المؤتمر نت- الشرق الأوسط -
العرب وحفلة التفرج
في يوم واحد يتزامن وجود ثلاث شخصيات دولية في العراق؛ الأمين العام للأمم المتحدة القادم من نيويورك، كوفي أنان، ووزير الخارجية البريطاني القادم من لندن، جاك سترو، ووزيرة خارجية أميركا القادمة من واشنطن، كوندوليزا رايس. وقبلهم جاء الرئيس جورج بوش وتوني بلير ورئيس وزراء ايطاليا سلفيو برلسكوني وشخصيات دولية نافذة كثيرة..! وكل هؤلاء يعلنون ان هدفهم من الزيارة دعم العملية السلمية في العراق!
في المقابل، هناك موقف عربي من العراق هو أشبه بالمقاطعة، في وقت يحتاج فيه العراق إلى كل دعم، وخاصة في الجانبين التضامني والنفسي. ولو أن القادة العرب بدأوا بزيارات إلى بغداد لأعطوا رسالة واضحة عن دعمهم للاستقرار ورغبتهم في نجاح العملية السلمية. ولو أن العرب أعادوا فتح سفاراتهم لساعدوا على الاستقرار والشعور بالاطمئنان..! السؤال المطروح لماذا لا يقوم المسؤولون العرب بزيارة بغداد وإعلان تضامنهم.
هناك من يطرح ـ للاستهلاك المحلي ـ بأنه لا يجوز زيارة بلد تحت الاحتلال الأميركي، وإن هذه الزيارات ستكون مباركة للاحتلال. وهؤلاء يحاولون استغفال الناس، فكل البلاد العربية الكبيرة توجد بها قوات وتسهيلات للقوات الأميركية. ومعظم المطارات والموانئ العربية تغص بالطائرات والسفن الحربية. كما ان معظم القادة العرب يقومون بزيارات حكومية الى واشنطن. والذي يرفض احتلال اميركا للعراق عليه من باب تحصيل الحاصل الامتناع عن زيارة واشنطن وليس بغداد.
هناك من يقول إن بعض الدول العربية لا تريد ان تتورط في «وحل العراق»، وهو كلام مردود. فالإرهاب اذا استمر وفشل مشروع السلام والعملية السياسية، فان الإرهابيين لن يكتفوا بالعراق بل هم الآن ينشرون «خيرهم» في عدد من الدول العربية، وآخر ضحية الأردن عبر العملية الارهابية الاخيرة. ودعم السلام في العراق وزيارات التضامن والتأييد للعملية السياسية، كل ذلك سيضعف الإرهاب ويضعه في زاوية معزولة. أما أسوأ التبريرات للسلبية العربية، فهي تلك التي تتحدث عن الظروف الأمنية في العراق، والتي تمنع القادة العرب من الزيارات، او تمنع فتح السفارات. وهنا لا نعتقد أن قادة الدول الغربية، بما فيها دول ليس لها جيوش في العراق لا يدركون طبيعة الوضع الأمني، بل ان هذا العذر هو أوجب اسباب زيارة بغداد، لِنَقُولَ للعراقيين إنكم لستم وحدكم، وإن الارهاب لن يوقف الحياة..! الارهاب في العراق سيمتدُّ. وظاهرة «العراقيين العرب» ستصبح أشد وأسوأ من ظاهرة «الأفغان العرب»، والطريقة الوحيدة لهزيمة مشروع الظلام في العراق هي المبادرة والهجوم وليس التفرج والانتظار.


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 05:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/25735.htm