المؤتمرنت - عبد الرحمن علي -
(السوداوي) وعملية سقوط اللثام في الأردن
الجريمة البشعة الجبانة التي نفذها عناصر منتمون لتنظيم القاتل الزرقاوي ليلة أمس في العاصمة الأردنية عمّان وراح ضحيتها سبعة وستون شهيداً، وإصابة أكثر من ثلاثمائة بجراح، بعد أن شهدت ثلاثة من الفنادق الأردنية ثلاث عمليات إجرامية استهدفت إحداها عرساً أردنياً في أحد الفنادق الثلاثة.
ودعونا نسأل فنقول:
- ما علاقة الإسلام بالقتل اليومي الذي يمارسه الزرقاوي وتنظيم القاعدة من بغداد لعمان.
- وما علاقة الإسلام بمجموعة من القتلة تمارس القتل في المساجد والشوارع والمدارس والفنادق والطرقات العامة، وعن أي دين يدافع الزرقاوي بن لادن وهو يقتل المواطنين في العراق والأردن، وأماكن أخرى كثيرة في العالم.
- وماذا استفدنا كعرب وكمسلمين من العمليات التي تسمى عمليات جهادية.. ماذا استفدنا منها؛ فالعربي والمسلم صارت تهمة الإرهاب ملتصقة به حيثما حل، أو ارتحل، وصارت ظروفه ولقمة عيشه في أوروبا وأمريكا مربوطة بأنشوطة في يد المخابرات الأجنبية.
لقد ألحقت العمليات الإرهابية أبلغ الضرر بالدين الإسلامي، وبمكانته وسمعته ودوره.. كما ألحقت تلك العمليات الإجرامية أبلغ الضرر على العرب والمسلمين من صنعاء لواشنطن، ومن الرياض لاستراليا، وأضرت العمليات الإجرامية للقاعدة وللزرقاوي باقتصاديات الدول، وأثرت سلبياً على مداخيلها القومية بعد أن وزع الإرهابيون جرائمهم نهاراً جهاراً في العديد من العواصم العربية.
وعليه نقول: إن العملية الإجرامية الحقيقية التي تعرض لها الأردن من جماعة الزرقاوي والقاعدة هي جريمة أراد بها المجرمون تكرار محاولاتهم لابتزاز الأردن مليكاً ومملكة، وشعباً، ابتزاز الأردن الشعب العربي المسلم البطل الذي قال لا، للإرهاب وكافح مخاطره ونجح إلى حد كبير في تقليم أظافره ونزع أنيابه السامة.
الأردن البلد العربي المسلم أكبر من مزايدة "المتأسلمين" وأكبر من ثأرات القتلة وأقوى من جرائم الإرهاب، وأشرف من كل الأطروحات والحجج التي تتحدث بها وتمارس القتل على أساسها.
وللزرقاوي، أو بالأصح "للسوداوي" الذي لا علاقة له لا بدين ولا بلون ولا بطعم ولا برائحة، ولا بحياة، ولا بأمن ولا بأمان.. فإن جريمة عمّان قد أسقطت عنه اللثام وكشفت أنه ليس بأكثر من قاتل مأجور يقود مجموعة من المرتزقة، يتلقى التمويل من أطراف مشبوهة وينمي مداخيل إرهابه من جرائم السرقة، والاختطافات وتجارة المخدرات والأسلحة وكتب الغواية.
للزرقاوي نقول: الأردن أكبر منكم، ومن جرائمكم وسيرد لكم الصاع صاعين بإذن الله..
ولأشقائنا في الأردن أحر التعازي وأصدق المواساة، فمثلكم أقدر على تجاوز أحزانه.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 08:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/25661.htm