عبدالرحمن علي -
الإعلام لسان حال المواطن
كفلت الديمقراطية قضية ظل يحتاجها المواطن العربي وقتا طويلا وهي قضية حرية الصحافة وحقه في معرفة مايدور في وطنه وخارج وطنه بدقة وصدق.
·وكفلت الديمقراطية التعدد الصحفي بعد التعدد الحزبي وهي مسألة زادت من عدد إصدارات الصحف الحزبية إلى جانب صحف الحكومة والصحف الأهلية والدوريات المتخصصة الأخرى، وسمحت كذلك بوصول الصحف والمجلات العربية والدولية للمواطن وبيعها في الأسواق العام.
ومع ذلك كله يظل المواطن في العديد من الدول العربية التي تعيش أوضاع حرية الصحافة والتعدد الحزبي يشكو مسألة أن اتجاهات العمل الإعلامي" حزبي، حكومي، أهلي" منحصر في قضايا واحدة يمكن إيجازها بالتالي.
أولا: ممارسة نقد للحكومة بالنسبة لصحف المعارضة والصحف الأهلية دون تقديم بدائل للقضايا التي تنتقدها.
ثانيا: يأخذ الحيز السياسي جزءا أكبر في تلك الصحف وسعيها لتقديم نفسها بديلا عن السلطة باكثر من الحيز الذي ينبغي أن يشغل اصحاب تلك الصحف عن اي قضايا أخرى.
ثالثا: القضايا التي تهم المواطن " اقتصادية- اجتماعية- نفسية – أدبية.. الخ، تشغل حيزا أقل في أهتمامات تلك الصحف لدرجة افتقارها لان تكون لسان حالة.
رابعا: أهتمام الصحف " معارضة + أهلية بقضايا الإثارة والجرائم على حساب إهمال المنجز الطيب ولو كان محدودا.
وعليه.. فإن ما أوردنا من قضايا يمكن أن يضاف إليه الكثير من الملاحظات والنقاط الضرورية.. لكننا نكتفي بهذا القدر.. ونغنيه بأمور أخرى مرتبطة بها.. وهي أن الحصافة في اي بلد في الدنيا ينبغي لها أن تحترم المواطن وتحترم اهتماماته وعقله وتفكيره وبحثه عن الجديد فيما يعتمل داخل وطنه وخارجه.. واي صحافة جيدة تسعى منذ إصدار أول أعدادها إلى تحقيق غاية أن تكون لسان حال المواطن قبل أن تكون لسان حال نفسها.. وقضايا تقديم المعلومات الضرورية مسألة تظل على الدوام محط إهتمام الصحف من ناحية والمكانة التي تحظى بها في نظر القارئ من ناحية أخرى.. وعليه فإننا في هذه الارض الطيبة.. وفي ظل التعدد الصحفي والحزبي، وفي ظل مناخات ديمقراطية مكفولة في القوانين وفي الدستور نحتاج إلى صحافة تصارح المواطن بالمعلومة لا أن يسمعها ويعرف ما يجرى في بلاده من صحف العالم وإذاعاته المسموعة والمرئية.
المواطن في هذه الأرض الطيبة بحاجة إلى صحافة تنتصر له من خلال مناقشتها قضايا حياته المعيشية ومستوى تحسينها.. ومحتاج أن تواجهة الصحافة أخطاء الحكومة التي يمكن أن تورد.. وأن تقدم البدائل وهي تمارس النقد.. المواطن محتاج إلى أن تتعزز ثقته بالصحافة من خلال التزامها بمبدأ الصدق في التناول.. فحيث ما تنجح الحكومة لابد من الاشادة بها، أو على الأقل الإشادة بما أنجز.. وعندما تخفق لا ضرر من النقد. المواطن في هذه الأرض محتاج أن تقدم له الصحافة كلما يشبع حاجته من معلومة في كل مجالات الحياة بشكل متواز والا ما فائدة تعدد الإصدار الصحفي دون معلومة ولا هدف ولا نقد ولا إشادة ولا حديث يتحدث بلسان المواطن واهتماماته.. ولا احترام لعقله وقناعاته وإرادتة ومشاعرة.
الصحافة في العالم تخلق راياً عاما يجعل الحكومة والبرلمان يحسبون لها ألف حساب.. وبعض الصحافة في العالم العربي هي جزء من زفة " ولا الضالين، آمين"
أخيرا نقول: العالم على مشارف العام الميلادي الجديد.. وهو يحترم الصحافة ويقدرها لانها لسان الحقيقة وصوت الشعب وهو أمر نحتاجة في اليمن وفي العالم العربي.. والله يوفق الجميع.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 02:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/27183.htm