بقلم / أحمد غراب -
استجابة الصالح ومؤتمر صنعاء الديمقراطي
تزامن انطلاق مؤتمر صنعاء الدولي حول الديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير، مع استجابة الصالح لإرادة شعبه وتغليبها على ارادته الشخصية يؤكد بما لايدع مجالا للشكٍ ـن اليمن ماضية بقوة في السلم الديمقراطي؛ كما أن هذا المؤتمر يمثل اعترافاً دولياً بفرادة التجربة الديمقراطية اليمنية على المستوى الإقليمي تلك التجربة التي يمكن قراءة ملامحها من خلال اثناء الشعب للحاكم وفرض الإرادة الشعبية على الإرادة الشخصية. كما حدث في المهرجان الجماهيرى الذي شهد العودة الطيبة للصالح عن قراره السابق.

ويمكن قراءة ملامح الزخم الديمقراطي الذي باتت اليمن تمتلكه من خلال المشاركة الدولية الفاعلة التي شهدها مؤتمر صنعاء حول الديمقراطية حيث حضر المؤتمر أكثر من 400 شخصية سياسية وإعلامية بما في ذلك وزراء وقيادات برلمانية من دول الشرق الأوسط والدول المجاورة في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وعدد من المنظمات الدولية.ومن أبرز الشخصيات التي ستشارك في المؤتمر "لام أكول" وزير الخارجية السوداني و محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني و"إيما جونيو" وزيرة التجارة الخارجية الإيطالية و "سكوت كارينير" الوكيل المساعد لوزراء الخارجية الأمريكية ومحمد كمالي رزاق مستشار رئيس الجمهورية الجزائرية.

مؤتمر صنعاء الدولي يناقش ثلاثة محاور: يتناول أولها قضايا الإصلاح الديمقراطي في الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا ودور المجتمع المدني في العملية الديمقراطية.ويتناول المحور الثاني حرية التعبير في منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا ،ويتعلق المحور الثالث بدور المرأة من خلال التحديات أمام مشاركة المرأة في الحياة العامة.

الرئيس الصالح أكد في رؤيته التي قدمها في كلمة الافتتاح أن العصر الحالى هو عصر الديمقراطية وشدد على ضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة والمتقدمة فى هذا المجال، وقال إن الأسوأ من الديمقراطية هو غياب الديمقراطية ونحن فى عراك مع الفقر والديمقراطية وقد حققنا نتائج باهرة فى مجال الاصلاحات وكعادته في جرأته
الديمقراطية غير المعهودة في مخاطبة الدول الكبرى دعا الصالح الدول الغنية للأخذ بيد الدول الفقيرة لحل مشكلة الفقر والمضى نحو الديمقراطية؛ حيث طالب الصالح الدول الديمقراطية تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالشأن الفلسطينى كما طالبها بأن توقف نزيف الدماء فى العراق وأفغانستان والصومال قبل أن تروج للديمقراطية فى الدول العربية داعياً قوات الاحتلال في العراق إلى إجراء حوار وطنى ديمقراطى بين مختلف القوى السياسية دون استثناء كما انتقد فرض قوات دولية فى السودان وهى دولة ذات سيادة

وانتهز الصالح الفرصة ليؤكد على الاستحقاقات الديمقراطية التي ستشهدها الفترة القادمة حيث جدد الدعوة لمشاركة مراقبين دوليين في الانتخابات الرئاسية والمحلية اليمنية التى ستجرى فى شهر سبتمبر القادم مؤكدا أنها ستجرى فى مناخات حرة ونزيهة وأمينة وأشار إلى أن بلاده أخذت بالاصلاحات منذ وقت مبكر دون فرض من أحد منوها إلى أن الديمقراطية لا تفرض من الخارج المؤتمر يأتي في سياق عمل طويل تم في صنعاء في يناير 2004م والمؤتمر الديمقراطي وحقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية والذي صدر عنه إعلان صنعاء الذي مثل في يناير 2004م وثيقة تعتبر قفزة على الواقع العربي التي نظرت إليه الثمان في سي إيلاند التي حضرها رئيس الجمهورية وكانت هذه مقدمة قدمت الرؤى المتعلقة بالديمقراطية والإصلاحات في الوطن العربي أو الشرق الأوسط في ذلك الوقت مع دول
الحوار أفغانستان وإيران وتركيا والباكستان وخرجت بتشكيل ما يسمي بـ"حوار تنمية الديمقراطية واختارت لإدارة هذا الحوار ثلاث دول هي اليمن وإيطاليا وتركيا".

وخلال السنتين والنصف الماضية عقدت مجموعة من المؤتمرات تطرقت إلى الديمقراطية والتعددية الحزبية ودور المرأة ومشاركتها في العمل السياسي، وتطرقت إلى القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان في والمغرب وإيطاليا وتركيا.
وبحسب تصريحات وزير الخارجية اليمني فإن اليمن شارك بالإعداد لهذه المؤتمرات ممثلاً من خلال الحكومة اليمنية مع المنظمات غير الحكومية التي هي مركز التأهيل لحقوق الإنسان ة في هذا المؤتمر تبنت اليمن حرية التعبير كمحور جديد تتحمل اليمن إثراؤه في المنطقة عن طريق الحوار بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني للخروج برؤية حول مفهوم حرية التعبير، وكيف يمكن لنا أن نصوغ هذا المفهوم من خلال فهم مشترك يربط هذه الحرية بثقافتنا وقيم وتعاليم ديننا وحضارتنا وتقاليدنا ولن يأتي ذلك إلا بإرادة الجميع. بالإضافة إلى ذلك فإن مؤتمر صنعاء حول الديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير يقيم المبادرات المختلفة التي أطلقت في الشرق الأوسط لترسيخ التعاون بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني فيما يتعلق بالإصلاح الديمقراطي
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 08:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/32101.htm