المؤتمرنت -
العوا: لا يجوز تسليم وفاء قسطنطين بعد إسلامها
أكد المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا أن من يأتي إلى الجهات الرسمية مسلماً إلى أهل دينه السابق قبطاً كانوا أم غيرهم غير جائز شرعاً، في إشارة إلى تسليم السلطات المصرية للسيدة وفاء قسطنطين إلى الكنيسة الأرثوزكسية بعد إعلان إسلامها.
وأوضح الدكتور العوا –الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- في مقال له بصحيفة "الأسبوع" المصرية الصادرة امس الاثنين أنه إذا كانت السيدة وفاء قد أكرهت على إظهار المسيحية فإن إثم ذلك على من أكرهها، وعلى الذين مكنوا له من هذا الإكراه بتسليمها إلى الكنيسة بعد أن أعلنت أنها مسلمة.
وأضاف الدكتور العوا حول مدى جواز تسليم من يأتي إلى الجهات الرسمية مسلماً إلى أهل دينه السابق قبطاً كانوا أم غيرهم، أن الجواب عن هذا السؤال يأتينا من القرآن الكريم مباشرة، من قول الله تبارك اسمه في سورة الممتحنة: "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن، الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولاهم يحلون لهن، وآتوهم ما أنفقوا.."' إلخ الآية العاشرة من السورة.
والحاصل أنه لا يجوز رد المرأة التي أتت إلى المسلمين مسلمة إلى أهل دينها الأول مهما يكن السبب، ولا يقال هنا إن الكنيسة المصرية قد أقرت منذ زمن عمر بن الخطاب بمقتضى كتاب عمرو بن العاص على أن لأساقفتها السلطة الدينية على الأقباط، لأن هذه الشروط وهي صحيحة ثابتة تجرى على من كان مسيحياً، أما الذين يدخلون في الإسلام فإن الولاية التي للكنيسة عليهم تسقط بمجرد إسلامهم، ويصبح الحاكم المسلم أو من يقوم مقامه هو صاحب الولاية عليهم، وإن كانوا من أهل الولاية الواجبة، أو تصبح ولايتهم لأنفسهم إن كانوا من أهل الرشد، كالسيدة وفاء قسطنطين البالغة من العمر ثمانية وأربعين عاماً.
وتساءل الدكتور العوا مستنكراً "لنقل بصراحة: ما الذي كان مقصوداً من تسليم وفاء قسطنطين إلى الكنيسة؟ ولماذا لم يجر اللقاء بها في مكان لا يخضع لسيطرة الكنيسة؟ وكيف تضمن حريتها وعدم التأثير على إرادتها وهي داخل بيت تابع للكنيسة ليس فيه إلا عدد من الراهبات أو اللاتي يعددن للرهبنة ولا يدخل عليها فيه إلا اللجنة الكنسية المكلفة بمناقشتها في توجهها إلى الإسلام؟
ويضيف الدكتور العوا: السؤال الأخير في قصة وفاء قسطنطين وجهه إليٌ صديق شاب، قال: ما الحكم إن كانت هذه السيدة جدلاً واستفهاماً فقط قد أرغمت على إعلان أنها مسيحية لم تزل، وما الحكم إن أدى شعورها بالقهر لو صح ذلك السؤال الجدلي إلى وفاتها أو مرضها؟
قلت له لو كان الأمر كما تقول، فإن لها سلفاً في الصحابة الذين أريد إكراههم على ترك الإسلام فأبوا.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 06:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/17665.htm