المؤتمر نت - الديمقراطية أحد أرقى أشكال النظم السياسية فيكفي أنها تمثل لحقيقة مشاركة الشعب في حكم نفسه والديمقراطية بتعدد منافعها "حق التعدد السياسي والحزبي ،حق الرأي والرأي الآخر ،حق التعدد الصحفي والإعلامي، حق المشاركة في صناعة القرار السياسي عبر الانتخابات الحرة والمباشرة والعامة ، حق...
بقلم : محمد علي سعد -
لعنة الديمقراطية !!
الديمقراطية أحد أرقى أشكال النظم السياسية فيكفي أنها تمثل لحقيقة مشاركة الشعب في حكم نفسه والديمقراطية بتعدد منافعها "حق التعدد السياسي والحزبي ،حق الرأي والرأي الآخر ،حق التعدد الصحفي والإعلامي، حق المشاركة في صناعة القرار السياسي عبر الانتخابات الحرة والمباشرة والعامة ، حق تشكيل مؤسسات المجتمع المدني الخ".
هذه المنافع من أجل أن تصبح حقيقة واقعة وواقعاً معاشاً دفع التطور الإنساني من تجاربه قروناً من الزمان وملايين من الضحايا ومئات الحروب والآلاف من التجارب والدول التي سادت ثم بادت والخلاصة تفيد أن هذه النعمة التي ينعم بها الإنسان اليوم والمتمثلة في النظم الديمقراطية ما كانت لتقام وتبقى لولا كل تلك التضحيات والتجارب والسنين.
وفي هذا الحيز من افتتاحها اليوم والذكر نركز فيه على موضوع الديمقراطية في شقها المتعلق بحرية الممارسة الصحفية والإعلامية وفي هذا المقام نقول إن الديمقراطية باعتبارها خياراً وطنياً أقرته دولة الوحدة المباركة في 22 مايو 90م بعد أن كانت الديمقراطية حلماً رائعاً راود الكثيرون وأملاً مشرقاً تمنى الكثيرون تحقيقه ودفعت أثمان غالية للوصول إليه منذ فجر الثورة اليمنية وقيام النظام الجمهوري لأن الثورة أعطت الديمقراطية مكاناً فريداً بين أهدافها.
اليوم نجد أن الممارسة الديمقراطية في مجالاتها المتعددة قد تحول جزء كبير منها من نعمة إلى لعنة، أجل إلى لعنة سوداء في الجانب الخاص بالممارسة الحزبية أو الصحفية وللرد على السؤال: متى تتحول الغاية النبيلة للديمقراطية إلى لعنة ؟
نقول: عندما تمارس الأحزاب سياسة حزبية وصحفية تؤدي إلى الهدم وتنشر الإحباط وتشكك في كل ما هو طيب وجيد وجميل وعندما تلجأ بعض الممارسات الحزبية والسياسية إلى تخريب علاقات الوطن مع الأشقاء والأصدقاء وعندما تخلط بعض الأحزاب في المعارضة في إطار اللعبة السياسية بين خلافها مع الحزب الحاكم وخلافها مع الوطن فتمارس سياسة هدم بحق الوطن وكأن الحزب الحاكم هو الوطن.
نضيف فنقول: تتحول بعض الممارسة الديمقراطية من نعمة إلى لعنة عندما تجد أن الغالبية العظمى من الصحف تهتم بصورة لافتة للنظر لأبسط حادث انفجار أو فضيحة أو جريمة قتل في حين تجدها تهمل إهمالاً واضحاً الاهتمام بأخبار من نوعية افتتاح مدرسة أو مستوصف صحي أو توفر فرص عمل الخ.
تصبح الممارسة الديمقراطية لعنة عندما تستغل حرية الصحافة لهدف غير نبيل فنجدها مثلاً تتجه للشتم وإلصاق التهم والنيل من سمعة الناس ومكانتهم وأدوارهم لمجرد خلاف في وجهات النظر نشأ أو اختلاف في المواقع الحزبية بين أصحاب الصحيفة والطرف الموجه إليه الشتائم.
يشعر الآدمي بالكثير من الآلام عندما يقرأ عجز صحف عن مقارعة الرأي بالرأي والحجة بالحجة وبدلاً من ذلك يقرأ حالة هجوم على الأفكار بالتهم وعلى الحجج بالتخوين وعلى الآراء الجريئة بالتجريح.. هنا نشعر أن حرية الصحافة وتلك الغاية النبيلة من الصحافة قد تحولت لمعول هدم وإلى شرطي يريد تكميم أفواه الآخرين، ناكراً حقهم في التعبير عن آرائهم بنفس القدر الذي كفل فيه القانون لتلك الصحف أن تنشر وتنشر.
أتمنى أن تصحح الممارسة الديمقراطية في مجاليها الحزبي والصحفي وألا تحولت من مشاركة في الحكم إلى مشاركة في الحفاظ على شعر الهجاء عند الخطيئة وتحولوا يوماً بعد يوم إلى أحفاد للخطيئة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 08:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/24368.htm