المؤتمر نت - وزير الاوقاف السوداني
المؤتمر نت -
وزير الأوقاف السوداني يحذر من التساهل مع الجماعات الإرهابية
قال الدكتور عصام أحمد البشير، وزير الشؤون الدينية والأوقاف بجمهورية السودان، إن الاختلاف بين بني البشر في اللغة والجنس والدين هو من سنن الله في الكون، وإن الحوار هو الصيغة المثلى للتعايش بين الناس ولإنجاز مهمة البلاغ وتحقيق المصالح، وأن الحوار يختلف باختلاف أغراضه وأهدافه ووسائله وآلياته.
وأكد الدكتور البشير على أن من أهم المبادئ الضرورية في منهجية الحوار مع الذات بين أبناء الأمة الإسلامية، وجوب إحسان الظن بعلماء الأمة ومفكريها.
وشدد الدكتور البشير على ضرورة الاحتكام إلى ثوابت لا تتغير تشكل جوامع الوحدة الفكرية في الأمة، لأن الحوار الذي لا يعترف بثابت في العقيدة والأصول والفقه والقيم، لا يشكل أي أهمية، لأن البعض يدخل الثابت في مكان المتغير وبعضهم يدخل المتغير في مكان الثابت.
وأشار إلى أن الثوابت هي أصول العقيدة وقطعيات الأحكام والمقاصد التي دل الاستقراء على أن الشريعة سعت لرعايتها وما يتفرع عنها من القيم الأخلاقية والفرائض الركنية.
وأبان البشير أنه لا بد من إزالة الاشتباك الذي يقع أحيانا بين العلماء والدعاة، والوصول إلى إيضاح الموقف بين القديم والجديد، والسلفية والتجديد، والأصالة والمعاصرة، مؤكدا على أنه لا تعارض بين الإثنين، فليس بالضرورة أن كل من ينتمي إلى السلف قد انقطعت صلته بالواقع، وأن كل من انتمى للتجديد قد أنفصل عن جذوره، فالسلف الصالح كانوا أهل أصالة ومعاصرة، وفهموا التجديد على أنه إحياء لما أندثر من معالم الدين وانطمس من شموس الحق.
ونقلت وكالة الأنباء الإسلامية عنه الدعوة إلى الأخذ بقاعدتي الاجتهاد الانتقائي والاجتهاد الإنشائي، فالأول هو الاختيار بين أقوال العلماء والفقهاء ما كان أرجحها وأقربها لرعاية المصلحة في زماننا، والثاني هو أن ننشئ من الأحكام الاجتهادية وفق مقاصد الشريعة وثوابتها ما يكون معالجا لما طرأ من القضايا في هذا الزمان.
وشدد الدكتور البشير على التحذير من فتنة التكفير التي تطل برأسها بين حين وآخر، مشيرا إلى بعض الكتابات التي تغالي في العداء لمجرد الاختلاف.
وأبان أن العلماء قد فرقوا بين كون الفعل كفرا وبين الفاعل الذي قد يصدر عنه الكفر جهلا أو تأويلا أو مكرها، ذلك لا بد من إقامة الحجة عليه قياما ظاهرا.
وطالب البشير بإشاعة مبادئ التسامح والحوار وقبول الآخر. ودعا إلى تضمينها في مقررات الدراسات الجامعية وفي الخطب والمحاضرات وكافة المنابر، وأن تتم محاورة العلمانيين في الدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى وجود نوعين من العلمانية، أولهما: تقبل التصالح مع الأمة، والثانية: مخاصمة لها، فهما ليسا على درجة واحدة.
وحذر الدكتور البشير من تساهل البعض مع من يقومون بالأعمال الإرهابية التي أرقت الناس وأرهبت العباد وأراقت الدم المسلم، مشيرا إلى ضرورة أن يقف المجتمع كله بحزم في وجه هذه الفئة الباغية، وألا يلتمس لها الأعذار تارة بدعوى أن ما يقوم به أفرادها هو سوء فهم للنصوص، وتارة بدعوى أن ذلك من قبيل التشدد وأنه خير من التساهل، وأشار إلى ضرورة التصدي لهذه الظاهرة بكل حزم وقوة حتى يتم اجتثاثها من جذورها.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 06:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/18589.htm