المؤتمر نت : فيصل الصوفي -
المؤتمر القومي العربي في عقده الثاني.. مسيرة ودلالات
انتظمت صباح اليوم في العاصمة صنعاء الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر القومي العربي التي حظيت برعاية رسمية واهتمام ملحوظ من قبل قيادة المؤتمر الشعبي العام، وفي ظل أجواء حرة تميزت بها هذه الدورة عن سابقاتها، وكان مسئولون في الأمانة العامة واللجنة التنفيذية وأعضاء المؤتمر القويم قد أطلقوا خلال الأيام الماضية تصريحات تنم عن ارتياحهم للأجواء التي تنعقد في ظلها الدورة الرابعة عشرة في صنعاء التي مثلت دوماً منبراً للصوت العربي الجهير الذي حمل هموم الأمة العربية والدعوة إلى التضامن العربي والتعاون المشتركة لتحقيق تطلعات الأمة العربية في المجالات السياسية والاقتصادية خصوصاً، وتوفر صنعاء اليوم مناخا مفتوحا للمشاركين في هذه الدورة لمناقشة القضايا الحيوية للامة العربية بحرية وشجاعة، الأمر الذي سيعكس نفسه على القرارات التي سيتخذها المؤتمرون بنهاية هذه الدورة.
· المؤتمر القومي والبدايات والأهداف:
عقدت الدورة الأولى للمؤتمر القومي العربي في تونس في 3 مارس 1990م، ويتكون المؤتمر في أمانته العامة ولجنته التنفيذية وأعضاء المؤتمر من نخبة عربية تضم سياسيين ومفكرين ومثقفين مجربين ومؤهلين ينتمون إلى تيارات قومية ويسارية وليبرالية وإسلامية مستنيرة من مختلف الأقطار العربية، يهدفون إلى تحقيق المشروع الحضاري العربي من خلال شحذ همم الرأي العام وتنمية الوعي القومي بالقضايا الحيوية للأمة العربية، وتتكون عناصر هذا المشروع وفقا للتصورات التي استقر عليها المؤتمر في دوراته من ستة عناصر هي: الوحدة، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، التنمية المستقلة، الاستقلال الوطني والقومي، التجدد الحضاري.
ومنذ سنوات وضع المؤتمر القومي العربي استراتيجية لتحقيق هدفه في المشروع الحضاري العربي تأخذ في الاعتبار تنوع واختلاف الأنظمة السياسية القائمة في الوطن لاعربي، والعمل من أجل التأثير في قراءاتها دون الاصطدام بها، وهو في رؤيته لتقبل هذا الدور يعول على تفهم هذه الأنظمة أنه تجمع قومي شعبي مستقل ولا يمثل تكتلاً سياسيا معارضا أو يتبنى أفكارا وتصورات معادية للأنظمة خاصة تلك الأنظمة العربية التي لا تتوافر فيها شروط الديمقراطية والنزوع القومي والتجدد الحضاري، إلا أن من الملاحظ أن المؤتمر القومي العربي رغم نبل أهدافه ومشروعية طموحاته يمتلك قدرات وإمكانيات محدودة لإيصال تصوراته للرأي العام والأنظمة السياسية حول المشروع الحضاري العربي، حيث يفتقر إلى الموارد المالية لدرجة عدم القدرة على إصدار نشرة دورية لإيصال صوته إلى الآخرين، لكن المؤتمر القومي لا يزال يحاول منذ سنوات إنشاء صندوق خاص به لجمع الموارد المالية الضرورية لتمويل أنشطته من مصادر غير حكومية وذلك لضمان استقلالية المؤتمر عن أي تأثير حكومي يمكن التحكم بقراراته أو توجهاته وتصوراته للمشروع الحضاري العربي الذي لا يروق لكير من الأنظمة السياسية غير الديمقراطية
· استئناف البداية:
إن المؤتمر القومي العربي الذي عقد دورته الأولى في تونس (3 مارس 1990) ويعقد اليوم دورته الرابعة عشرة في صنعاء (3) يونيو بنعت فكرته الأصلية من المؤتمر العربي الأول الذي عقد في باريس قبل نحو مائة عام من الآن ففي العام 1913 اجتمع في باريس نحو 200 شخص من المثقفين العرب والدارسين هناك في لقاء عام سمي المؤتمر العربي الأول، درسوا خلاله أوضاع الأمة العربية والتحديات التي تمر بها في ظل الاستعمار الغربي والتخلف العثماني المسيطرين على شعوب المنطقة العربية، وانتهى أولئك المؤتمرون إلى تصورات تصب في عدم التعاون مع السلطات العثمانية في أي قرارات تتصل بسيطرتها على البلاد العربية التي تتمتع بنفوذ فيها ودعم أي توجهات عربية ثورية ضد السلطات الاستعمارية.
وقد نبعت فكر المؤتمر القومي العربي من تلك الذكرى ولكن على أسس وتصورات مختلفة رغم أن كثيراً من القضايا التي كانت تشغل الأمة العربية وتتحداها عام 1913 كانت لما تزل قائمة عام 1990م عندما ولد المؤتمر القومي العربي من جديد.


تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 05:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/2060.htm