المؤتمرنت ـ ايلاف -
المفاوضات الأوروبية – الإيرانية إلى طريق مسدود
علي اوحيدة من بروكسل: تقترب المواجهة الإيرانية الأوروبية من ساعة الحسم مع حلول موعد اجتماع محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الخميس في فيينا. ويسود مناخ من التشاؤم الفعلي لدى لدبلوماسيين الأوروبيين في بروكسل حيال الطريق المسدود الذي وصلت إليه جهود الترويكا الأوروبية، الهادفة منذ عامين كاملين، إلى جر إيران نحو صفقة مقبولة تحول دون دخولها في مواجهة جبهوية داخل مجلس الأمن الدولي. وانتهت المفاوضات التي جرت في بروكسل الاثنين والثلاثاء الماضين بين عدد من كبار المسؤولين الأوروبيين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دون بلورة مخرج للطرفين الأوروبي والروسي في هذه المرحلة.

وتقول مصادر اوروبية ان الاتحاد الاوروبي حصل على ضمانات فعلية من جانب روسيا بإبداء تفهم أفضل للمواقف الأوروبية في حالة استمرار النهج الإيراني المتصلب.

ويردد المسؤولون الأوروبيون حاليا ان الموقف يتجه الى التعقيد يوما بعد يوم خلافا لما كان متوقعا حتى الآن، وان تلويح روسيا بلعب دور الوسيط وقبول واشنطن الأسبوع الماضي بذلك لم يسمح بحلحلة الموقف.

و أعلنت إيران رسميا نهار الأربعاء إنها لم تتلق ردا محددا من الجانب الأوروبي لمقترحها باستئناف الاتصالات. لكن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي ترأس في بروكسل خلال اليومين الأخيرين اجتماعات لوزراء الخارجية الأوروبيين بات يتوقع مواجهة شبه أكيدة مع إيران.

واستنفذت الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وألمانيا و بريطانيا كفة وسائل التفاوض والمناورة مع إيران، حسب قول أحد الدبلوماسيين الأوروبيين؛ بسبب تباين وجهات النظر بين الطرفين حول المعضلة الرئيسية في الملف النووي، وهي مسالة تقديم إيران لضمانات نهائية بان برنامجها النووي لن يتخطى الجانب المدني الى الأنشطة العسكرية تحت أي ظرف من الظروف.

وتبدو الصعوبة الأولى المتمخضة عن ذلك حاليا في غياب اية استراتيجية او خطة عمل أوروبية واضحة ومجدية ،كمشروع تحرك بديل، في حال استكمال الاتصالات بشكل نهائي وفعلي وعلني هذه المرة مع إيران.

وهددت أوروبا باستمرار بنقل الملف في آخر المطاف الى مجلس الأمن الدولي، لكن يبدو ان هذه الخطة التي تحظى بدعم واشنطن وبتفاهم متصاعد من قبل موسكو قد تنقلب ضد الديبلوماسية الأوروبية، التي سعت حتى الآن الى الظهور بثياب الجهة العاملة على تجنب التصعيد الإقليمي وحل الخلافات عبر المفاوضات.

ويمثل غياب مثل هذه الخطة الأوربية البديلة ورقة حاسمة في أيدي القيادة الإيرانية ، ولو انها ورقة مؤقتة ونسبية لان مصلحة إيران تتمثل هي الأخرى في عدم فقدان قناة الاتصال الوحيدة مع الشريك الأوروبي ومواجهة غضب واشنطن منفردة.

ولا يتوقع الدبلوماسيون الأوروبيون أن يوصي مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال لقاء الخميس بأي عمل تصعيدي ضد طهران.
وقال مصدر اوروبي انه حتى اذا لم تعد هناك أية شكوك بشان نوايا إيران في التحكم في الذرة للأغراض العسكرية فان الدوائر الأوربية لا تملك دليلا دامغا وقويا على ذلك، ومن هنا فانها لن تفقد الأمل في إقناع إيران بمنحها مزايا تجارية كبيرة والإقرار لها بمكانة إقليمية متصاعدة مقابل تخليها عن القنبلة(...).
ويعتقد الأوروبيون، سواء عن حسن نية أم لا، إن مثل هذه الصفقة قد ترضي جزءا ما داخل القيادة الإيرانية.

إضافة الى ذلك، تواجه أوروبا حاليا، عددا من العناصر التي تدفعها الى التريث، منها صعوبة تقييم الموقف السياسي والتوازنات داخل إيران؛ حيث توحي طهران في كل كرة يشتد فيها الخناق حوله ابوجود خلافات بين الرئيس المتشدد احمدي نجاد و عدد من الفعاليات السياسية المعتدلة.

واذا ما تم رفع الملف النووي الإيراني الى مجلس الأمن فان احمدي نجاد قد ينفذ تهديده بالخروج عن معاهدة حظر الانتشار النووي، ما يخلق معادلة إقليمية جديدة ؛وربما دخول أطراف أخرى مثل مصر هذه المرة في السباق النووي رسميا.

كما ان نقل الملف الى مجلس الأمن سيواجه معارضة روسية صينية، إضافة إلى معارضة الولايات المتحدة التي تواجه متاعب في العراق، ولا تريد فتح جبهة ضد إيران في الوقت الحالي.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 07:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/26010.htm