بقلم : أحمد غراب -
قراءة في مبادرة الصالح للتسوية الفلسطينية
جاءت مبادرة الرئيس الصالح لاستضافة الحوار الفلسطيني في اليمن لتشكل طوق نجاة في قمة لحظات التوتر الداخلي بين فتح وحماس، ولا يمكن النظر الى هذه الخطوة بشكل استثنائي باعتبارها تأتي في سياق خطوات ومبادرات متوالية طالما بادر بها الصالح

بهدف إصلاح ذات البين سواء على المستوى الفلسطيني أو على المستوى الأفريقي، الأمر الذي يعكس ان هذه الخطوة النبيلة تشكل جزءاً من سياسة خارجية ذات جذور متينة ينتهجها الرئيس صالح وتحظى باحترام وترحيب عربي ودولي كبير فالجهود التي بذلها الصالح في الصومال تمثل خطوة عملية يمكن لأي جهات دولية تسعى الى تحقيق الاستقرار في الصومال ان تقتفي أثرها وان تستفيد منها.

وكذلك الحال مع الجهود التي بذلها صالح لمعالجة الخلافات الإرتيرية الأثيوبية والإرتيرية السودانية ولم شمل جميع دول القرن الافريقي في بوتقة واحدة تجعل روح الإخاء والتعاون هي سيد الموقف وهي نبع الشراكة التي تعود على الجميع بالفائدة ويمكننا هنا الاستشهاد ببعض عبارات نبيل عمرو عضو المجلس الثوري لحركة فتح معلقا على الموقف الكبير للر ئيس الصالح تجاه اخوانه الفلسطينيين حيث قال ( الرئيس على عبدالله صالح معنا لحظة بلحظة والاتصال بينه وبين الاخ ابومازن لم يتوقف ولن ويتوقف وأوراق الحوار بمعظمها كانت ترسل إليه لأننا ندرك الى اي مدى هو منغمس في الحالة الفلسطينية وقلق بشأن الوضع الفلسطيني الأخ ابومازن على اتصال دائم مع الرئيس على عبدالله صالح نحن نرحب بكل مبادرات الرئيس على عبدالله صالح لأننا نعرف أن دافعها وهدفها هو المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وبالتالي الاتصالات معه، ونحن دائما نتفهم دوافع الرئيس على عبدالله صالح ونتفهم نبل اهدافه وبالتالي موقفنا منه طيلة الفترة التي سيكون فيها الإعداد للاستفتاء لن يكون هنالك ممانعة في الحوار في أي مكان ).

والشئ الذي لا ينبغي ان نهمله هو ان مبادرات الصالح تتسم بالفاعلية وتكتسب التفاعل الفوري من جميع الاطراف المتنازعة ويمكننا قراءة ذلك من خلال ملاحظة مدى تفاعل جميع الاطراف الفلسطينية مع هذه المبادرة ومسارعة الجميع الى الترحيب بها كما ان مبادرة الرئيس الصالح تقوم على الحوار كمبدأ اساسي ولعل روح الحوار التي يتمتع بها الصالح تشكل دافعا اساسيا فالرجل يعتمد الحوار كخيار اساسي لسياسته الداخلية والخارجية بدليل الدعوة التي اطلقها مؤخرا لاحزاب المشترك للحوار الذي يبني وطنا ولا يهدمه والحوار الذي يشكل نبراسا يهدي لا نارا تحرق مبادرة الصالح حملت رسالة هامة إلى جميع الأطراف الفلسطينية مضمونها يتعلق بأهمية منح الحوار فرصة لينجح, خاصة وأن "القضايا المطروحة مصيرية وتخص المصالح العليا للشعب الفلسطيني ومن شأن هذه المبادرة أن تشكل قاعدة لاستكمال الحوار الوطني الفلسطيني وتفعيله.

وتكتسب هذه المبادرة أهميتها من حساسية الوقت الحرج الذي جاءت فيه حيث جاءت في وقت تحتدم فيه الأزمة السياسية، وشعور الفلسطينيين بالضيق الشديد من تفاقم الأوضاع الداخلية ويمكننا هنا الاستشهاد ببعض تصريحات أسامه حمدان -ممثل حماس في لبنان في رد فعل الحركة على مبادرة الصالح حيث يقول حمدان ( المبادرة الكريمة التي أطلقها الأخ الرئيس علي عبدالله صالح خلال الاتصالات في الأيام الماضية مع خالد مشعل ورئيس السلطة الفلسطينية جاءت من اجل استضافة الحوار وإخراج هذا الحوار من مأزق الحوار.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 01:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/31389.htm