المؤتمر نت - أنها النموذج البارز في مضمار التعاون الدولي، والتفاهم الثنائي الذي أعطى التكتل العالمي..
المؤتمرنت - أمين الوائلي -
اليمــن وأمريكـــا.. قمــة استثنائيــة مرتقبــة
قمة يمنية أمريكية تنتظم نهاية الأسبوع في واشنطن بعد ترقب وانتظار دام شهور واقترن باهتمام إعلامي وسياسي غير مسبوق بتأسس في مضامينه العامة،وخطوطه العريضة على قاعدة من التحليلات والتفسيرات التي تستقرئ الواقع وتستشرف آفاقه، ورابطة بين هموم الساعة واهتمامات السياسة والسياسيين، لافتراض ما يمكن أن يكون جدول عمل ولقاء القمة المرتقبة.
هذا الاهتمام الإعلامي الكبير يعبر بحد ذاته عن استشفائية واضحة للحالة اليمنية الأمريكية في التعاون وعلاقات الصداقة والشراكة.. فاليمن حليف رئيسي لواشنطن، وللمجتمع الدولي في المقام الأول – في مكافحة الإرهاب والمواجهة معه، ولا شك أن ذلك يعني الكثير بالنسبة للدول والحكومات في هذا الظرف العالمي المزكوم برائحة العنف والبارود..كما أنه يعني الكثير أيضاً بالنسبة لمضامين مشاريع دولية وإقليمية تتوجه لمساعدة البلدان في السير في طريق الإصلاحات السياسية والديمقراطية وتعزيز المشاركة الجماعية والاجتماعية في الحياة المدنية والتنافس الديمقراطي.
والأمران معاً – أعنى مجابهة الإرهاب وتحسين المشاركة السياسية - صارا عنواناً بارزاً للسياسة اليمنية ومشروعاً يتكامل بجزئيه وشقيه في أجنده الدبلوماسية اليمنية؛ الأمر الذي أعطى جواً من الثقة المتبادلة والشفافية المطلوبة في انتهاج علاقات التعاون المتعاضد والشراكة المتعاظمة فيما بين صنعاء وواشنطن بدرجة خاصة؛ وبين اليمن والشركاء العالميين والمجتمع الدولي بصورة عامة.
وتدرك واشنطن تماماً أهمية الدور الذي لعبته وتلعبه الشراكة القائمة مع صنعاء في هذا المجال.. بل إنها تقدم على أنها النموذج البارز في مضمار التعاون الدولي، والتفاهم الثنائي الذي أعطى التكتل العالمي في مجال شرور ومخاطر الإرهاب صيغة أكثر وضوحاً وأكبر إيجابية.
مع ذلك، لا يزال صوت اليمن مرفوعاً دائماً في المحافل والملتقيات الدولية والقارية والإقليمية، للمطالبة الدؤوبة بوضع تعريف جامع مانع للإرهاب يحصره ويحصيه، وذلك مهم لجهة التفريق بين سلوكيات العنف المرفوض والإرهاب المدان سواءً جاء به أشخاص أو جماعات أو دول، وبين مظاهر وأعمال المقاومة الوطنية المشروعة والمنصوص عليها في الشرائع والمواثيق الدولية، كما هو متوفر في الحالة الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني الأعزل في مواجهته غير المتكافئة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب الدولية الصهيونية.
ولا تحيد الجمهورية اليمنية عن خطها العقلاني المتوازن، ولا تنفك مطالبة المجتمع الدولي والدول ذات السيادة والنفوذ في المنطقة الدولية مجلس الأمن الدولي، لا سيما منها دائمة العضوية بالانتصار لحق الشعوب في تقرير مصائرها والسيادة على أراضيها وحقوقها التاريخية في امتلاك القرار والسيادة والاستقلال.
ونستطيع القول على ضوء ما سبق أن هذا سيكون واحداً من ملفات كثيرة ومهمة تناقشها القمة اليمنية الأمريكية المرتقبة نهاية الأسبوع الجاري في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وثمة أيضاً ملف العلاقات الثنائية والتعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية، ومساعدة اليمن على إصلاح البنى والقواعد المدنية والإدارية والمؤسسات المالية وأنظمة الإدارة والاقتصاد التنموي، وتنظر واشنطن إلى تجربة اليمن بتقدير واهتمام نابعين من الحرص والخبرة اللذين تعاملت بهما صنعاء مع استحقاق ا لإصلاح الاقتصادي.
وإذا كان من حق اليمن النظر إلى تجربتها الديمقراطية بإيجابية وانصاف، فليس أقل من الإصغاء إلى المطالب اليمنية والدعوات المستمرة لإسناد التوجهات الديمقراطية وإثراء التجربة الناشئة عبر تخصيص مساعدات مناسبة ومطلوبة للوفاء باستحقاقات الإصلاح والتنمية المحلية، ومكافحة الفقر ومجابهة تحديات البطالة والندرة الاقتصادية.
أما الحديث عن عناوين الإصلاح والتغيير فليس يحتمل المفاجئة أو التشكيك ذلك أن اليمن كانت السباقة ومنذ وقت مبكر إلى اعتماد الديمقراطية منهجاً وسلوكاً للدولة اليمنية الواحدة منذ صبيحة الثاني والعشرين من مايو 1990م وعبر عقد ونيف استطاعت التجربة أن تثبت أقدامها وتؤسس وجوداً قابلاً للإثمار والبناء عليه..
الثلاث الدورات الانتخابية البرلمانية، والدور الانتخابية المحلية والرئاسية كلها عبرت عن هذه الحقيقة وتابعها العالم أجمع ورصد مظاهر النجاح وأيضاً القصور والاخفاقات التي لا تخلو منها تجربة، خصوصاً إذا كانت ناشئة وفي دولة نامية ومجتمع فقير كاليمن، وليس من واجب الدول الكبرى والديمقراطيات المتقدمة سوى إعطاء التجارب حقها من الاهتمام والإشادة، ولن يتأتى ذلك منفصلاً عن استشعار الحاجة والواجب إلى دعم مجهودات التنمية المحلية والإصلاح الاقتصادي، ومعالجة آثار وبؤر الفقر والبطالة، وتقوية بنية التعليم العالم والتعليم الفني والمهني ومساعدة المجتمع المدني ومنظمات وهيئاته وأفراده على النهوض كما يجب والقيام بدورة المنتظر.
يبقى أن ذلك كله سيدخل في مضامين القمة التي تجمع الرئيسان علي عبدالله صالح وجورج بوش إضافة إلى عناوين أخرى وبالذات الوضع الإقليمي الراهن وقضايا العرب الهامة وتعقدات المشهد العراقي والملف اللبناني السوري، وعملية السلام في الشرق الأوسط، من المهم التأكيد مجدداً على استثنائية القمة المرتقبة وما يمكن أن تخرج بها من نتائج هي محل تقدير واحتفاء..


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 12:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/25600.htm