المؤتمر نت - الكاتب والناشط الحقوقي  جمال العواضي
كتب/ جمال العواضي -
إذا طلبتموني.. فأنا في عدن
نظمت باحثة أمريكية صديقة في منزلها لقاءً خاصاً نوقش خلاله التحديات في ظل إعلان الرئيس عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة، وتم دعوة عدد من الشخصيات القيادية في الأحزاب السياسية وإعلاميين من مختلف التوجهات.
وخلال النقاش -الذي بدأ يحتد في انتقاد العديد من الأوضاع السياسية داخل اليمن، لم أسمع أحداً من الحاضرين يطرح البديل أو حلولاً مقترحة للأزمة اليمنية القابلة للانفجار، -كما يحلو للبعض إطلاق هذه التسمية على الأوضاع السياسية والاقتصادية اليمنية، وبعد أن مللت الاستماع خاصة وقد "قرح" القات معي وأردت الكلام كغيري كان سؤالي الوحيد للمشاركين: (هل لديكم المرشح البديل الذي سيصلح أوضاع البلاد والعباد ويحصد الأصوات قبل الرؤوس ويتفق عليه الجميع ليقف البكاء والشكاء عند حده الذي لا يقف عند حد).
جاءني الجواب بسؤال من شخصية قيادية معارضة أكن لها كل الاحترام والتقدير برغم اختلافي معه في عدد من وجهات النظر (وهل تضمن لنا حياته؟).
سقط السؤال على رأسي كالصميل (العصا) اليمني المشهور بغلاضته ولم استطع أمامه سوى أن أرد متعجباً: (إذا كان لديكم شخصية بكل هذا الثقل السياسي والاجتماعي، وأنتم على يقين من تأثيره الشعبي المهول، وخائف أن يعلن عن نفسه للملا حفاظاً على حياته، فالأفضل أن يبقى حيث هو، وكما هو لا يعرفه أحد.. إن تاريخ الشعوب لا يصنعه الخائفون.
إن إعلان الرئيس صالح عدم ترشيح نفسه فتح الأبواب على مصراعيها لكل حالم بالسلطة، معتقداً أنه الطرف الأقوى والقادر على تحقيق حلم الرئاسة، كما أن قيادات أحزاب المشترك قد استغرقوا وقتاً طويلاً ليضعوا برنامجهم المشترك، فكم يا ترى من الوقت سيستغرقونه ليتفقوا على رئيس مشترك.
في الواقع إن الوقت ليس ملائماً للرئيس صالح لأن يتنحى عن رئاسته لليمن لفترة ثانية، يستطيع الرجل خلال هذه الفترة أن يضيف لرصيده الكبير رصيداً آخر في مكافحة الفساد وإرساء قواعد الديمقراطية بأسس صحيحة وتوفير البيئة الخصبة لحرية الرأي والتعبير، وأن يجعل من الدعوة للاستثمار أكثر من مجرد إعلان حكومي، وغيرها من القضايا التي تصب جميعها في بناء المستقبل الواعد لليمن، على أيدي الجميع: سلطة ومعارضة، تحت شعار اليمن فوق الجميع وللجميع.
يظل المواطن الرئيس علي عبدالله صالح الشخصية اليمنية التي صاغت بحروف بارزة جزءً هاماً ورئيسياً لتاريخ اليمن الحديث، وبعيداً عن المكايدات وتصفية الحسابات واختلاف وجهات النظر، لابد أن يعلم الجميع أن التاريخ لا يطبع على صفحاته بحبر لا يمحى إلا كبريات المواقف وعظيمها، ولا زلت أتذكر موقفه الشجاع عندما وقف أمام المعارضين ضد الإسراع بعملية التوقيع على اتفاقية الوحدة اليمنية من أعضاء مجلس الشورى المنتخب حديثاً قبل سفره إلى عدن بساعات، قائلاً: (لن انتظر ولن أتروى.. سأوقع لأجل مستقبل اليمن الواحد ومن أراد منكم المشاركة فمرحباً به.. إذا طلبتموني فأنا في عدن).
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 05:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/30045.htm