(وردة) الرويشان (متوحشة) في القاهرة صدرت مؤخراً عن المكتب المصري للمطبوعات في القاهرة المجموعة القصصية (الوردة المتوحشة) للأديب الأستاذ خالد الرويشان- وزير الثقافة والسياحة اليمني. وجاءت مجموعة الرويشان القصصية الأولى في (83) صفحة من القطع المتوسط، وضمت (11) قصة هي: (اربعائي، العم ناجي، المغسول بالكلام، الوردة المتوحشة، الكتيب، غربة، الراعي والكلاب، القطة الهادئة، لاشيء يومض في هذه المدينة، أطياف، عبداللطيف الربيع). وفي تقديمه للمجموعة يقول الشاعر أحمد الشهاوى: (لأنه مسكون بالشعر ومهجوس بالمغامرة، وممسوس بالقلق –كان الريح تحته- أتت لغة خالد الرويشان شعرية، تتراكب وتتراكم دالة ورامزة ومتصلة بتراثها، فهو في قصصه شاعر، يخلق من نور اللغة جملته، ويشكل في ضوء الحروف وجماليته صورته). الأهرام المصرية أشارت إلى أن "وردة الرويشان المتوحشة" مجموعة لها خصوصيتها التي ستشكل بواسطتها إضافة جديدة للمكتبة العربية. منوهة إلى مسحة الحزن واليأس في لغة الأديب: (هذه اللغة التي تكشف عن ولع المؤلف بالحفر أسفل سطح الأشياء، وعشقه الخاص للمزج بين كتابة الهامش والمتن، ومحاولته الدائمة لاصطياد الصمت، كأنما قوة بوحه، هي الضمانة لكي لا تتوحش وردة سره). وتباينت قصص الرويشان التي روى بعضها بضمير الغائب والبعض الآخر بضمير المتكلم، وبما يوحي بتلقائية الحكى بعيداً عن وضع قالب للحدث الذي يبدوا أحياناً مجرد لقطة كما يكون في حالات أخرى سرد الرحلة يخوضها البطل في الزمان والمكان. وفي قصة "الراعي والكلاب" يضع المؤلف الواقع العربي بمرارته أمام أعيننا لكي لا نهرب ولا نفر من مواجهة الحقيقية فيقول: (اجتمع الراعي بكلابه، توسل إليهم بأن تذهب في سبيلها، وأن تكتفي بما أكلت من الخراف، هزت الكلاب أذيالها ساخرة، وذكرته بأنها حمت قطيعه من الذئاب واتهمته بأنه ناكث للعهد، ناكر للجميل، بكى الراعي، سفح دموعه بين أيدي الكلاب، وأقدامها دون أن يهتز قلب، أو تطرف عين لكلب). وفي أكثر من موضع في مجموعته الأولى يكفر الرويشان بالمدينة وصخبها وظلمة جوانحها، ويهرب من منطق الذئاب وشريعة الغاب، حتى أنه عنون إحدى قصص مجموعته بـ(لاشيء يومض في هذه المدينة)، فيما يقول في قصة الوردة المتوحشة (هاانذا أغادر المدينة وحيداً حتى من نفسي، الجهات تضيع، وعيني لا ترى، وقلبي لا يضيء، أغادر المدينة ماضغاً أوهام الزمرد، ناثراً أشلاء الوقت، محتضناً صندوق الدنيا).. |