المؤتمر نت - رئيس الجمهورية
بقلم د- عبدالله احمد عبدالصمد -
هكذا وجد وسام حوار الحضارات طريقه إلى صدر الرئيس الصالح
تولى الرئيس صالح قيادة اليمن في يوليو 1978م وكانت البلد تمر بأزمات داخليه وخارجية وعدم وجود أي مؤسسات للدولة وبعد اغتيال ثلاثة رؤساء في ظرف سنتين.
لقد سارع الرئيس صالح ومنذ توليه السلطة في ترتيب الأوضاع الداخلية وشرع في تحسين علاقات اليمن بدول المنطقة والدول الصديقة بسياسة جديده وبطبيعة شمولية اعتمد الرئيس صالح على سياسة التوازن والعلنية في الدبلوماسية وعلى الصدق والصراحة في سياسته وأرائه وتقييمه للأحداث وفي الشأن اليمني أو كما كان يعرف قبل الوحدة (بالجمهورية العربية اليمنية والتي كان صالح رئيسها-الشطر الشمالي) أو (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية – الشطر الجنوبي )حافظ دائما على تقريب وجهات النظر مع قيادة الشطر الجنوبي من الوطن فالتقى جميع قادتها السياسيين وأعلى هرم لسلطه في الجنوب ورغم الصراعات التي كانت تدور في الشطر الجنوبي للسيطرة على السلطة والانقلابات المتكررة كل خمسه أعوام والدخول في حربين مع الشطر الشمالي أثمرت جميع لقاءاته وحكمته على تقريب وجهات النظر وترجمتها إلى اتفاقيات مثمرة على طريق الوحدة اليمنية فكان المبادر الأول وبصراحة وبإصرار راسخ حقق من خلاله وحدة الشعب والوطن في 22مايو 1990 (الجمهورية اليمنية).
وبتحقيق الوحدة اليمنية حقق صالح اعظم هدف لم يتحقق منذ مئات السنين وأطلق حرية الصحافة والتعددية السياسية وظهرت الكثير من الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني واجر في الانتخابات البرلمانية والرئاسية بصورة حرة ورغم الأحداث الدامية في 1994م والتي كادت تؤدي الى انفصال اليمن من جديد شطرين استطاع السيطرة على الوضع سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا وأوجد الدعم الخارجي لسياسته وأعاد ترتيب الوضع الداخلي رغم إشعال الحرب وتدمير الاقتصاد والخسارة الكبيرة في الأرواح ومن جديد يبرهن بحكمته ودبلوماسيته المرنة ويصدر عفواً عاماً عن كل القياديين بين الذين أشعلوا الحرب والنازحين وعودتهم إلى الوطن والمشاركة في بنائه كما تم أخيرا التعامل مع المتشددين الإسلاميين والجماعات التابعة للقاعدة والذين قاموا بتفجير المدمرة الأمريكية كول في عدن والباخرة الفرنسية لبمبوبرج في المكلا واختطاف السياح وزعزعة الأمن في اليمن وبنظره إلى المستقبل استطاع إيقاف تلك الهجمات العنيفة والتعامل معها وعمل ما عجزت عنه أمريكا في محاربة الإرهاب فأعطى الحرية لهولاء بعد إعلانهم التوبة وان يكونوا مواطنين صالحين في المجتمع، وهكذا استطاع أن يفكك خلية القاعدة في ليمن ومعرفة السبب ومعالجته.
وعلاقة اليمن بدول الجوار والدول العربية تميزت بالتقارب والتعاون في مختلف المجالات.فاليمن قدمت نموذجا في حل مشاكلها مع جيرانها حيث حلت جميع المشاكل الحدودية مع سلطنة عمان ومع المملكة العربية السعودية عبر التفاهم الأخوي والمرضي لجميع الأطراف وجسدت بذلك نموذجا يستحق الاقتداء به لحل مشاكل الحدود وكان صالح هو المبادر الأول وحلت مشاكل النزاع مع إريتريا رغم الاحتلال المفاجئ للقوات البحرية الاريتريه للجزر الواقعة في جنوب البحر الأحمر وكان باستطاعة صالح حلها وبسهوله عسكريا ولكنه فضل طريق الحوار والصبر رغم معارضة إريتريا لأي حوار واستطاع بسياسة مرنه من تدويل الخلاف وحله لصالح اليمن وأعاد الجزر عبر القضاء والمشاركة الدولية. يقول صالح مهمتنا الحفاظ على أمن منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي وعليه فنحن نعمل باستمرار لتكون هذه المنطقة بعيده عن الصراعات الإقليمية والدولية
واليمن اليوم ينضم إلى بعض مؤسسات مجلس التعاون
الخليجي وعضو نشيط ومؤسس للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودول عدم الانحياز والأمم المتحدة وتشارك بفعالية في جميع أعمالها.
ولعبت اليمن دورا هام في دعم نضال الشعب الفلسطيني العادل من اجل إقامة دولته المستقلة وتفعيل خريطة الطريق التي يقول عنها صالح إنها ولدت ميته فيدعو روسيا وأوروبا والأمم ا لمتحدة لتفعيل دورها في هذه القضية ويدعم كل الاقتراحات المقدمة بهذا الشأن من قبل روسيا الاتحادية ولليمن مواقف غاية في الصعوبة وإيجابية من قضايا الأمة العربية والدولية وخاصة حروب الخليج. يقول الرئيس صالح ( لم أؤيد الاحتلال العراقي للكويت بل أدنته بشدة وطالبت بحل عربي للمشكلة) اعترضت اليمن في ذاك الوقت في مجلس الأمن عندما كانت عضواً فيه على قرار الحرب لتحرير الكويت بالقوة العسكرية وكانت تراء انه بالإمكان حل المشكلة سلميا وإعطاء الدبلوماسية وقتا اكبر ولم تشارك اليمن في قوات عسكرية مع قوات التحالف لتحرير الكويت كما عملت بعض الدول العربية والتي أصبحت اليوم دول تتهم من قبل الأمريكان بدول غير ديمقراطية ودول تساعد الإرهاب.
يقول صالح إن التواجد الأجنبي في المنطقة سوف يخلق مشكله في المستقبل وأعباء على دول المنطقة وبنظرة ثاقبة إلى الأمام تبناها صالح في حل القضايا ومنذ اللحظات الأولى وقبل تحرير الكويت عرض وساطته في حل النزاع مع أمير الكويت والرئيس العراقي ورغم الجهود التي بدلها وجولاته في العديد من الدول العربية والجامعة العربية إلا أن سرعة الأحداث والتدخلات الدولية للغرب من اجل مصالحها المستقبلية في المنطقة لم تأت بثمارها فكسبت مواقفه الصريحة والعلنية والشجاعة في مجلس الأمن الاحترام والتضامن في الشارع اليمني والعربي رغم ما تعرضت له سياسة صالح من تهديد وأوعيد من قبل أمريكا والغرب بقطع المساعدات والمنح المقدمة لليمن، وبطرد اكثر من مليون يمني يعملون في الخليج العربي وخاصة في السعودية..
ومن جديد رغم الهزات يبادر صالح وبجولة مكوكية وللرئيس صالح دور كبير في حل النزاعات العربية ودول الجوار من خلال الحوار والجمع في المصالح لدول المنطقة في قضايا عده ومنها الصومال واريتريا والسودان ولليمن علاقات مميزه مع الغرب والشرق معا وكانت أحداث سبتمبر 2001 م في الولايات المتحدة وضرب أفغانستان والوضع اليمني الاقتصادي في حاله صعبه وظهور البطالة الزايدة بين الشباب وطرد اليمنيين من الخليج والحروب الأهلية وحرب الخليج وحرب الصومال ونزوح اكثر من 30 ألف صومالي إلى اليمن وتزايد للوجود الإسلامي المتشدد في اليمن وبصوره كبيره فقد توقع الكثير من المحليين السياسيين أن تكون اليمن بعد أفغانستان وبحنكه ودبلوماسية وبزيارة صالح إلى أمريكا والاتفاق معها وانضمام اليمن لمحاربة الإرهاب الدولي وتوقيع اتفاقيات أمنيه وتعاون بين اليمن وأمريكا اكتسب اليمن ثقة الغرب وامتدت إليها المساعدات والمعونات والاستثمار في كثير من المجالات الحيوية وتم التوقيع على اتفاقيات أمنية مع دول الجوار لمحاربة الإرهاب وتسليم المجرمين وبهذه السياسة الحكيمة التي تجب البلد الضرر قبل وقوعه تمكن صالح من التعاون المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية وكسر القاعدة المتعارف عليها في المنطقة والتي اعتمد عليها الكثيرين من زعماء العالم الثالث وخاصة العربي والإسلامي أن الطريق إلى أمريكا يمر عبر إسرائيل والتصالح والتطبيع معها.
ومن تجربة صالح الغنية والموقف العقلاني واتزانه وخاصة في زمن الحرب الباردة كانت سياسة صالح (تحول ذهبي) واعتبرت نادرة حيث أرتبط بعلاقات جيده ووطيدة مع القوتين العظميتين الاتحاد السوفيتي وأمريكا ومع المعسكر الاشتراكي والرأسمالي فأكسبته ميزه عظيمة في التعامل مع الآخرين والانفتاح عليهم فكانت أحد السياسات النادرة والصعبة في زمن (معاً أو ضد حيث طور صالح علاقات اليمن (الشطر الشمالي سابقا) مع الشرق والغرب في آن واحد ثقافيا وعلميا وعسكريا رغم الضغوط التي مارسها كل طرف على سياسة الرئيس صالح فكان له النجاح أن لا يعادي أحد على حساب الآخر. بينما كان الشطر الجنوبي من اليمن يتبع ما كان يسمى المعسكر الاشتراكي وليس لديه أي علاقات مع الغرب أو معظم الدول العربية والذي لم يكن لها أي تمثيل دبلوماسي في اليمن الجنوبي.
وبنهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي وهيمنة القطب الواحد ونظام عالمي يعيش في مرحله من الفوضى في العلاقات الدولية وتسارع الأحداث والتطور الهائل للتكنولوجيا والعولمة هذه العوامل التي تترك أثرها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على الدول الفقيرة يقول صالح -( علينا أن نتعلم كيف ندير خلافاتنا ونتعلم كيف نتخاطب ونتحاور مع بعضنا البعض من اجل الأمة وليس من اجل مصالحنا وكراسينا في السلطة .
نعم لقد تعلم الرئيس صالح الكثير من خلال تجربته السياسية الغنية واستطاع أن يدير الخلافات ويتحاور من اجل مصلحة اليمن .
واتت معارضة الرئيس صالح للحرب من جديد على العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من دون مبررات.
يقول صالح في الحرب الأخيرة واحتلال العراق –إننا نعرف عواقب الحرب ستكون سيئه على الشعب العراقي والدول المجاورة ولكل محبي السلام في العالم واتمنى اليوم الذي ينتهي فيه الاحتلال وكنت أدعو دائما أن تتولى الأمم المتحدة الوضع في العراق فاليمن لن يرسل أي قوات إلى العراق وتدعو الدول الأخرى إلى عدم مباركة أمريكا عملها والذي تعتبره اليمن احتلال لدوله عربيه ولو كانت المسميات الأمريكية غير ذلك بالنسبة لعلاقات اليمن ورسيا فاليمن له علاقات جيدة وحميمة مع روسيا ومتميزة منذ عام 1928 م يقول الرئيس صالح( اليمن لديه لما ) علاقات صداقه وتعاون تاريخية مع جسدها وقوف روسيا إلى جانب الثورة اليمنية في احلك الظروف فزيارة الرئيس صالح إلى روسيا الاتحادية ولقائه الرئيس بوتين ستوطد أكثر وأكثر العلاقات بين البلدين في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية فاليمن اعتمادها شبه كامل على السلاح الروسي وفي اليمن يعمل الكثير من المختصين الروس في مجالات عدة والسياسة الخارجية للبلدين اليمن وروسيا تلتقي في اغلب الأحداث الدولية فمن هذا نستنتج أن السياسة والدبلوماسية للرئيس صالح كانت دائما في المقدمة وسرعة فهم الحدث والمتغيرات الدولية والتعامل معها والتخفيف من أضرارها. وهاهي مبادرة أخرى للرئيس صالح ألي ملوك وزعماء العرب والى النخبة العربية والمختصين بالشأن من اجل تفعيل العمل العربي المشترك واعادة صياغة الجامعة العربية يقول الرئيس صالح (أداء الجامعة العربية لا يواكب العصر – فلابد من وجود مؤسسة عربية حديثة ومتطورة تلبي طموحات جماهير الأمة العربية والى مواكبة المتغيرات الدوليه ) فمشروع خطة الرئيس صالح للجامعة العربية مجلس أمن قومي – مجلس دفاع مشترك – محكمة عدل عربيه – برلمان عربي موحد – مجلس اقتصادي موحد) هذه هي نظرة الرئيس لعالم عربي جديد.
وفي لقاء صنعاء الأخير في نوفمبر 2003 م تشكل المحور الثلاثي اليمن والسودان واثيوبيا يقول الرئيس صالح إن هذا المحور عبارة عن تجمع اقتصادي مفتوح لدول المنطقة سواء كانت في القرن الأفريقي أو الدول العربية على البحر الأحمر فهو ليس ضد أحد ولا يقتصر على أحد.
والرئيس صالح لعب دورا بارزا ومميزا في حل مشكلة الصومال الشقيق وإعادة وحدته هكذا اتبع ويتبع الرئيس صالح نهجه وسياسته الخارجية التي أوجدت له علاقات طيبه وتقارب مع كثير من دول العالم وأوجدت الأمن والاستقرار في المنطقة.

-علاقات دوليه وسياسة خارجية روسيا.




تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 09:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/16588.htm