المؤتمر نت - صحيفة الثورة
صنعاء/ المؤتمرنت/ افتتاحية الثورة -
تكريس «سلطة» الشعب!!
لم يكن مفاجئا للكثير ممن تابعوا مسيرة الرئيس علي عبدالله صالح في الحكم ومااتسمت به محطات هذه المسيرة من تعب وسهر ومصاعب وتحديات ماجاء في خطابه أمس الأول والذي أعلن فيه رغبته عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة لأنهم الذين يدركون تماما أن هذا الزعيم لم تغره السلطة في يوم من الأيام ليبتعد عن هموم أبناء شعبه وخدمة قضاياهم والالتصاق بهم عن قرب بعيدا عن مؤثرات المنصب ودواعي المراسم البروتوكولية .
وليس هذا وحسب ،بل أنه ما من أحد يجهل أن هذا القائد لم يأت الى السلطة على ظهر دبابة أو انقلاب عسكري ،وإنما السلطة هي التي بحثت عنه والشعب هو من اختاره وأنتخبه لقيادة مسيرة الوطن اليمني في ظروف كان يموج فيها هذا الوطن بالقلاقل والفتن والصراعات السياسية وعدم الاستقرار.
ولأن الرئيس علي عبدالله صالح قد تعامل مع كرسي الحكم بمنطق الزهاد وجعل من ذلك الكرسي عنوانا للتضحية ونكران الذات فإنه الذي لم تكن السلطة همه أوغايته أوهدفا له.
ولعل هذا المنهج السلوكي هو الذي أهله لإخراج اليمن من كافة المآزق والمنعطفات الصعبة والشاقة ، فقد اتسع قلبه للجميع بما اتسم به من سمات التسامح والحنكة السياسية والرؤى الناضجة والعقلانية ، حيث تكفلت تلك الخصائص بالانتقال باليمن من مراحل الاضطراب والاحتقان السياسي والاعتراك الداخلي إلى فضاء أرحب من الاستقرار والتنمية والنهوض الحضاري وهي المرة الأولى التي تجد فيها أهداف الثورة اليمنية مساحة كافية من التبلور على أرض الواقع إذا ماعلمنا بأن الحراك الوطني الذي أعقب قيام الثورة اليمنية قد شغلته الكثير من الإشكالات الداخلية ولذلك لم يقدر له إبراز فعل تلك الأهداف بما يقوي صمود الجبهة الداخلية وكفاءتها في تحرير الواقع من العوز وعوامل الفقر والتخلف.
ولاجدال في أن الرئيس علي عبدالله صالح قد استطاع في سنوات حكمه ان يحقق لليمن أعظم الانتصارات والإنجازات الكبرى فقد أعيدت وحدة الوطن على يديه في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م.
وهو الإنجاز الذي لايضاهيه أي إنجاز آخر، كما أنه وفي عهده عرفت اليمن أول نظام ديمقراطي تعددي اعتمد مبدأ التداول السلمي للسلطة والمشاركة الشعبية في صنع القرار ، ووفر كل الضمانات الدستورية والقانونية أمام حرية الرأي والتعبير واحترام حقوق الإنسان.
وإلى جانب ماعرفته اليمن من نهضة تنموية شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية فقد أمكن حل مشاكل الحدود مع دول الجوار عبر أسلوب الحوار السلمي وعلى قاعدة (لاضرر ولاضرار) لتتقدم بلادنا بذلك الأسلوب الحضاري لارتياد مكانتها المرموقة على المستويين الاقليمي والدولي بالتزامن والتلازم مع فتح نافذة التعاون البناء والشراكة الاستثمارية مع الدول الشقيقة والصديقة على أساس من الاحترام المتبادل وتكافؤ العلاقات.
ومن هذه الحقائق مجتمعة يغدو من البديهي أن الرئيس علي عبدالله صالح في إعلانه عن عدم ترشيحه للانتخابات الرئاسية القادمة لم يرد بذلك، ان يقدم من خلاله نفسه أو ان يعرف بحاضره وماضيه او ان يظهر مواقفه وتجاربه في الحكم لأنه لايحتاج الى ذلك ، ولأنه الذي يعلم مكانته في قلوب شعبه ومقدار حبهم له ومدى تمسك الجماهير بقيادته ، وبالتالي فإن ماأراده من خلال ذلك الإعلان هو إرساء أنموذج حضاري للتداول السلمي للسلطة وليؤكد بذلك على ان منصب رئاسة الدولة في اليمن ليس حكرا على أحد وأن امام كل الأحزاب والتنظيمات السياسية بما فيها المؤتمر الشعبي العام الفرصة المتاحة للتنافس على هذا المنصب والوصول إليه عن طريق صناديق الاقتراع، خاصة وهو من يبدي قدرا عاليا من الاهتمام بأن تصبح الديمقراطية في هذا البلد صمام أمان يحميه من كل التقلبات المحتملة.
ويكفي هذا الزعيم فخرا أنه الذي فتح أمامنا بوابة المستقبل على مصراعيها لاستكمال صروح التطور والنهوض وسطر تاريخا جديدا ومضيئا ترتسم في كل صفحة من صفحاته ملامح الغد المشرق الحافل بالإنجاز والرقي والنهضة الشاملة والمستدامة.
أما نحن كشعب ومجتمع فيكفينا أننا الذين تعلمنا من هذا القائد الوفي لوطنه وأمته كيف نحدد أهدافنا بدقه.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 13-مايو-2024 الساعة: 02:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/23083.htm