المؤتمر نت - فخامة الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية
كتب - أحمد غراب -
العفو والحكمة والثورة المتسامحة
يأتي قرار العفو الكريم عن أتباع الحوثي وتعويض أسرة حميد الدين ليكشف المعدن الأصيل للأخ الرئيس علي عبدالله صالح ويرسل للآخرين درساً في التسامح والنوايا الطيبة ولم يكن هذا القرار أمراً مفاجئاً بل كان متوقعاً ومنتظراً في أي مناسبة وطنية لأنه امتداد لروح التسامح التي يتعامل بها الرئيس الصالح داخليا وخارجيا.
وهذه الخطوة التاريخية ليست الأولى من نوعها فقد تعودنا عليها من فخامة الرئيس ومن ذا الذي ينسى قرار العفو عن الانفصاليين بعد كل ما فعلوه في الوطن و قرارات العفو هذه لا تأتى استجابة لظروف آنية أو لمستجدات مؤقتة وإنما تنبع من حكمة يمانية أصيلة تثبت أن الرئيس يظل دائما عند مستوى تطلعات شعبه إليه، وعند حسن ظن الشعب اليمني فيه، كما أن هذا القرار يعكس نظرة واعية وحكيمة تنظر بعينين اثنتين لكل ما من شأنه تدعيم روح الوفاق الوطني والعمل على رأب الصدع انطلاقا من المبادئ الإسلامية النبيلة التي تدعو إلى التسامح والتصالح وجمع الكلمة وتوحيد الصف.
إن هذه المبادرة التاريخية هي بشارة خير لنهج حكيم يتسم ببعد النظر وسعة الأفق في التعامل مع المشكلات الداخلية والخارجية بالحوار لا بالعقاب، وبالاستيعاب بدلاً من الصدام، بما يقطع الطريق على من يسعون إلى زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار داخل الوطن الواحد .
وعلي المستوي الخارجي يعكس هذا القرار رغبة الرئيس الصالح في إرسال رسالة واضحة الأبعاد والدلالات خاصة في هذه الظروف الإقليمية والدولية مفادها أن اليمن ماض في النهج الديمقراطي ومحاربة الإرهاب وهما دعامتان أساسيتان لحصول أي نظام عربي علي شهادة اعتماد دولية بصلاحية هذا النظام حتي تاريخه كما أن هذا القرار يعكس رؤية الأخ الرئيس في الإصلاح السياسي والاقتصادي في اليمن وبناء دولة حديثة ليقطع الطريق أمام أية ضغوط خارجية في هذا الاتجاه.
ويأتي قرار العفو الكريم في هذا الوقت التاريخي ليجسد حقيقة الثورة اليمنية المتسامحة التي شكلت أهم منعطف في تاريخ اليمن وأول إنجاز حقيقي نحو توحيد الوطن المجزأ وبناء الدولة اليمنية الواحدة على كامل ترابه، فقد كانت هذه الثورة وحدوية متسامحة في آفاقها وأهدافها وجسدت الترابط الحقيقي بين جماهير الشعب اليمني في الشمال والجنوب، وكان العمال والفلاحون الذين توافدوا من كل أنحاء الوطن نواة جيشها وحملة علمها وانطلاقا من ذلك جعلت الثورة هدف قيام الوحدة اليمنية في مقدمة مبادئها وتم تحقيقها على يد الرئيس الصالح الذي اقر
مبدأ تسامح الثورة الذي يحمل مدلولات تاريخية كثيرة أهمها أن الثورة هي نبراس مضيء عبر كل الأجيال وان خير هذه الثورة وتباشيرها لا تنقطع وان الثورة كالنبع الصافي المتدفق الذي ينهل منه الجميع وان الثورة تبني ولا تهدم وتسامح من اجل البناء والتنمية والوحدة والحرية .
ومن خلال هذا القرار الحكيم تتجلى عظمة وروعة الثورة اليمنية الخالدة التي تقر مبدأ التسامح من اجل الوطن كمعيار أساسي للتعامل بين ابنا ء الوطن الواحد في صورة وحدوية مثالية دون السماح للأفكار الهدامة والتشرذمات الحزبية والطائفية والانقسامات المذهبية والخلافات الضيقة بتعكير الجو الديمقراطي لوطن الوحدة
والحرية فالثورة يد الوطن الممتدة دائما بالخير والتسامح والعطاء لجميع أبناء الوطن وكل هذه المبادئ النبيلة تنطلق من أساس متين في الشريعة الإسلامية الغراء التي دعت إلى العفو عند المقدرة والتسامح الشيء الذي يضمن وحدة الصف .


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 04:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/24639.htm