المؤتمر نت - تذكرنا حكاية الشرعية الدولية بقصص اللاهوت الكنسي الذي كان يظلم باسم العدل ويقتل باسم الحياة ويجور باسم السماء.
إذا كانت الشرعية الدولية هي كنيسة العصر – نعني بها الأمم المتحدة ومجلس الأمن – فإن العرب وحدهم الرعايا، والآخرون القساوسة وملوك الإقطاعات المتحالفين مع رجال الدين وملوك الكنائس!...
صنعاء/ المؤتمر نت/ أمين الوائلي -
الشرعية الدولية.. اللاَّهوت السياسي!
تذكرنا حكاية الشرعية الدولية بقصص اللاهوت الكنسي الذي كان يظلم باسم العدل ويقتل باسم الحياة ويجور باسم السماء.
إذا كانت الشرعية الدولية هي كنيسة العصر – نعني بها الأمم المتحدة ومجلس الأمن – فإن العرب وحدهم الرعايا، والآخرون القساوسة وملوك الإقطاعات المتحالفين مع رجال الدين وملوك الكنائس!
عملياً لا يوجد معنى مضبوط ومضمون لمدلول الشرعية الدولية، وربما كنا وحدنا نحن العرب أكثر خلق الله استقبالاً لهذا الشعار الفضفاض وانذباحاً تحت نضاله التي لا تعرف غير رقابنا ولا توجه إلا علينا.
ويبقى أننا مؤمنون بسلطة الكنيسة حتى ملو كلفنا ذلك الحياة ذاتها والإيمان ذاته.. نحن كاثوليك أكثر من البابا، وضحايا أكثر من يوسف وذئب يوسف وحتى أكثر من إخوة يوسف لو صح أنهم كانوا ضحايا لشرع الخيبة والغيرة وربما الحسد وسوء الطوية.
الشرعية الدولية باتت سيفاً مصلتاًً على رقاب العرب والدول العربية،والشعوب العربية، والشرعية الدولية تتخيرنا وحدنا من بين الرعايا وجماهير المؤمنين المشمولين برعاية وسلطة وسلطان بابا العصر وكنسية العالم، ,ملك القارة الأوحد.. نحن الأمة – إن بقي لدينا شيء من الإيمان بهذا الوصف – الأكثر تهديد للشرعية، والأكثر وقوعاً في شراكها وإشراكها! ولذلك فلا تكف الأمم – التي تداعت علينا – المتحدة ( تجاوزاً) عن مطالبتنا باحترام هذه الشرعية ومراعاة قراراتها، والامتناع عن تهديد مستقبل العلاقة بين الله والكنيسة والعالم.
حجة مجلس الأمن دائماً - وهو بالمناسبة يشبه في هيئته هيئة القصعة التي تداعى عليها الأكلة – أنه يمثل الشرعية الدولية، وهو إذ يقول ويفعل ذلك فإنه إنما يعني التمثيل بالعرب والتمثيل عليهم ومراقبة ضمائرهم وخلجات السرائر والأسرار، ولمطاردة الوسواس وترصد الشياطين التي تسعى لإفساد إيمانهم ببابا العالم وكنيسة الأمم المتحدة!
أين رأينا القساوسة والملوك والتجار المتسيدين على عرش الكنيسة والمستبدين بجماهير الرعاع والرعايا" يتحدثون عن مفهوم الشرعية ويحرصون عليها؟ أما إسرائيل – الابن المدلل للبابا – فهي فوق مستوى الشرعية والمشرعين.
القرارات الدولية بشأن إسرائيل تذهب مباشرة إلى زبالة الكنيسة وهامش القُدّاس. لا تجد من يتبناها ويدافع عنها، ويطالب بإمضائها وتطبيق بنودها. عشرات القرارات ذهبت مع الصلف الإسرائيلي وبصق في وجهها زبانية الصهيونية العالمية، قرار واحد لم يجد طريقه إلى التطبيق، كلها ضلت الطريق وماتت حتى قبل أن تولد.
القرارات الخاصة بالعرب ترقى إلى مصاف النصوص المقدسة في التوراة والانجيل.. أمريكا وهي حامية الكنيسة وممثلة الرب على الأرض تجند نفسها والعالم لإجبار العرب وإلزامهم التقيد بآيات الشرعية وقراراتها، لا وقت لالتقاط الأنفاس، على العرب أن يفعلوا مباشرة ما يؤمرون به وإلا حلت اللعنة وحق العقاب.
بعيداً عن الشرعية الدولية غزت أمريكا العراق، واحتلته، واعلنت الحرب، وبعدها ذهبت إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار أممي يمنح صفة الدولة المحتلة! المجلس الذي لم يصوت على الحرب والاحتلال صوت بعدها على ما هو أمرَ، وأخزى!
إنه اللاهوت السياسي.. عليه اللعنة.


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 06:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/25489.htm