رحلت يا أبا عمار وأنت مظلوم من قبل شعبك وأمتك ، رحلت وظللت متهما حتى وأنت في حالة موت سريري لعدة أيام ، رحلت يا أبا عمار لتثبت لنا أننا قد كنا أخطأنا وأسرفنا في الشك بوطنيتك وعزتك وصفاء نضالك وجهادك خرج هذا الثائر من كتائب المقاومة الأولى ضد الاحتلال الصهيوني ولم يكن مقصده زعامة أو رئاسة شعب الجبارين وإنما هي بطولته وثباته وإقدامه من أراد له ذلك.
ليست صدفة أن يصبح أضعف رئيس دوله يمتلك قوة السلاح أقواهم وأشدهم ندا أمام الخصم،بل هي التضحيه وحنكة القيادة وعدالة القضية التي أهلت من أبو عمار ليصبح أحد أهم مفاتيح لعبة الأمن والسلام في منطقة تعج بالفوضى وتعيش على أسطح براميل من باروت وديناميت كالشرق الأوسط.
وقع عرفات إتفاقية أوسلو تحت تأثير التفكك والتشرذم العربي بعد حرب الخليج الثانية وتراجع تكريس الهم العربي تجاه القضيه الفلسطينية نحو التناحر والمماحكات الداخلية والتي أدت بدورها إلى إحتلال دولة العراق مؤخرا ووضع دول أخرى تحت فوهة تهديد المدفع إن لم تعتبر مقاومة المحتل الصهيوني إرهابا وعنف.
قد يسجل التأريخ من عرفات أكثر زعيم استخدم الطائرة وذلك من كثرة رحلاته وأسفاره من أوروبا إلى دويلات أفريقيا إلى أطراف أمريكا الشمالية باحثا للدعم والمساندة ونجح في جعل القضيه الفلسطينية قضية العالم الحر قضية العدل والمساواة بين بني البشر .
لم يأتي أبو عمار بصناديق انتخابات مزوره ولم يأتي بانقلاب على فوهات مدافع وجنازير دبابات بل اتي ثائرا من شعاب المقاومة حمل السلاح وكان في صفوف المقاومة الأولى بين رفاقه وزملائه.
إننا ومهما كتبناومهما تفوهنا فحتما لن نوفيك حقك، فيكفيك أنك رحلت محبوبا لدى ملايين العرب والمسلمين ، يكفيك تلك المليارات من قطرات الدمع التى تساقطت على فراقك، يكفيك انك ستظل مخلدا في تأريخنا بعد موتك على عكس معظم الزعماء الذين يتحولون من عظماء في حياتهم الى جبناء ومرتزقه بعد مماتهم.
رحلت ولم تستخدم سلطتك ونفوذك في فرض رئيس على أبناء شعبك بل ترك الأمر للقانون الذي اسسته ولشعبك الذي أحبك .
رحل أبو عمار تاركا فضاء واسعا في النضال والمقاومة الفلسطينية قد يصعب تجاوزه ولكنه ترك معان من النضال والحرية وشمولية الاستقلال للدوله الفلسطينية القادمة وعاصمتها القدس الشريف (وليس أبو ديس)
فإلى لقاء ربك يا ابا عمار إرحل ونحن على دربك سائرون في سبيل تحرير الأرض كل الأرض في فلسطين من النهر إلى البحر ,عاصمتها القدس الشريف .
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا بو عمار لمحزونون.
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً ) صدق الله العظيم

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 05:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/16457.htm