محمد ملكاوي -
نَهَمّ التخطيط لشن هجوم
أعلن الرئيس بوش بتاريخ 9/2/2006،عن تفاصيل المؤامرة مزعومة للقاعدة، استهدفت بحسب زعمه تدمير إحدى ناطحات السحاب في لوس أنجلس، لينسب لمن أسماه بخالد شيخ محمد الحنبلي بكونه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر و زعيم تنظيم القاعدة في جنوب شرق آسيا، شيخ محمد الاندونيسي و بدلا من استخدام ((خاطفين من العرب))؛ و كما أعلن السيد بوش؛ جند شبابا من جنوب شرق آسيا، ((لأنه يعتقد أنهم لن يثيروا شبهات متزايدة))، و أن ((الحنبلي))؛ الذي تم إلقاء القبض عليه عام 2003حسبما أشار مؤخرا مسئولين من خلال البرنامج السري للتجسس على الحسابات المالية الفضيحة التي لدى لمس المواطنون العرب الدليل عليها من تورط بنوك وشركات اتصالات عربية في عملية التجسس هذه؛ جند عناصر من الجماعة الإسلامية لتنفيذ المخطط على اثر لقاء مع السيد بن لادن ، ليصار بعدها البدء بالتخطيط لهجوم باستخدام أحذية ملغومة لاختطاف طائرة تجارية، يتم استخدامها كقنبلة لتفجير مبنى برج الحرية في لوس أنجلوس في نفس العام، لكن مساعدين في البيت الأبيض ذكروا في وقت لاحق أن بوش كان يقصد أن المبنى المستهدف هو برج المكتبة.

عمدة لوس أنجلس الديمقراطي انطونيو فيلا رايجوسا، لوكالة الأسوشيتد برس أبدى استهجانه من السيناريو الهوليودي الذي أعلنه الرئيس، بحجة عدم إحاطته بالتفاصيل من خلال القنوات المناسبة، مثيرا في حديث صحفي اجري معه تساؤلا حول توقيت الإعلان الذي يفترض انه تم إحباطه في العام 2002، بقوله: إن التوقيت الذي اختاره بوش يطرح أسئلة فعلية، وأفضل في الوقت الحاضر تجنب الدخول في التكهنات.

في الوقت الذي لم يكشف فيه الرئيس ولا مستشارته لشؤون مكافحة الإرهاب فرانسيس تاوسند، عن اسم ذلك الشخص أو البلد الذي القي القبض عليه، أو حتى البلدان التي تعاونت معه، يتفق المختصين بكون بوش قد بالغ "قليلا"!

قليلا! و خلط بين مبنى الحرية و مبنى المكتبة قليلا، ليؤكد على وجهة نظر الإدارة الأمريكية و الغرب كله في نظرة الاشتباه بالعرب، و الاتهام الجاهز للمسلمين؟! في سيناريو مستنسخ للمؤامرة المزعومة لاختطاف نجل حليفه البريطاني توني بلير.

حاليا، تزعم سلطات الادعاء الأمريكية أنه قد تم إلقاء القبض على سبعة أمريكيين على صلة بتنظيم القاعدة ويخططون لإقامة ((جيش إسلامي)) لشن هجمات داخل الولايات المتحدة ((على فروع لمكتب التحقيقات، ومبنى اتحادي في مدينة ميامي ولاية فلوريدا ومبنى برج قيصر المؤلف من 110 طوابق في شيكاجو بولاية إلينوي ))، فيما لم يتم التصريح بالعثور على أية أسلحة أو مواد لصنع المتفجرات خلال المداهمات، ليؤكد مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بكون المعتقلين أمريكيين لا تربطهم علاقة واضحة بما يسمى بتنظيم القاعدة في حين أن مكتب الادعاء أوضح : أن سكان ميامي لم يتعرضوا لأي تهديد، و نائب مدير مكتب التحقيقات يصف التهم الموجهة للأشخاص السبعة بكونها مجرد أحلام غير قابلة للتنفيذ.

كل هذا الهراء يراد منه إحكام الخناق على الحريات في أمريكا، و وضع تشريعات جديدة تستخدم بانتقائية لتستبيح خصوصيات المواطنين و المقيمين بذريعة الحرب على الإرعاب، لرفع أسهم السيد بوش التي باتت في الحضيض، بدليل أن هذه الترهات التي لا تستند إلى دليل مادي ملموس؛ حسبما يقر وزير العدل الأمريكي من كون هذا التآمر المزعوم من قبل((خلية إرهابية نشأت من الداخل)) لم يتجاوز المراحل التخطيطية الأولى، و لم يكن هناك تهديد فوري، و ليس لديهم أي اتصال مع القاعدة، وليست بحوزتهم أية أسلحة، أي أنهم ((لا يملكون المواد المطلوبة))؛ غير أن جونزالس لا يتورع عن امتطاء عنان الوهم ليحذر مما دعاه بخطر الإرهاب الداخلي، مشرعا بتصريحه انتهاك الحريات العامة عبر تبرير التنصت على المواطنين بحجة أن :(( الإرهاب الداخلي قد يكون بمستوى خطورة تنظيم القاعدة إذا لم يتم إخضاعه للمراقبة))!.

لكن بالرغم من وهن الأدلة المكتشفة، و حقيقة اعتراف السبعة المعتقلين بانتسابهم إلى جماعة دينية غير مسلمة تطلق على نفسها اسم (( بحار داود))، بما يتفق مع تصريحات الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة بكون المعتقلين من فئة تحمل معتقدات متناقضة مع الإسلام، تبقى الصحف و وسائط الإعلام تكيل تهم الإرهاب للمسلمين.

و تبقى تهم المؤامرات المزعومة مقرونة بما توسوس به أنفس المتهمين دونما دليل مادي وكأنما هي اعترافات قدمها محضرون روحانيون تتعاطى العرافة معهم إدارة السيد بوش، غير أن الدليل الحقيقي على توجيه هذه التهم يتوجه إلى حكومة السيد بوش الذي أعلن توظيفه لأبواق الكذب بقصد تمرير سياسات المحافظين الجدد، فالسيد بوش في المرة الأولى يخلط بين برج المكتبة و برج الحرية و فيما الأمر بالنسبة للأمريكان يشكل عارا إلا انه بالنسبة لنا سيان، و عن ملح الرجال لديه يقول المختصين بأن السيد بوش بالغ قليلا!، لا يكذب، بل بالغ قليلا، كما تبالغ قليلا أجهزة الاستخبارات الأمريكية بشأن تبرير تراجع السيد الظواهري عن هجومه القاتل على مترو نيويورك 2003، و المبالغة قليلا تتحول إلى تصريح شديد الشفافية من قبل السيد بوش حين يعترف ((بتاريخ 28/2/ 2006))على لسان صحيفة ذا اجزامينر؛ أي بعد العرض الإعلاني عن الهجوم الارعابي المزعوم على برج الحرية أو برج المكتبة؛ يقر فيه بان حليفه السيد أبن لادن ساعده (( و دون قصد)) بالفوز علي خصمه كيري في انتخابات عام 2004 من خلال الانتقادات اللذعة التي وجهها لبوش في شريط متلفز بثته قناة الجزيرة في يوم الجمعة السابق علي الانتخابات.

مما يجعلنا نجزم بمصداقية ما يذهب إليه الكاتب و الصحفي الأمريكي مايكل كولينز بايبر من كون الحرب التي تزعم واشنطن بشنها ضد الإرهاب، إنما هي في حقيقتها موجهة ضد الإسلام.


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 10:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/32172.htm