ميساء راشد غدير -
الجنس الثالث.. إلى أين؟
لفت أنظارنا في الآونة الأخيرة ما تطالعنا به بعض الصحف ووسائل الإعلام من أخبار الشواذ وعلاقاتهم دون التعليق على الخبر أو حتى استنكاره، رغم ان عدم ذكر الخبر أو الإشارة إليه كان الحل الأسلم لأنه ليس من الأخبار التي قد تفيدنا، وليس من النوع الذي يسعى أفراد مجتمعنا لمتابعته لاعتبارات كثيرة يأتي الدين والعادات والتقاليد على رأسها.

كما تسربت إلى أسماعنا قصص شواذ يمارسون أعمالاً منافية للآداب في أماكن عامة لا نتوقعها، وأخبار أخرى عن رجال بدت آثار الأنوثة والميوعة عليهم، في مقابل مظاهر الاسترجال التي بدت واضحة أيضاً على بعض الفتيات.

ظاهرة «الجنس الثالث» ليست جديدة في كثير من المجتمعات، وهي ظاهرة لها أسبابها وعلاماتها. لكن الأمر الجديد فيها هو المجاهرة بهذا الأمر في مجتمعاتنا، والجرأة في إطلاق العنان لتلك الممارسات التي لم نعهدها يوما، لدرجة وصل فيها الأمر لمطالبة بعض المنتمين لهذا الجنس بتعديل أوضاعهم جسديا بما يتلاءم ورغباتهم من خلال العمليات الجراحية في الدول التي تسمح بذلك، والاعتراف بهم لاحقا رسميا في مجتمعاتهم المحافظة بعد إجراء تلك العمليات.

بعض المنتسبين لفئة الجنس الثالث يعتبرون ذلك من باب الحرية الشخصية، ولكن هذه الحرية الشخصية تتعارض مع ديننا الإسلامي الذي حرم ذلك، الأمر الذي كان سببا في هلاك أقوام عاقبهم الله بسبب مجاهرتهم بالخطيئة والعدول عن الطبيعة التي خلقهم الله عليها. هذه الحرية الشخصية التي تصل بالفرد لأن يتخلى عن خصوصيته.

ويفقد جزءا كبيرا من مسؤوليته التي زوده الله بها لضمان تكاثر الأمم، ليست بحرية شخصية خصوصاً حينما تنال من حرية الآخرين وتؤثر في المجتمعات واستمراريتها سلباً. السؤال الذي لابد وأن نطرحه بعد وقائع وأخبار متشابهة عن «الجنس الثالث» وفي مواقف ربما تفوق ما ذكرنا، هل يأتي كل ذلك مصادفة؟

وهل يعني وجود حالات قليلة الصمت عن هذه المظاهر التي لا يفترض بنا التسليم بمجاهرة البعض بها في مجتمعنا المحافظ؟ أم أن ذلك مؤشر لبروز ظاهرة «الجنس الثالث» التي انتشرت في مجتمعات كثيرة لتصل إلى مجتمعنا. أم ان هذه الظاهرة ستكون من الأمور التي ستقذفنا بها رياح العولمة والتغييرات العالمية وانفتاحنا على كل ذلك؟

أم اننا كأفراد ومؤسسات لم نحدد موقفنا إزاء هذه القضية المنافية للدين والآداب والأخلاق بشكل واضح وصريح يعلن الرفض التام، ويبحث عن حلول كي لا تصل إلى منازلنا التي ليست ببعيدة عن مجتمعات أصبحت هذه الظاهرة فيها واقعا مؤرقا ومعضلة كبيرة؟

فهل يقف دورنا كآباء وأمهات ومؤسسات مجتمعية، حكومية أو أهلية، عند حدود الاستنكار أم نبادر إلى فعل يجتث هذه الظاهرة من جذورها ويعيد للرجولة هيبتها وللأنوثة رقتها؟ وللحديث بقية.

* نقلا عن جريدة "البيان" الإماراتية
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 07:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/32157.htm