المؤتمر نت - الشهاري
عبدالفتاح الشهاري* -
أجندة العازفون في أوبرا بوش
الواقع العربي مليء بالآلام الجمة التي باتت واضحة المعالم للعالم أجمع، وبادية لكل ذو عينين، تستصرخ الضمير الإنساني لأن يهب لنجدته، والبحث عن تطبيب دائه، وبتر منابت العلة فيه، والمصلحون على شتى توجهاتهم، ومساربهم ومشاربهم ينادون من حينٍ إلى آخر دولهم وحكوماتهم لأن يقوموا بهذا الدور.
مطالب الإصلاح بشتى صوره وتوجهاته باتت تتناثر هنا وهناك، ممتطية صهوة جداول الأعمال سواءً على المستوى المحلي الداخلي لكل قطر وإقليم، أو على المستوى العربي، أو الدولي، ومنذ زمن غير بعيد تحولت المطالبات عبر التلميح إلى المطالبات بالتصريح، وذلك إما باللقاءات الخاصة من وجهاء وممثلي أحزاب
وتنظيمات، أو شخصيات اعتبارية لأي قطر عربي، وإما بواسطة مذكرات الإصلاح التي تتوقف بالضرورة عند كل نقطة تفتيش فيتم غربلتها، ونخلها وصقلها حتى تصل إلى قمة الهرم وقد هيئت نفسها للاستقبال دون أن تعكس على قارئها صداعاً مزمناً أو شللاً نصفياً إلا أنها في آخر المطاف ستصل ولايهم بعد ماذا هو مصير من قدمها..
السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تبدأ تتعالى أصوات بعض النخب العربية وحتى الإسلامية منها مع الصوت الأمريكي ضد أي بلدٍ عربي، وهل القناعة بوجود ثغرات سياسية في قطرٍ عربيٍّ تبرر لنا غض البصر عن الأطماع الأمريكية رغم وضوح شبح إعادة مسلسل الاستعمار، إن هذه الأصوات النخبوية والتي يفترض بها أن تلتزم مسار الإصلاح من الداخل عليها أن تكبح جماح هرولتها نحو مؤازرة وتأييد ما يهدد منطقتنا العربية والإسلامية، ولعل من ضمن نجاحات التدخلات الأمريكية الأخيرة هي ازدياد فرص الانقسام الداخلي.. ولعلنا يجب أن ندرك بأن لعبة (خدام) الأخيرة هي تأكيد واضح للنية المبيتة لإسقاط الفريسة الثالثة بعد فلسطين والعراق، وهذا الأمر يدعو تلك النخب إلى مراجعة حساباتها وتقييم مواقفها وإن كان هذا الأمر سيحسب لصالح الحكومات الحالية رغم وهنها وضعفها وعجزها التي تعترف به أحياناً تلميحاً وأحياناً تصريحاً إلا أن ذلك ليس مسوغاً بأن يكون إصلاحها ملطخاً بدماء أبناء الشعوب العربية عبر الثور الأمريكي الهائج..



رئيس مركز صدى الشرق للإعلام
[email protected]





تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 06:12 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/27338.htm