كتب- محمد علي سعد -
عبدالرحمن التعزي والأربعة من عدن
رزقت بآخر الأولاد (عبدالرحمن) –أربع سنوات- في أكتوبر 2002م- الذي ولد في مدينة تعز أيام كنت رئيساً لتحرير صحيفة "الجمهورية" (مايو99-مايو 2005م)- وجاء عبدالرحمن بعد أن قررنا التوقف عن الإنجاب لمدة، واستمر ذلك القرار عشر سنوات.. لكن الجو والطبيعة وبعض الصداقات في تعز دفعنا لكسر جمود القرار، ورزقنا الله (بعبد الرحمن)،والذي اخترت اسمه التعزي من هناك، واستخرجت له شهادة ميلاد.
وفي مايو 2005م تم تعيين الزميل سمير اليوسفي رئيساً لمجلس الإدارة-رئيساً لتحرير صحيفة "الجمهورية"، وسلمت العهدة التي بذمتي، منتقلاً إلى عدن، ثم جاء بعدها قرار الأمانة العامة للمؤتمر بتعييني رئيساً لتحرير صحيفة (المؤتمرنت) الإلكترونية بصنعاء.
لكن حين رزقت بعبدالرحمن قلت لأصدقائي ستظل تعز في روحي ما حييت، وحَياَ الولد عبدالرحمن، فهو ذكرى عطرة من تعز.
واليوم أنا أعمل بصنعاء.. وأنا وزوجتي من مواليد مدينة عدن، وكذا أولادي: (عمرو، علي، عدي، عزة).. أما عبدالرحمن فهو من مواليد تعز أي من مواليد الشمال على أساس الجغرافيا.. ويكون عبدالرحمن -بالتالي -مواطناً شمالياً بمفهوم التشطير الكريه.
ولأن البعض بدأ -ومن جديد- يكرِّس مفردة (شمالي – جنوبي) ويكتب مقالات ومواضيع في صحف تعمم من جديد أهدافاً ورؤى وأفكار الانفصال بصور مختلفة، لأن البعض يمارس ذلك الفصل الكريه تحت حجج حق الرأي والرأي الآخر أو حرية التعبير.. دعونا نسأل فنقول:
1- لو أردنا أن نعود لعدن أنا وأسرتي.. هل أسلم عبدالرحمن ولدي لإدارة محافظة تعز، أو لصحيفة الجمهورية، باعتباره شمالياً (مولود في تعز)؟.
2- الأولاد الذين ولدوا في صنعاء - طوال الفترة من 22 مايو 90 حتى اليوم- من آباء وأمهات من المحافظات الجنوبية، يعني أنهم مواليد في المحافظات الشمالية.. هل على آبائهم تركهم بالشمال حين يقررن العودة للجنوب؟.
3- وهل الأبناء الذين ولدوا في الجنوب للفترة من 22 مايو 90 حتى اليوم من آباء وأمهات من المحافظات الشمالية.. هل علينا طرد آبائهم وأمهاتهم من عدن باعتبارهم "دحابشة" ونحافظ على الأولاد، أو نقوم بطرد الأولاد، لأنهم أبناء دحابشة؟.
يا خلق الله.. عيبٌ هذا التقسيم للوطن ولمواطنيه؛ عيب.. وبعد الوحدة -أعظم ما تحقق لنا- أن يعود البعض ليكرر مفردة (شمالي جنوبي) وتغليفها بأهدافٍ ومرامٍ سياسية.
لذا نقول لهم إن عبدالرحمن –المولود في تعز- وأمثاله هم الأحب والأغلى؛ لأنهم المعززين للوحدة الوطنية للشعب، وأولادنا الذين ولدوا في صنعاء، أو عدن أو أي محافظة يمنية هم امتداد لوطن وشعب واحد.. والتشطير هو الاستثناء، ومحاولة الانفصال هي الحلقة الأكثر خزياً، وعار أن يكررها أو يحاول أن يكررها من يدعوا أنهم ينتمون للشرفاء، والوطنيين، أو حتى أبسط الرجال.
إننا نُعلِّم أولادنا منذ سنوات شعار: (الوحدة أو الموت.. الوحدة والموت لمن لا يريدها).. وهذه خلاصة القول.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 12:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/27603.htm