المؤتمر نت - لا ندري يا أهل العراق أنهنئكم بالعيد أم أن ما ينتابكم من الألم، والأسى، والرهبة سيجعلكم تعتذرون..
المؤتمر نت - نــزار العبـادي -
كيف عيدكم يا أهل العراق !؟

انبلج فجر الخميس وليس في الصدور ما يكدر فرحتها بالعيد غير ما اعتدنا في اليمن أن نهرول إلى فضائيات العراق لنطمئن أن إحصائيات ضحايا الاحتلال والإرهاب لم ترتفع منذ مساء اليوم السابق الذي لطالما أفسد شهيتنا للسحور بأخباره الدامية.
لم تمنعنا فرحة أطفالنا بالعيد، وهم يتبخترون بثيابهم الزاهية.. ويطبعون على خدودنا القبلات تلو القبلات من ممارسة عادتنا اليومية بالوقف أمام الشاشات لقراءة شريط الأخبار وهو يُنبئنا : أن أكثر من (83) عراقياً قُتلوا بحوادث انفجار سيارات مفخخة عشية العيد؛ فيما نجا قائد شرطة "نينوى" من محاولة اغتيال ، وقُتل ثلاثة من مرافقيه.. وأن الشرطة قبضت على أربعة إرهابيين في بعقوبة، وخامس في بغداد، وقتلت سادساً من جنسية عربية، كما عثرت على (11) جثة لمدنيين كانت مفصولة الرؤوس.
أما أخبار العيد، فإن السيد السيستاني أفتى بأن الجمعة أول أيام العيد، فيما أفتى السيد الصدر بأن العيد الخميس – وكلاهما يمثلان الشيعة- أما أهل السنة فقد أفتوا بأن العيد الخميس! وسواء كان العيد يوم خميس أو جمعة، فالأخبار تقول أن محافظ البصرة اعتذر – مسبقاً – عن استقبال تهاني العيد لمواساة ضحايا مجزرة "حي الجرائر" في بغداد!
هكذا طالعتنا الفضائيات العراقية مع انبلاج فجر يوم العيد، والبعض منّا حاول جاهداً التظاهر بعدم الاكتراث، أو تناسي المأساة ولو لبعض الوقت؛ لكن كيف السبيل إلى ذلك وقد تسابقت ملايين الأكف في رفع الدعاء من شتى بقاع اليمن من أجل سلام العراق، وأمن العراقيين؛ ووحدة أرض وشعب العراق، وإنهاء الاحتلال!!
لا ندري يا أهل العراق أنهنئكم بالعيد أم أن ما ينتابكم من الألم، والأسى، والرهبة سيجعلكم تعتذرون من تلقي التهاني لتواسوا بذلك الموقف مئات آلاف اليتامى، والثكالى ممن فتكت بذويهم أحدث تكنولوجيا الحرب في العالم، أو تهشمت أجسادهم بالسيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة، أو فُصلت رؤوسهم بسكاكين التطرف والإرهاب. أو اغتالت عقولهم أجهزة الموساد، وأيادي الحقد الخفية!
وإن كنتم تغلبتم على أحزانكم وتناسيتم مآتمكم فما زلنا لا ندري متى نهنئكم !؟ أهو الخميس فنجرح صيام نصفكم، أم الجمعة فنكون قد تأخرنا عن نصفكم الآخر – فيما تُعاد الأحبة في اليوم الأول ! وكيف يستوي بنا الحال ونقول لكم " أيامكم سعيدة " ولم يعد على أرض العراق من يثق أنه في مأمن من الخطر، وبمنأى عن قدر ينهي كل أمانيه، وأحلامه في ظرف لحظة!
لكن مع كل المرارات التي تتقاسمها نفوسنا معكم، فإننا ما زلنا ننتظر أن نهنئكم وقد تغلبتم على كل الظروف القاهرة، وتعززت وحدة العراق وشعبه، بإرادتكم، وتكاتفكم، وسموكم فوق كل المؤامرات المحاكة للنيل من عراقتكم وأصالتكم.
يومها فقط.. سنرفع الأصوات من على كل منبر مهنئون: كل عام وشعب العراق بخير .. سالماً.. آمناً.. موحداً بإذن الله تعالى .

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 06:48 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/25548.htm