المؤتمر نت - منذ أكثر من ثلاثة عقود من السنين، ومنذ الطفولة نسمع عن آبائنا وأجدادنا.. إن الشمس تصبح محمرة اللون، يوم القيامة.. فمن أين جاءت تلك المعلومة للآباء والأجداد؟!
 القرآن الكريم جاء بكلمة (التكور) وخصها بالشمس أما النجم فقد خصه بالإنكدار.. إذا، لا بد أن هناك فرقاً بين التكور والأنكدار.. يقول تعالى في سورة التكوير (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) (التكوير:1-2)...
المؤتمرنت- عبدالصمد صادق سعيد -
لغـة القـرآن الكريـم.. تكور الشمس.. وإنكدار النجم
منذ أكثر من ثلاثة عقود من السنين، ومنذ الطفولة نسمع عن آبائنا وأجدادنا.. إن الشمس تصبح محمرة اللون، يوم القيامة.. فمن أين جاءت تلك المعلومة للآباء والأجداد؟!
القرآن الكريم جاء بكلمة (التكور) وخصها بالشمس أما النجم فقد خصه بالإنكدار.. إذا، لا بد أن هناك فرقاً بين التكور والأنكدار.. يقول تعالى في سورة التكوير (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) (التكوير:1-2)..
نحن نفهم إن (إذا) الشرطية يتحقق منها الشرط في زمن المستقبل أي لا يحصل الشرط في زمن الماضي.. (الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) الله سبحانه قدم الأسم على الفعل ولم يقل (تكورت الشمس)..
إذاً، في البداية يجب أن نفهم ما معنى التكور.. فالتكور هو التفاف الضياء حول الحيز الذي يتوهج منه أي ان الشمس تلف حول جسمها الغازي ولا ينطلق الضياء إلى الخارج فتصبح وهجاً محمراً بدون ضوء كاللهب الصادر من النار ليس فيه إشعاع يضيء المنطقة وهذا هو أثر الهالة الفضية التي تقع على سطح الشمس من الخارج لتحول اللهب إلى ضياء متوهج يصل إلى أبعد نقطة في النظام الشمسي..
الشمس تصبح محمرة أما النجم فأنه يفقد ضياءه تماماً وهذا ما يشير إليه القرآن الكريم (بالإنكدار) والإنكدار معناه غياب الضوء، وسمي الماء كدراً لأنك لا تستطيع أن ترى شيئاً خلاله، الله سبحانه خص الشمس بالتكور والنجوم بالإنكدار ويعود السبب إلى طبيعة النظام الشمسي وما تحويه من كواكب فإذا قل المجال المغناطيسي الشمسي الذي يتعامل طردياً مع الضوء فتتأثر الكواكب بذلك المجال المغناطيسي، لأن المجال المغناطيسي الشمسي هو الذي ينظم حركة الكواكب بسرعات منتظمة، فأي خلل يحصل في كمية الفيض المغناطيسي، سوف تتأثر الأرض بذلك الأختلاف، وبما أن الأرض تدور حول الشمس فيكون استقرارها، من استقرار المجال المغناطيسي الشمسي، أما النجم فإذا قلّت كمية الفيض المغناطيسي فيه لا تتأثر الأرض بطبيعته لأن النجم جعله الله للاستدلال على الطريق في الظلمات (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْـــرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآياتِ لِقَوْم يَعْلَمُونَ) (الأنعام:97)..
حينما تتكور الشمس يحدث الاضطراب في حركة الأرض وهذا ما تشير إليه الآية الثالثة بعد إنكدار النجم (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ) إذا، الجبال تتحرك وتخرج عن أوتادها نتيجة اضطراب حركة الأرض وزلزلتها..

من هنا نبين أن (إذا الشرطية) أخذت الآيات بالتناوب بدليل (الواو) المتصلة بين كل حدث فلا يمكن للجبال أن تسير مالم تسبقها حركة الأرض والأرض لا تضطرب إلا بحدوث خلل في المجال المغناطيسي للشمس.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 01:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/18816.htm