المؤتمر نت - عبد الرحمن الشيباني
كتب - عبد الرحمن الشيباني -
محاولة للفهم
حالة مرعبة من الإحتفاء الذاتي أصابت العلمانيين في الغرب نتيجة تراجع دور الدين في الحياة وحلول قيم الحداثة فيه . لنا أن نتسائل أيضاً في غمرة هذه البهجة حول التراجع الإنساني المتمثل في تدهور الضمير الجمعي الذي شاخ واصبح لا يقوى على الحركة فيجيز لنفسه من أن يتخطى آدميته ونزع قيم إنسانية وأخلاقية متأصلة فية وتحولة إلى أشبة برجل آلي يعمل تحت ظل الرأسمالية المتوحشة التي تحرمه من لحظة تأمل واحدة سوى اللهث السريع لاشباع حاجات مادية وآنانية تحكم مستقبلة وتحدد إتجاهاته . كل هذه النوازع المادية حولت المجتمعات الغربية إلى حاله أشبه بفقدان جراء الإغتراب الروحي والوجداني أخفاق في معرفة الله ومعرفة الإنسان لذاته ومن ثم معرفته بالآخرين من حوله . والذي يشكو اليوم حالة القطيعة معهم في التواصل الإنساني لا تحكمه رابطة المادة والمصلحة . وإنما نبع روحي يهذب النفس ويدفعها للتألف والتراحم يناقش الأستاذ رفيق عبد السلام الموضوع ذاته ففي مقالة تحت عنوان الديني والعلماني في الغرب يقول " لعله ما يحفظ المجتمعات الغربية اليوم من مخاطر التمزيق الكامل وتجنب الحالة الذئبية المخيفه ، ما بقى من ترسبات مسيحية دينية سواء في شكل مباشر أو في شكلها المدني المعلمن . وفي مقدمة ذلك مؤسسة الأسرة والعلاقات الزوجية ومعنى الواجب الأخلاقي والالتزام الاجتماعي سواء كان ذلك بتأسيس ديني مباشر أو باستلهام مضمر " هناك دعاوي ظهرت في الأونة الأخيرة تحذر من أن يتحول الغرب إلى أكثر وحشية عما هو عليه الآن في ضل المتاجرة بالمثل وطغيان نزعته المادية . ويسجل التاريخ مراحل الوحشية الطاغية لاشباع نهمه من خلال إفقار الشعوب وامتصاص الثروات التي حل فيها مستعمراً . بل وإلغاء هويتها . وجعلها على الدوام تعيش في جلبابه بل وخلق مشاكل مزمنة مازالت تعاني منها حتى الآن كمشاكل الحدود بين الدول والتي خلفت مآسي كثيرة ومازالت الكثير من هذه البلدان تعاني من ذلك . أليس ذلك وصمة عار في جبين الإنسانية هذا العالم الذي يقول أنة متمدن ومتحضر ... يشير عبد السلام إلى إن الإيمان بوجود خالق وحياة أخرى ، وفي قيمتي الخير والشر بمعناهما الديني مازال مرتفعاً في كثير من المجتمعات الغربية لماذا ؟ يجيب الأخير يجد عامة الناس في معاني الإيمان بالله والحياة الأخرى وفي قيم الخير والشر نوعاُ من الحماية من زحف الرأسمالية الصاخبة وموجات التفكيك الدهرية بتداعياتها وذيولها المدمرة للحياة الخاصة .
علامة التفكك الإنساني التي أنحصرت في نفوس البعض واستلاب الحضارة المزعومة التي يفاخر الغرب هي امتداد لما بدأه العرب المسلمين في المقام الأول ثم أن المرآة المجرية التي تركت رسالة قصيرة قبل إنتحارها تشكو من حالة الضياع . وفقدان السعادة في حياتها ولقد شكت كثيراً لأبنها لقسوته عليها وعدم زيارتها وهي في مثل هذا السن وحيدة رغم أنه يعيش في نفس الشارع الأبن لم يعبئه ولذلك هي قررت الموت إنتحاراً ألا يستدعي ذلك اهتمام العلمانيين ومناقشة هذه الجريمة في غمرة ذلك الاحتفال اليس هذه هي أيضاً من تدين الغرب بتقدمة كله .


تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 03:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/27116.htm