عبدالكريم الحبيشي -
أي يمن ننتظر لو تسلط عليه المشترك؟
أخيراً انكشف الغطاء وبانت الحقيقة التي لم تكن غائبة أبداً بل ربما أن عناية الله شاءت أن تكشف في هذا الوقت رحمته بشعب الإيمان والحكمة، وهو يسابق نفسه لممارسة حقه الديمقراطي والتعبير عن حريته وإرادته.
كثير من الأمور اتضحت الآن ولم يعد هناك ما يمكن إخفاؤه، فأولئك الظلاميون والإرهابيون أثبتوا أنهم كذلك وسيبقون. والحارس الشخصي لابن شملان - مرشح اللقاء المشترك الإصلاحي لم يكن حارساً لشخص المرشح، بل حارس شبكة إرهابية هدفها الرعب والقتل والتدمير.
ومثلما يفعل قادة أحزاب اللقاء المشترك في مؤتمراتهم الصحفية وخطاباتهم من ادعاء الشفقة على الشعب اليمني، وذرف الدموع على مصالحه والشكوى من الفساد واستعطاف قلوب الناخبين فعل ذلك (حارس بن شملان) عندما ظهر على التلفزيون وهو يشكو من أولئك الإرهابيين الذين قبض عليهم في صنعاء يوم السبت الماضي، وأخذ يتحدث بلغة الخائف على الوطن والمواطنين ويشكر رجال الأمن على ما قاموا به قبل أن تُتبين الحقيقة ويكُتشف أنه هو رأس الحية التي لا بد من قطعها مع من معه.
لم يعد هناك مبرر أو عذر لأولئك الذين أصموا آذاننا طيلة الفترة الماضية بخطاباتهم وتصريحاتهم الجوفاء ووعودهم الزائفة لأن يتحدثوا بعد الآن عن شيء اسمه الوطن وهم يعلمون عن توطين الإرهاب فيه، ولا عن مواطنين وهم ماضون في دفنهم أحياء بحقدهم عليهم وغدرهم بهم كلما حانت لهم الفرصة لذلك.
أما خطابات مرشح اللقا المشترك التي ظل يرددها من محافظة إلى محافظة، فلم تكن سوى دليل إرشادي لحارسه أو ربما عناصر مليشياته لرسم خريطة ما حدث أو توجيهه في حضرموت ومأرب وأخيراً صنعاء، التي يبدو أن الإرهابيين ما يزال لهم فيها أبناء وأحفاد حتى يتم القبض عليهم واحداً واحدا.
أما الحقيقة كلها فما يزال فصول منها غير معروفة، ولذا لابد من السؤال: أين ابن شملان مما يحدث؟
وأمام كل ذلك وحتى لا يظن أولئك أن الشعب اليمني يمكن استغفاله بسهولة وجره إلى فخ الاصطياد السهل فقد آن للمغرر بهم من قبل سائسي الإرهاب والتطرف أن يستيقظوا من الإبر المخدرة بالوهم التي غرزت في أذهانهم، لأنه لا يمكن تصور لو أن المشترك بأحزابه الدموية سلوكاً ومنهجاً وصل إلى كرسي حكم اليمن، أي مستقبل بانتظار الشباب اليمني وأي مصير يكون للبلاد واقتصادها وتوجه سياساتها وعلاقاتها بالآخرين؟
التجهيل والتطرف والإرهاب سيكون شعاراً وعنواناً لحكمهم، والتشريد ووجبات القتل السريعة سيكون منهجهم ومن ليس معهم فهو ضدهم ومن لا يتبعهم ويتجاوب مع أفكارهم الظلامية، إما أن يجبر على ذلك أو ينزع لسانه ليصمت أو يزاح عن رأسه ليرتاح بالمرة.
أي مصير ينتظر اليمن لو أولئك الذين لو بحثت عن أي شيء إيجابي في سلوكهم أو تصرفاتهم لما وجدت إلا شيئاً واحداً وهو عندما يكونون بعيدين عن السيطرة على أمور شعوبهم والتحكم فيها والتعامل معها وكأنها خراف تسابق إلى المراعي لتعاد مساء إلى الحظائر دون أن يكون لها رأي فيما تعمل أو تسأل إلى أين تساق؟
إني لأستعيذ بالله من كل شيطان في صورة ملاك ومن مرض في صورة طبيب ومن إرهابي في هيئة متباكٍ على الناس، ومن يوم يتسلط فيه المشترك على اليمن، وما أدراك ما سيكون عليه اليمن؟ ثم ما أدراك ما سيكون لو اشترك المشترك في تقاسمه قطعة قطعة!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 10:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/35121.htm