مدير عام شئون المعلمين في حوار لـ(المؤتمر نت)

المؤتمرنت-حوار نزار العبادي -
ماضون على طريق يمننة التعليم .. إحلال (1935)، وتجديد عقود (1511) مدرساً عربياً، ولدينا (1151) إعارة مستمرة

ربما يخيل للبعض أن التخطيط لبناء الأجيال سهلٌ، وأن التعليم في بلادنا محض قرارات يسطرها المسئولون على وزارة التربية والتعليم.. لكن بمجرد الدخول إلى ورشات العمل ورؤية حقيقة ما يجري والتفكير بإجراء حوار مع شخصية تربوية قيادية يدرك المرء صعوبة المهمة.. فمنذ أيام ونحن نخطط ونسعى لمحاورة الأستاذ حمود شرف الدين مدير عام شئون المعلمين بوزارة التربية إلاّ أن هذا الرجل لا يكل من العمل، ولا يتوقف عن متابعة أعمال لجان التعليم فرداً فرداً، ولا يمل من الحضور إلى مبنى قطاع التعليم كل صباح ومساء كان يبدو لنا كالعملة الصعبة والمعدن النادر، في زمن الكل فيه يراهن على تعليم متميز نوعياً هذا العام.. وأخيراً توققنا إلى لقاء الأستاذ الجليل حمود شرف الدين داخل ورشة عمل لجان التعاقد مع المعلمين العرب.. وكان لنا معه الحوار الآتي:
المؤتمرنت – كيف تقيمون حجم الاستعدادات للعام الدراسي الجديد؟ وإلى أين وصلتم في خطة الإحلال؟
- حمود شرف الدين- بدءً أتقدم بشكري الكبير لصحيفة "المؤتمر نت" على حرصها الدائم على متابعة مختلف الأنشطة التربوية والتعليمية.. وفي الحقيقة إن وزارة التربية والتعليم ممثلة بالأخ الوزير الدكتور عبدالسلام الجوفي ونائبه الأخ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور قد حضيت بالكثير من الاهتمام والعمل المخلص من لدنهما، فهما يعملان صباحاً ومساءً من أجل الإعداد للعام الدراسي الجديد، ومن أجل أن يكون هذا العام عاماً متميزاً نوعياً، وعاماً للعطاء والبذل من أجل تطوير البناء العلمي والمعرفي لأبنائنا. لذلك فقد جندوا أنفسهم في وقت مبكر جداً لتوفير كل الإمكانات اللازمة: سواء من احتياجات المدرسين أو المنهج والمستلزمات الأساسية للدراسية، وهو أمر يعد من مرتكزات نجاح الاستراتيجية الوطنية للتعليم.. فالأخ الوزير والأخ النائب قاما باستباق العام الدراسي بتشكيل العديد من الورشات والإعداد والتأهيل ورسم الخطط ووضع البرامج الكفيلة بإنجاح العملية التعليمية والتربوية.
ونحن بدرونا نتفاعل معهم خطوة بخطوة. فنحن قمنا ونقوم بعمل كبير اليوم تشاركنا فيه وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة على طريق يمننة التعليم. فقد انتهينا خلال الأسابيع الماضية من إحلال (1935 مدرساً يمنياً من حملة المؤهلات الجامعية ومن مختلف التخصصات مثل الإنجليزي، الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، اللغة العربية والقرآن الكريم وغيرها من التخصصات، وتم توزيعهم.
ونحن الآن بصدد إحلال مائة دبلوم عال بعد الثانوية من خريجي القرآن الكريم وعلومه.. كذلك نحن الآن- كما ترى- منهكون في إجراءات عملية التجديد للإخوة العرب من المعارين والمتعاقدين ولكن في تخصصات محصورة في اللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء والقرآن الكريم.. وحرصنا على أن تعمل لجان التعاقد صباحاً ومساءً من أجل تحقيق استقرار سريع في العام الدراسي بجميع مقوماته.

المؤتمر نت- هل يعني ذلك أنكم حققتم كفاية في التخصصات الأخرى، أم أن هناك مرحلة أخرى؟
- أ. حمود شرف الدين- بالنسبة للغة العربية لدينا ما يصل إلى مرحلة الكفاية- ولا أقول الكفاية الكاملة، وكذلك الأحياء.. أما بقية المواد توجد لدينا نسبة لا بأس فيها، ولكن بدأنا بهذه التخصصات العملية لكونها رئيسية ويحتاجها الطالب بشدة في بداية العام الدراسي كي يتسنى له استيعاب المعلومات بصورة جيدة، وبمدرس كفؤ،وبمنهج سليم.. وإن شاء الله سيتم تباعاً تغطية المواد المتبقية سواء من المدرسين اليمنيين أو من غير اليمنيين.
المؤتمر نت: يتردد القول بأنكم بصدد القيام بيمننة كاملة للتعليم هذا العام في أمانة العاصمة.. فما مدى صحة ذلك؟
- أ. حمود شرف الدين: هذه أمنية كبرى أن تكون اليمننة بدءً من أمانة العاصمة، لكن أود أن أقول أن أمانة العاصمة تجمع الكثير من السكان من مختلف محافظات الجمهورية. فالكثافة السكانية كبيرة والمدارس كبيرة وواسعة وتضم أعداداً هائلة من الطلاب، لذلك نحن نحتاج إلى مدرسين عرب فيها لتغطية بعض المواد وخاصة في المدارس الكبرى إلا أن السعي ليمننة التعليم لا يزال قائماً سواء في أمانة العاصمة أم في غيرها من محافظات الجمهورية.
المؤتمر نت- أكد الأخ أحمد صوفان نائب رئيس الوزراء في المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان النتائج بأن اهتمام الحكومة بالمنهج والمبنى جاء على حساب الجانب النوعي وقد آن الآوان لإحداث قفزة نوعية في التعليم.. برأيكم كيف يمكن تحقيق ذلك؟
- أ. حمود شرف الدين: إن هذه مسألة مهمة وهو ما تسعى إليه وزارة التربية والتعليم بقيادة الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم وكذلك الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور نائب وزير التربية والتعليم وقد تم التأكيد عليه في المؤتمر الوطني لمناقشة الاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي في الجمهورية اليمنية، في الانتقال بالتعليم من مرحلة الكم إلى مرحلة النوع.. وكما تسمعون أن الوزارة قد شكلت لجاناً فعالة منذ عام كامل لإعادة توزيع المبنى المدرسي من أجل إيجاد مراكز تجمع، تتوفر فيها جميع الاحتياجات إلى جانب إعادة توزيع القوى العاملة وتلك هي دليل على المضي نحو هذا المبدأ الأساسي الذي تتمناه وزارة التربية والتعليم.
المؤتمر نت: يرى بعض مدراء المدارس أن الوزارة لم تتبع أسلوب التدرج في الإحلال ومن شأن ذلك التأثير سلباً على الجانب النوعي في التعليم.. فما رأيكم بمثل هذا الطرح؟
- أ. حمود شرف الدين: إن وزارة التربية والتعليم أخذت هذا الجانب بنظر الاعتبار، وهي تعمل بأسلوب التدرج. فالإخوة العرب في حدود (5300) بين معار ومتقاعد ولم يتم الاستغناء عنهم بشكل كامل، وهذا دليل على أن هناك تدرجاً في عملية الإحلال.. وفي نفس الوقت نحن أردنا أن يدخل المدرسون الذين تم التعاقد معهم هذا العام محك الخبرة في العمل التربوي ليتنقلوا من مراحل أدنى إلى أعلى. وبالطبع ستكون هناك دورات تدريبية وتأهيلية مكثفة تساعدهم على كسب الخبرة الجيدة، ولكن لن تبدأ هذه الدورات حتى يستقر العام الدراسي.
المؤتمر نت: يدور الحديث هذه الأيام عن تداخل في المسئوليات بينكم وبين وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية؟
- أ. حمود شرف الدين: الحقيقة أن وزارة المالية هي جزء لا يتجزأ من أي عمل- سواء في التربية أو في غيرها، وبالتالي فإن التداخل لا بد منه وهو أمر طبيعي. أما بالنسبة للتداخل مع وزارة الخدمة المدنية فإن ذلك يأتي بحكم كون وزارة الخدمة المدنية هي الجهة المسئولة عن إصدار الفتاوى الخاصة بتوظيف المعلم ووزارة المالية هي التي تصدر التعزيزات المالية التي تمنح مستحقات المعلم.
المؤتمر نت: هل تعملون مع تلك الجهات وفقاً لخطة معدة مسبقاً؟
- أ. حمود شرف الدين: الذي تراها لآن أمامك في موقع العمل هي الآن لجان من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومن وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم.. وهذا دليل على وجود تنسيق مسبق للعمل، ومن أجل أن يكون سليما وناجحاً.
المؤتمر نت: متى نتوقع أن يصل المدرسون العرب مدارسهم؟
- أ. حمود شرف الدين: على فترات متعاقبة على أساس أن الخطة وضعت من أجل التجديد أولاً ثم التغطية بالتعاقد الجديد. فقد أعطيت الأسبقية أو الأولوية لمن درس لدينا مدة ما بين خمس إلى عشر سنوات ثم الانتقال بعد ذلك تدريجياً إلى ما دون ذلك من الخبرات.
المؤتمر نت: هل من إحصائيات للأعداد التي ستتعاقدون معها من المدرسين العرب؟
- أ. حمود شرف الدين: بالنسبة للمطلوب تجديد عقودهم ما يقارب (1511) مدرساً، لكن العملية ما زالت تسير إجراءاتها على قدم وساق ولا يمكن البت في أرقامها بشكل نهائي. أضف إلى ذلك أن هناك معارين بحدود (1151) معاراً وهم موجودون في الميدان وهو ما نسميه ( الإعارة المستمرة) أما الإعارة المنتهية فسيتم إلحاق بدلائهم في المناطق المخصصة لهم بالخطة وقد تم إرسال التذاكر لهم في الخطوط الجوية في البلدان التي يأتون منها ونأمل وصولهم قريباً جداً إن شاء الله.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 03:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/3335.htm