المؤتمر نت - .
عباس غالب/ نقلاًعن صحيفة الجمهورية -
الشقيري.. وآخرون!
لحظة وفاء إنسانية عبر عنها الرئيس علي عبدالله صالح عندما وجه خلال انعقاد المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام قبل عدة أشهر بتكريم رجل قومي له أدوار نضالية دفاعاً عن القضية الفلسطينية والقومية، وهو المناضل الراحل أحمد الشقيري-أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية- ولقد تم ترجمة هذه التوجيهات منذ أيام بإطلاق أحد الشوارع الرئيسية في عدن باسمه.
أطلق عنان هذه التوجيهات المحافظ الجديد لمدينة عدن الجميلة أحمد الكحلاني في الأيام الأولى لتسلمه قيادة المحافظة، ومعه الأخ الشاب يحيى محمد عبدالله صالح-رئيس جمعية كنعان الفلسطينية- في وقت كان يتوجب إيلاء المحافظ السابق الشعيبي إطلاق هذه المبادرة الإنسانية إثر توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية مباشرة، ولكن يبدو أن مشاغل الشعيبي كانت وقت ذاك كثيرة، أنسته مشاعر الغربة التي عاناها في ليبيا حتى يغفل لحظة وفاء إنسانية لتكريم رجل قدم لأمته الشيء الكثير.
وهو الشخصية المناضلة فلسطينياً وعربياً المرحوم -أحمد الشقيري، والذي كان له أدوار مبكرة في تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية اليمنية.
وحسناً أن يتم إطلاق مبادرة الرئيس صالح بتكريم هذا الرجل القومي الكبير في وقت يتناسى الكثير من قادة الأمة أدوار المناضلين الأوائل في خدمة قضية أمتهم العربية والإسلامية.
وأود التذكير هنا إلى أن المجتمعات الغربية التي ندينها بقلة الوفاء، هي أكثر المجتمعات تكريماً لكل من قدم خدمة للإنسانية مهما كانت تلك الخدمات متواضعة، ولعنا نعرف الكثير من الأسماء التي خلدت في سماء العالم لما قدموه من اكتشافات علمية أو إبداعية في شتى الفنون والابتكارات.
أما في عالمنا العربي والإسلامي فحدِّث ولا حرج.. لقد تناسينا المبدعين والمفكرين من أبناء أمتنا ولم نعد نتذكرهم جميعاً، بمن فيهم العلماء والمخترعون الذين وفدوا المجتمعات الغربية بابتكاراتهم المدهشة إلا فيما ندر.. وهذه آفة إصابتنا كأمة للأسف الشديد.
ومن يتابع السجل الحافل لوفاء قيادتنا السياسية بزعامة الرئيس الإنسان علي عبدالله صالح في هذا الشأن سوف يدرك مدى الالتزام الأخلاقي، وفاءً لكل شخص قدم خدمة جليلة لوطنه وأمته وأسرته الكونية، والسجل حافل بسلسلة طويلة من المكرمين، وأتمنى أن تلتفت الجهات ذات العلاقة إلى هذه الخاصية الأخلاقية لقيادتنا السياسية فتعمل على ترجمتها بتكريم الأسماء التي لمعت في سماء الإبداع الفني والاقتصادي والتربوي وكافة الاختصاصات الأخرى.
وحتى أكون منصفاً وأنا أطالب القطاع الخاص والبيوتات التجارية والمؤسسية المدنية بترسيخ هذه التقاليد إلى جانب الحكومة استثني مؤسستي "السعيد" و"العفيف"، وثمة مبادرة تستحق الشكر كتلك التي أطلقها مؤخراً الشباب حسين عبدالحافظ الوردي-رئيس غرفة تجارة لحج في تشجيع وتكريم المبدعين من أبناء الوطن في شتى الحقول، غير أن تلك المبادرات جميعها تظل قاصرة في الوفاء بالواجب تجاه مئات المبدعين الذين نذروا أنفسهم في خدمة العلم والمعرفة وقدموا خلاصة حياتهم لتزدهر وردة الإبداع.
فهل نفكر جدياً في تأسيس هيئة تضم المؤسسات الحكومية ومعها القطاع الخاص والمجتمع المدني لوضع معايير جديدة لتكريم هؤلاء؟!
إنها أمنية أتمنى أن تتحقق.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 07:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/28455.htm